فؤاد عليكو: أمريكا لن تنسحب من كُـردستان سوريا وتعمل على فصل الاتحاد الديمقراطي عن العمال الكُـردستاني
Yekiti Media
ملفات عديدة طرحتها شبكة روداو الإعلامية على ممثل المجلس الوطني الكُـردي في ائتلاف المعارضة السورية فؤاد عليكو، وتمحورت حول التهديدات التركية لكُـردستان سوريا، والتواجد الأمريكي في المنطقة، وإلى أين وصلت القضية الكُـردية في سوريا، وعمل المجلس الوطني الكُـردي في كتابة الدستور، ومسألة عودة النظام إلى المنطقة الكُـردية، ومسألة تشكيل اللجنة الدستورية، والعلاقات بين حزب الاتحاد الديمقراطي والمجلس الوطني الكُـردي، وما تشهده المنطقة من نزاعاتٍ وحروبٍ.. يكيتي ميديا تابعت اللقاء وأعدَّت التقرير التالي.
بالنسبة لموقف واشنطن من القصف التركي على مناطق في كُـردستان سوريا أكَّــد عليكو أنَّ أمريكا حالياً لا تريد أن تفقد أحداً من حلفائها فهي من جانبٍ تتعامل مع حزب الاتحاد الديمقراطي وقواتها العسكرية وتدعمها في المعارك ضدّ تنظيم داعش في ريف دير الزور.. ومن جانبٍ آخر تركيا حليف تاريحي لأمريكا منذ 70 وعضو في الناتو والقوة الثانية فيها ولها علاقات اقتصادية وسياسية كبيرة جداً ولا تريد أن تفرِّط بهذه الصداقة وهي تعمل على سياسة إرضاء الطرفين.. تركيا مصرّة على أنّ حزب الاتحاد الديمقراطي فرع من حزب العمال الكُـردستاني وهو مصنف على لائحة المنظمات الإرهابية في أمريكا واوروبا .. أمريكا تقول إنّ الاتحاد الديمقراطي حزب سوري معارض للنظام .. وهذا تباعد كبير بين الطرفين… أمريكا تحاول إقناع تركيا بفصل الاتحاد الديمقراطي عن العمال الكُـردستاني وذلك بإبعاد العناصر التركية والإيرانية عن الحزب والإبقاء على المواطنين السوريين واعتبارهم جزء من المعارضة وضمّهم إلى اللجنة الدستورية.
وحول بقاء القوات الأمريكية في سوريا قال: قبل 3 أشهر وبعد تعيين الفريق الجديد في الإدارة الأمريكية في الملف السوري حدد 3 نقاط لبقاء القوات الأمريكية في سوريا وهي عدم عودة داعش وليس القضاء عليه ومعنى ذلك أنّ أمريكا باقية.. وثانياً انسحاب إيران من سوريا وهي النقطة الأصعب.. وهذا ليس بالأمرالسهل والعلاقات مع الناظم عمرها 39 عاما وهي متداخلة ومتشعبة وهي من تحمي القصر الجمهوري مع حزب الله.. وأمريكا تعلن صراحة أنها لن تتعامل مع الحكومة السورية الحالية و ولن تقبل بإعادة الإعمار في ظلِّ الحكومة الحالية.. لكن سوف تتعامل مع الحكومة السورية لإعادة الإعمار بعد الحلّ السياسي وهذا يعني أنَّ أمريكا ستبقى طويلاً.
وبخصوص الاهتمام بالقضية الكُـردية من قبل المجتمع الدولي أكـد عليكو أن القضية الكُـردية باتت ضمن اهتمامات أمريكا وروسيا والاتحاد الأوروبي، وهم يدركون جيداً ويقولون صراحةً لا حلَّ للأزمة السورية بدون حلِّ القضية الكُردية و لا ديمقراطية في سوريا بدون حلِّ القضية الكُـردية وبالتالي أصبحت القضية الكُـردية جزءا أساسياً في القضية الوطنية العامة السورية وتحظى باهتمامٍ كبيرٍ في المجتمع الدولي ومن قبل المجتعم السوري وحتى من قبل النظام.. وبالتالي حلُّ القضية الكُـردية مدخل لحلِّ الأزمة السورية… وعدم حلها يعني لا حلَّ للأزمة السورية.. القضية الكُـردية أصبحت واقعاً.. ولكن: كيفية الحلِّ، شكل الحلِّ، هل يرضي الكُـرد كما يريدون؟ .. لا أعتقد أن يكون الحلُّ كما يريده الكُـرد، هناك نظام ضاغط، هناك المكون العربي وهم لا يقرُّون ما نريده نحن.. ولكن يبقى الحوار والتفاعل الهادئ مع جميع القوى وبمساعدة المجتمع الدولي سيكون هناك حلاً إلى حداٍ ما مقبولاً بالنسبة للكُـرد.
وعن الأخبار والمعلومات التي تمحور حول عودة النظام السوري عسكرياً إلى المنطقة الكُـردية أشار عليكو إلى أن أمريكا تفرِّق بين عودة النظام إدارياً إلى المناطق الكُـردية وبين عودته عسكرياً، مضيفاً: لا يمكن لواشنطن أن تقبل بعودة النظام السوري عسكرياً، ولكنها تقبل بوجود إدارة مدنية للنظام.. هناك مشكلة كبيرة في سوريا، هناك أربع إدارات (إدارة النظام، إدارة الاتحاد الديمقراطي، إدارة جبهة النصرة، وإدارة الإئتلاف) فكلُّ منطقةٍ لها منهاجها، وبالتالي فهذا غير مقبول وغير وارد أن تكون هناك دولة وأربع إدارات. . وبالتالي أمريكا تفكر أن تكون هناك إدارة واحدة ولتكن إدارة النظام في المرحلة الحالية قبل الحلِّ السياسي وبعدم عودة الجيش لتلك المناطق وهذا مرفوض جملة وتفصيلاً، لافتاً إلى أن أمريكا تحاول إرسال هذه الرسالة للنظام وذلك لإبعاد إيران عن سوريا والملفّ السوري، فهي “إيران” باتت جزء من المشكلة وليست من الحلّ، وهذا يعطي انطباعاً للنظام فيما إذا تخلَّى عن إيران ستقبل بنا أمريكا.. لكن النظام ليس بهذا الوارد والتخلي عن طهران كونه يدرك أن بقاءه مرتبط ببقاء إيران وميليشيات حزب الله.
وبشأن الدستور السوري الجديد وطرح المجلس الوطني الكُـردي قال عليكو… هناك عدة جوانب للدستور، هناك طرح كُـردي، وموقفنا واضح، نحن نريد دولة فيدرالية ديمقراطية علمانية، وأن يكون ضمنها إقليم كُـردي ومشترك مع القوى العربية، والمسيحية.. هذه هي وجهة نظر المجلس الوطني الكُـردي، وهذا ما نطرحه للمجتمع الدولي في جميع المؤتمرات واللقاءات، ونؤكِّد أنَّ الحلَّ القادم في سوريا يجب أن يكون حلاً فدرالياً، لافتاً إلى أن هذه الرؤية تتقاطع بشكلٍ كبيرٍ مع روسيا ومع مجموعة باريس.
وأشار عليكو إلى أن المعارضة العربية متخوِّفة من الطرح الفدرالي، والاتحادي، ولديها شيئ من الفوبيا الكُـردية، والطرح الفدرالي للحلّ وذهاب الكُـرد مستقبلاً بعد عدة سنوات للتقسيم.. وقال: ما نتعامل به حالياً هو ميثاق رياض 2 وهناك إجماع بين المعارضة السورية على عدة نقاط حول حلِّ القضية الكُـردية، ويؤكدون على أنَّ سوريا دولة متعددة القوميات والأعراق والثقافات، والاعتراف بالحقوق القومية للشعب الكُـردي، واعتبار القضية الكُـردية قضية وطنية، إلى جانب حقوق المكونات الأخـرى، هذه هي الرؤيا العامة للمعارضة، وهذا الحلّ بحسب وجهة النظر ضمن اللامركزية الإدارية، ونحن نتحفَّظ على إضافة كلمة الإدارية على اللامركزية، ونحن نقول ونؤكِّد على اللامركزية السياسية وهذه نقطة الخلاف بيننا وبين المعارضة ولم يحسم إلى الآن.. ولكن ضمن هذه الرؤيا (رياض 2) سنتحاور مع النظام .
وبشأن تشكيل اللجنة الدستورية قال عليكو: إلى الآن لم تتشكَّل تلك اللجان، ولم يكن هناك اعتراض على قائمة المعارضة ولا على قائمة النظام، وهناك اعتراض على قائمة المبعوث الدولي ستيفان ديمستورا بسبب اتهام روسيا وإيران والنظام لها بأنها منحازة إلى جانب المعارضة، وبالتالي ستشكُّل المعارضىة الأكثرية ضمن اللجنة الدستورية، ويسيطرون على صياغة الدستور، وتوقّف عمل اللجنة الدستورية هنا، ولم يتمَّ حتى الآن أيّ توافقٍ على هذه القائمة، فما هو معتمد هو 50 عضواً لكلِّ قائمة وينبثق عنها 15 ممثلاً لصياغة الدستور وفق مبادئ والتي لم يتمَّ التوافق عليها.. هناك حوارات روسية أوروبية تركية حول المبادئ، هناك ورقتان لهذه المبادئ، أولها ورقة سوتشي مؤلفة من 12 نقطة، وورقة المجموعة المصغرة، وبرأينا ورقة المجموعة المصغرة أفضل من ورقة سوتشي كونهم يعترفون بوجود مجلسين، الأول مجلس للشيوخ والثاني للنواب، وهذا الشكل مقدمة للذهاب إلى الدولة الفدرالية، كونه لا يوجد في الدول المركزية مجلسان للشيوخ والنواب.
وبخصوص العلاقات بين المجلس الوطني الكُـردي وحزب الاتحاد الديمقراطي أكـَّد عليكو أنه تمَّ توقيع 3 اتفاقيات سابقة مع الاتحاد الديمقراطي برعاية الرئيس بارزاني، وبمجرد وصول الوفود إلى قامشلو يتنصَّل الاتحاد الديمقراطي من تلك الاتفاقيات بالرغم من وعودهم المتكرِّرة، هــذا الحزب مع الأسف لا يقبل بالشراكة، فجميع الوثائق موجودة وهم من يتهرَّبون منها، هم يريدون من أيِّ اتفاقٍ أن تكون تحت خيمتهم.. وهذا ما يرفضه المجلس الوطني الكُـردي جملةً وتفصيلاً، نحن نريد شراكةً حقيقةً بكلِّ ما تعنيه الكلمة من معنى.. شراكة في الإدارة وفي القوات العسكرية وشراكة في التفاهمات السياسية، وأضاف: لو ندقِّق في الأحزاب المنضوية في إدارة الاتحاد الديمقراطي، هل الإدارة الذاتية مشروع تلك الأحزاب أم مشروع الاتحاد الديمقراطي؟ .. وجميع الأطروحات هي للاتحاد الديمقراطي كالرئاسة المشتركة وأخوة الشعوب، مع اختفاء برامج الأحــزاب الأخرى.. هذا هو حزب الاتحاد الديمقراطي إما تكون “مثلي” أو تكون خارج القوس، أو ستكون خائناً..؟، لذلك إذا كان لا بدَّ من اللقاء لنعد إلى الاتفاقيات السابقة وبرعاية البارزاني و بضمانات دولية، وأن يكون هناك دولة راعية ولتكن أمريكا، بدون أي ضمانات لا معنى للتفاهم، ووجود ضمانات دولية تحت رقابة وإشراف دولي وبوجود البارزاني والتفاهم على شيء.
وحول مستقبل المنطقة وما تشهده من اضطرابات قال عليكو: نحن الآن أمام مرحلة تاريخية حسّاسة جداً، فمنذ يومين بدأت واشنطن بتطبيق العقوبات ضدّ إيران، وإذا حصل تصعيد أمريكي في تطبيق العقوبات فلن بكون هناك خيار آخــر سوى الحرب لأن إيـران لن تقبل هذه العقوبات وسوف ترفضها، وهي دولة ذات نفوذ قوي في المنطقة وبإمكانها أن تشعل المنطقة فلها أذرع في سوريا واليمن ولبنان والعراق وفي افغانستان وباكستان، وإذا كانت أمريكا جادة ولم يتمَّ التوصل إلى حلٍّ سلمي حول الاتفاق النووي ستحصل اضطرابات كبيرة في المنطقة إلا إذا حصل تقارب إيراني مع واشنطن كما في المسألة الكورية الشمالية