آراء

عليكو معاتبا وهو عتاب محق

الدكتور مرشد معشوق الخزنوي

يكتب الأستاذ فؤاد عليكو خلال هذه الأيام سلسلة من المقالات تحت عنوان –  كي لاتبقى الحقيقة غائبة (رداً على هذيان صلاح بدر الدين ) وهما رفيقي درب لا استطيع الفصل فيما يكتب لأنها حقبة تاريخية تكبرني عمراً ، فضلا عن تفاصيلها الخاصة بمجريات وأحداث لربما لا يطلع عليها إلا من كانوا ضمن تلك الدائرة الحزبية ، ودوري في كل هذا هو دور المتلقي والقارئ .

غير أن الجزء الثامن من هذه السلسلة  والتي نشرت أمس 16/06/2021 على موقع يكيتي ميديا خصصها الأستاذ أبا بهزاد (حول اختطاف شيخ الشهداء محمد معشوق الخزنوي) سرد فيها مختصرا عن الأحداث التي رافقة اختطاف ومن ثم استشهاد شيخ الشهداء .

وختم مقاله بعتب لي بقوله : ( وإذا كان هناك عتاب فإننا نعاتب ابن أخينا الشيخ مرشد الخزنوي وهو العارف بأدقّ تفاصيل الأحداث من البدايات على تجاهله دورنا ودور حزبنا في تلك المرحلة العصبية ) مما داعاني لكتابة هذه السطور فأقول :

أن هذا العتاب مقبول من جهة ، وليس في محله من جهة آخرى .

أما كون عتاب أبي بهزاد مقبول فلأنه حق ، يقول النبي صلى الله عليه وسلم : [ لم يشكر الله من لم يشكر الناس ]  ومن هذا المنطلق فعتاب ابي بهزاد عتاب مقبول ، فوقفة الأخوة في حزب يكيتي معنا في تلك المحنة وفقة ما نسيتها ولن أنساها ، إلى درجة ومع أن الجميع يعلم أنني لم انتسب يوما لأي حزب ، ويعلم أبا بهزاد أني لم انتسب لحزب معين على وجه العموم ويكيتي على وجه الخصوصة ، إلا أنني كنت اشعر دوما أنني جزء من يكيتي ويكيتي جزء مني ، كان يفرحني ويسعدني نضالها وتقدمها كما آلمني ويؤلمني اليوم ضعفها وتشتت شمل العديد من الأصدقاء الذي تعرفت عليهم واحترمتهم واحببتهم في صفوف يكيتي مبعثرين بعدت بينهم الشقة وتفرق بهم السبل .

وهذا الشعور الذي ينتابني ما هو إلا لتلك الوفقة التي وقفتها يكيتي معنا في محنتا في استشهاد شيخ الشهداء إلى جانب العديد من الأصدقاء وعلى رأسهم منظمة ماف ممثلة بالشاعر ابراهيم اليوسف واحمد حيدر وسيامند ميرزو ، واللجنة التأسيسية لتيار المستقبل ممثلة بالشهيد مشعل التمو والاستاذ احمد موسى والاستاذ ريزان شيخموس ، وقناة روج في بروكسل ، وموقع كسكسور بإدارة كرم وأيهم اليوسف ، والحبيب الشيخ محمد ملا رشيد وأبنائه والكثير من الأصدقاء قد تخونني الذكرة الآن بعد ستة عشر عاما في سرد أسمائهم .

لكن ولأننا بصدد عتاب الأستاذ فؤاد فسوف يكون الحديث مختصرا على حزب يكيتي مما لا يعني التغافل عن الآخرين أبداً .

اختطف شيخ الشهداء في العاشر من ايار كنت وقتها اعمل في مدينة الرياض السعودية ، تبلغت الخبر صباح اليوم التالي ، وصلت دمشق في مساء يوم الرابع عشر من أيار لألتقي بأخي الشيخ مراد واطلع على المستجدات ، حيث ثم أمرني بسرعة التوجه لقامشلو لأن حزب يكيتي يخطط لمظاهرة في الحادي والعشرين ، وعلي العمل على محاولة استنهاض أطرف الحركة السياسية للمشاركة من أجل تشكيل ضغط قوي على النظام.

تواجدت في قامشلو في صباح اليوم التالي وكان من أوائل من التقيتهم بعد الأستاذ ابراهيم اليوسف هم قيادة حزب يكيتي الأستاذ حسن صالح والأستاذ فؤاد عليكو والأستاذ صبري ميرزا والأستاذ عبدالصمد خلف برو وآخرون وأطلعوني على فكرتهم وأن المظاهرة تكون في قامشلو وإن لم تنفع سوف ينقلون التظاهر إلى قلب العاصمة دمشق .

خرجت من عند قيادة يكيتي وزرت الحركة السياسية حزباً حزباً ومن دون استثناء ، صغيرهم وكبيرهم ، قديمهم والمستجد منهم والمنشق حديثا ، لم اترك حزب من أحزابنا الكردية وقتها إلا وزرتهم واستجديت دعمهم ، وكما يقولون صاحبة الحاجة أرعن ، رزت الكثير من منظماتهم من عين ديوار إلى سري كانية ، لكنني وللأسف لم أجد آذانا صاغية بل أكثر من ذلك فقد اسمعني بعض أطراف الحركة غمزا ولمزا وقتها .

لله وللتاريخ لم يحمل قضية شيخ الشهداء وقتها إلا حزب يكيتي ، لسنا نتحدث عن حقب تاريخية بعيدة تغيب فيها الحقائق بل نتحدث عن حقبة قريبة ، من هنا اصبحنا في عائلة شيخ الشهداء لم نخطو خطوة بعد ذلك إلا بعد الاستشارة بهيئة أصدقائنا والتي كان حزب يكيتي يشكل محورها مع منظمة ماف باسم لجنة المتابعة.

في كلمته في تظاهرة الحادي والعشرين وعد سكرتير يكيتي وقتها الأستاذ حسن صالح بنقل التظاهر الى دمشق إن لم يتم الإفراج عن شيخ الشهداء

وبالفعل تم تحديد التاريخ والساعة وساحة التظاهر بالتعاون مع منتدى الاتاسي ،حيث كان قيادتهم تقبع في السجون ،  ذهبنا إلى دمشق في 30/5/2005 لم يكن معنا من أطراف الحركة السياسية الكردية إلا حزب يكيتي .

قبيل التظاهر تم الإفراج عن قيادة منتدى الاتاسي فلم يبقى منهم معنا في ساحة التظاهر إلا أفرادا ، وحدها يكيتي كجسم سياسي كانت تظللنا ، وهي التي نقلت التظاهر التي قمعت من قبل الأمن البعثي من دوار المحافظة إلى ساحة باب توما حيث تقدم إلينا مندوب القصر الجمهوري طالباً بفض الاعتصام والتظاهر واعدا بأخبار جميلة مفرحة عن شيخ الشهداء .

في اليوم التالي عندما أخذنا إلى دير الزور لتطبيق تمثيلية تسليم جثمان شيخ الشهداء لنا كان من أوائل من اتصلت بهم هو الأستاذ فؤاد عليكو واتفقنا على الهاتف على مكان الدفن وخيمة العزاء ، وأتذكر أنني كنت أحاول التهرب من التلفظ بكلمة العلم الكردي وأنا داخل الفرع الأمني، فقلت له بالكردي ، لا تنسى القماش الملون ، كإشارة إلى العلم الكردستاني ليفاجئني الضابط أنه يعرف الكردية ويقول لي هل ستضعون العلم الكردي على النعش .

استنفر حزب يكيتي كل طاقاته وشبابه لاستقبال جثمان شيخ الشهداء وصلت إلى دوار زوري فكان أبو بهزاد من أوائل قيادات يكيتي مع جموع الناس في انتظارنا.

الاستاذ فؤاد عليكو والشيخ مرشد معشوق الخزنوي اثناء تشيع جنازة شيخ الشهداء معشوق الخزنوي

وانتقلنا سويا في موكب الجنازة وصولا إلى كتابة بيان الرد على مسرحية النظام حيث اجتمعنا وقتها أنا والأستاذ حسن صالح والأستاذ فؤاد عليكو والأستاذ ابراهيم اليوسف والشهيد مشعل التمو وملا محمد ملا رشيد في بيت صهري الشيخ محمد نهاد الخزنوي لصياغة البيان وتم تكيفي بقراءته تحت خيمة العزاء ، وكان الأستاذ فؤاد المتكفل بالمكرفون لاستقبال المعزين والقيام بالواجب ، بل طلب منا وقتها من بعض اطراف الحركة السياسية ايقاف المكرفون ، وكان وقتها الاستاذ فؤاد لهم بالمرصاد.

خلال مجلس العزاء كان المرحوم عبدالصمد داود وهو من يكيتي احد أهم اعضاء لجنة اصدقاء الشيخ وسلم له كامل الارشيف لكلمات ومقالات العزاء والاربعينية ولازالت عند عائلته الى اليوم نسال الله له الرحمة والرضوان

وبعد العزاء استمرت يكيتي ظهرا وسندا ونحن نجابه محاكم البعث من خلال استشارة الاستاذين صبري ميرزا وفيصل بدر .

من هنا نشأت تلك الرابطة وتلك العلاقة ، وحتى يوم اضطررت إلى الاغتراب كان رفاق يكيتي هم من أوائل من استقبلوني واحتضنوني ، وحتى انا كنت استشعر بهم سندا وظهرا لي .

أطلت وأغفلت عن كثير من التفاصيل لأعود فأقول وفقة حزب يكيتي الكردي في سوريا عندنا نحن عائلة شيخ الشهداء وفقة ما نسيناها ولن ننساها ما حيينا كانوا لنا سندا وظهرا ، وعتاب ابي بهزاد عتاب محق ولا بد من أن يسب الفضل لأهله .

لكن العتاب من جهة أخرى ليس في محله لأنه يبدو لي أن أبا بهزاد لم يتابعني فهو بالتالي يعاتبني مع أنني لم ابخسهم حقهم ، فما من لقاء أو ندوة أو محاضرة في هذا المضمار إلا ونذكر حزب يكيتي الكردي كأصحاب وفقة تاريخية تسجل لهم .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى