على غرار نظام البعث: خطب الجمعة في دير الزور مكتوبة ولا مجال للخروج عنها
يكيتي ميديا – Yekiti media
سخّر نظام بشار الأسد مع بدء الثورة السورية منابر العديد من المساجد لدعمه من خلال “رجال دين” اتخذوا الدين وسيلة لخدمة السلطة، وتتكرر التجربة حالياً في مناطق سيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية” في دير الزور شرق سورية أو كما يسميها التنظيم بـ”ولاية الخير”.
ويشير مراسل “السورية نت” في دير الزور، معتز الصالح، أن “تنظيم الدولة” قرر عبر ما يسمى “ديوان المساجد والأوقاف” نشر تعميم مفاده أن خطب يوم الجمعة من كل أسبوع سيتم توزيعها على الخطباء قبل اعتلائهم المنبر وستكون الخطبة موحدة من قبل الديوان في كل الولاية ومكتوبة من قبله. وأوضح مراسلنا أنه لم يعد هناك خط ارتجالية ولا حديث خارج إطار المسموح به من قبل ديوان التنظيم.
واعتبر سكان في دير الزور أن “تنظيم الدولة” يمضي على خطا نظام الأسد وتعامله مع الخطباء واستغلال المساجد لخدمة المصالح الشخصية، وقال حسام أحد سكان المحافظة في تصريح لـ”السورية نت”: “لا يختلف هذا عما كان يفعله النظام أبداً، فقد كان النظام يوزع خطبه على الخطباء صباح الجمعة ليجبرهم على قول ما يرغب و كان ينتقي دوماً من ينافق له ومن يلمع صورته أمام العامة”.
بينما يشير “عماد” إلى المشكلات التي كانت تحدث في أيام الجمعة من كل أسبوع، وقال “لطالما كانت المشاكل تحدث يوم الجمعة فإما أن يقول الخطيب ما لا يوافق وجهة نظر الدولة وتوجهاتها فيقوم عناصرها بالتعرض له أو منعه من الخطابة، أو أن يعترض بعض الحضور على ما قاله الخطيب بعد الفروغ من الصلاة ليقوم عناصر الدولة باعتقالهم او التعرض لهم بالأذى”.
ومن ناحية ثانية، أفاد مراسلنا أن “تنظيم الدولة” أصدر تعميماً على محال بيع اللحوم ودلالي المواشي باختلاف أنواعها، يجبر هؤلاء على مراجعة مكاتب الحسبة ودواوينها لتسجيل أسمائهم، حتى يخضعهم التنظيم بعد فترة وجيزة إلى دورات شرعية. وبيّن المراسل أن التنظيم حذّر من أن كل من سيرفض الانضمام أو تسجيل اسمه سيعرض نفسه لخطر المحاسبة والمسائلة وسيمنع من مزاولة المهنة.
“أبو خلف” أحد أصحاب محال بيع اللحوم “القصابة” يقول لمراسلنا: “لا شيء يمر عند هؤلاء دون دورة شرعية، طوال عمرنا كنا نذبح لحومنا على الطريقة الإسلامية وما اشتكى أحدٌ يوماً لا من الأسعار ولا اللحوم قط، المهم هو أن ينكدوا على الناس عيشهم ويجبرونهم على دورات لا تزيد على علمهم أو على ما يعرفونه شيئاً يذكر”.
بينما يقول “أبو صهيب”: إن “كان بعض أولئك المهاجرين قد واظب في بلده على تناول لحوم البغال والحمير (في إشارة إلى فضائح محال الجزارة في مصر)، فالناس هنا أهل خير”.
ويشار هنا إلى أن ديرالزور تعد واحدة من أكبر مناطق تربية المواشي بأنواعها في سورية، وتشتهر بتربية وتصدير الخراف العواس التي تعتبر من أشهى وأجود أنواع اللحوم.
السورية نت