عملية مصالحة بين تركيا و الأسد
يكيتي ميديا – Yekiti media
كشف الدبلوماسي التركي السابق والنائب الحالي لرئيس “حزب الوطن” التركي إسماعيل حقي تكين، عن وجود مفاوضات “غير مباشرة” بين بلاده، ونظام الرئيس السوري بشار الأسد حول المصالحة بين البلدين.
وأكد تكين في مقابلة مع صحيفة “الشرق الأوسط” الخميس، ما تردد عن مباحثات بين أنقرة و دمشق وعن دور إيراني في هذه المباحثات التي تجرى على أكثر من مستوى.
وقال تكين: ذهبنا بصفتنا (حزب الوطن) إلى دمشق خمس مرات منذ مايو الماضي والتقينا عددا من المسؤولين السوريين وعلى رأسهم رئيس النظام السوري بشار الأسد”.
وأضاف أن مباحثاته ووفد حزبه في دمشق ركزت على أكثر من محور، حيث تم تناول القضايا الأمنية والسياسية والتعاون الاقتصادي والتجاري.
وتابع: “أعتقد أن اللقاءات مستمرة الآن على مستوى أجهزة المخابرات، وأحدها يستمر في طهران”.
وعما إذا كانت جميع هذه الاتصالات تهدف في النهاية إلى الوصول إلى نقطة التطبيع الكامل للعلاقات بين تركيا وسوريا، قال: “الوصول إلى هذه النقطة صعب لكنه ليس مستحيلا”، مشيرا إلى أنه “إذا تقدمت تركيا خطوة واحدة نحو الأسد، سيتقدم الأسد 4 خطوات”.
وكانت مصادر إيرانية تحدثت عن أن تكين أجرى سلسلة لقاءات في دمشق شملت الرجل الثاني في حزب البعث عبد الله الأحمر، ورئيس مكتب الأمن القومي السوري علي مملوك، ووزير الخارجية وليد المعلم، ونائبه فيصل المقداد”.
ونقل موقع ” آفتاب”، المقرب من الرئاسة الإيرانية الاثنين الماضي، عن مصدر مطلع قوله إن تكين أبلغ المسؤولين السوريين أن أنقرة لا تزال ترفض بقاء الأسد في السلطة، لكنها بنفس الوقت ترفض تقسيم سوريا وتشكيل نظام فيدرالي، وهو الأمر الذي يسعى إليه الأكراد لتحقيقه في سوريا”.
يذكر أن الجنرال بكين، هو أحد أبرز الدبلوماسيين الأتراك، والذي أشرف على اتفاقية أضنة المبرمة مع أنقرة عام 1998، بين سوريا وتركيا، إبان أزمة زعيم حزب العمال الكردستاني عبد الله أوجلان، المسجون منذ 17 عاما بجزيرة إيمرالي التركية والتي تنص على التعاون بين دمشق وأنقرة على “مكافحة الإرهاب” و”منع تواجد عناصر حزب العمال الكردستاني “ب ك ك” على الأراضي السورية”.
وكان تكين قد تولى منصب مساعد رئيس المخابرات التركية وتم سجنه من العام 2011 الى 2013، بعد اتهامه بالتورط في مؤامرة “ارغينكون” الفاشلة للإطاحة بحكومة حزب العدالة والتنمية.
وبحسب المصدر الإيراني، فقد زار الجنرال التركي دمشق في 27 مايو الماضي، وكانت المحاولة الأولى التركية لفتح قناة تواصل مع دمشق، بالإضافة الى محاولة أخرى جرت في الجزائر، مع مسؤول سوري كبير، وأحد جنرالات المؤامرة نفسها”.
وتزامن نشر هذه المعلومات مع تصريحات لينة لمسؤولين أتراك تجاه الأسد، حيث أقر رئيس الوزراء التركي بن علي يلدرم، في تصريح نادر السبت الماضي، بدور للأسد في المرحلة الانتقالية، فيما دعا في تصريحات أخرى أمس الاثنين، الدول الكبرى، مثل روسيا والولايات المتحدة، وتركيا وإيران إلى العمل معاً من أجل فتح “صفحة جديدة” بشأن الأزمة في سوريا دون إضاعة الوقت”، على حد تعبيره.
كما تأتي هذه التطورات والتصريحات في أعقاب التغييرات التي تشهدها السياسة التركية إزاء سوريا والأسد بعد الانقلاب الفاشل.
وكالات