فؤاد عليكو: حزب الاتحاد الديمقراطي لا حظوظ له في حضور المؤتمرات الدولية كجهة معارضة للنظام
Yekiti Media
حول آخر مستجدات الملف السوري داخلياً وأقليمياً ودولياً ألتقت يكيتي ميديا بـ فؤاد عليكو عضو اللجنة السياسية لحزب يكيتي الكُردي, وعضو الهيئة السياسية للائتلاف السوري لقوى الثورة والمعارضة والذي تحدث بإسهاب عن محطات الحل السورية, والوضع السياسي في المنطقة وآخر مستجداتها.
بخصوص مؤتمر سوتشي المزعم انعقاده من قبل روسيا أوضح عليكو أن معالم مؤتمر شوتسي لم تتبلور بعد، من جهة أهداف المؤتمر وأجنداته ومخرجاته, وهل سينعقد المؤتمر برعاية أممية وتباركه أمريكا والاتحاد الأوروبي والدول العربية المعنية بالملف السوري وكذلك المعارضة السورية, أم سيقتصر الأمر على الدول المتفقة على عقده (روسيا-تركيا إيران), -كلها أسئلة بحاجة إلى وضوح- .
في نفس السياق أفاد عضو الهيئة السياسية لائتلاف قوى الثورة والمعارضة السورية أن الأمانة العامة للمجلس الوطني الكُردي كلفت هيئة الرئاسة ولجنة العلاقات الخارجية بمتابعة مجريات المؤتمر واتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب , والذي سيتخذ بعد دراسة مستفيضة.
بخصوص دعوة حزب الاتحاد الديمقراطيPYD والتنظيمات التي تحوم في فلكه والمنبثقة عنه إلى مؤتمر سوتشي أوضح عليكو أن لم تتم دعوة المذكورين أنفاً كطرف موالي للنظام السوري فلن يتم دعوتهم كطرف معارض للنظام، قائلاً ” قد يقبل بهم كطرف موالي للنظام وهذا ما يتطلب من النظام تقديم أسمائهم لأن المعارضة تحسبهم على النظام كونهم حاربوا مع النظام ضد المعارضة وخاصة في معارك حلب وريفها، كما أن تركيا تعتبرهم جزءاً من منظومة حزب العمال الكرُدستاني PKK ومن هنا نستطيع القول بأن الاتحاد الديمقراطي لا حظوظ له في حضور المؤتمرات الدولية كجهة معارضة للنظام”.
القيادي الكُردي تحدث عن مؤتمر جنيف9 قائلاً “لا أعتقد أن جولة جنيف 9 سيختلف بشيء عن سابقاتها من الجولات, ولن يحرز أي تقدم في عملية التفاوض لأن النظام وإيران يشعرون بالنصر العسكري وبالتالي يرون أن من حقهم فرض شروطهم كمنتصرين، وعليه فإنهم ينظرون إلى القرارات الدولية المعنية بالملف السوري بأنها أصبحت من الماضي”.
عضو اللجنة السياسية لحزب يكيتي الكرُدي تابع حديثه لموقعنا بالقول ” بحسب منطق النظام وايران على المجتمع أخذ حقائق انتصاراتهم على الأرض بعين الاعتبار، ولا يتجاوز سقف تنازلاتهم سوى حكومة وحدة وطنية وتعديلات دستورية طفيفة في دستور2012ومن ثم اجراء الانتخابات وفق مقاس النظام كما كان يحدث في السابق، وهذا ما لا يمكن القبول به من قبل المعارضة وتحت أي ظرف كان, وهكذا ستدور المفاوضات في حلقة مفرغة”.
في الموضوع ذاته أشار عليكو إلى وجود معلومات مسربة تفيد بأن الجولة الجديدة سوف تقتصر على يومين فقط وذلك لإثبات أن دور الأمم المتحدة قائم ومعني بالملف السوري، أي أن هناك إدارة للأزمة السورية وليس حلاً لها, مردفاً أن الوضع على الأرض غير مريح أبداً والمعارك على أشدها في الغوطة وإدلب وقد تنتقل المعارك إلى جبهات أخرى فيما لم تقم روسيا بوقف القصف الجوي وبممارسة الضغط على النظام وإيران لإيقاف إطلاق النار بشكل فوري ، وإذا لم تفعل ذلك فإن اتفاقات آستانة ستنهار ولن يكون هناك مؤتمر سوتشي أيضاً”.
القيادي في حزب يكيتي تطرق لمستقبل سوريا والمنطقة قائلاً “المستقبل غير واضح ولا أحد يستطيع التكهن ما ستؤول إليه الأوضاع بعد عام أو عامين، كما أن المنطقة بشكل عام تعيش على فوهة بركان ملتهب، والصراع الإقليمي والدولي على أشده في الشرق الأوسط، ولا يوجد في الأفق المنظور بوادر حلحلة لأية جبهة من جبهات النيران الملتهبة سواء في سوريا أو اليمن أو ليبيا أو حتى العراق كما أن بقع الصراع تتمدد إلى مناطق ودول أخرى مثل إيران ومصر أيضاً، ولم تنضج الظروف بعد لحصول تفاهمات إقليمية ودولية لإنهاء الصراع وتقسيم مناطق النفوذ مجدداً بعد مضي قرن”.
بخصوص الوضع الكرُدي والكرُدستاني أوضح عليكو أن الكُرد خسِروا الكثير منذ قرن ولم يعد هناك ما يخسروه، مبديةً تفائله بالقول” أن المستقبل سيكون للكرُد بعد انتهاء هذه المرحلة من الصراع، فالحضور الكُـردي قوي وضاغط على لوحة الاصطفافات الإقليمية والدولية، ولم يعد بإمكان أحد تجاهل القضية الكُـردية في أي جزء من كُـردستان”, مؤكداً أن العبء الأساسي والأكبر سيبقى على عاتق الحركة السياسية في كيفية إدارة اللعبة السياسية الإقليمية والدولية بحنكة وذكاء والاستفادة من المناخ الدولي السائد, أما سورياً فقال “أعتقد أن المجلس الوطني يقوم بدوره المطلوب والمقبول إلى حد ما واستطاع نقل القضية الكردية إلى المحافل الإقليمية والدولية بجدارة وتواصل مع عدد من الدول المعنية بالملف السوري”.
تابع عليكو حديثه “مع كل هذه المكاسب فلا زال ينقص المجلس الكثير, كالاستفادة من الطاقات والكفاءات الكُـردية الكبيرة في الداخل والخارج سياسياً ودبلوماسياً وشعبياً وإعلامياً ونأمل من القيادة الجديدة للمجلس الوقوف على هذه الثغرات وتحويلها إلى طاقات حية وفاعلة تصب في خدمة القضية الكُـردية بشكل خاص والسورية بشكل عام”.
بالسنبة لوضع إقليم كُـردستان قال القيادي الكُـردي ” سوف تتجه الأوضاع في إقليم كُـردستان نحو التهدئة وفتح الحوار مع السلطة المركزية في بغداد والحصول على توافقات حول آلية تطبيق الدستور، لكن اللوحة السياسية في العراق ستتبلور بشكل أكثر وضوحاً بعد الانتخابات العراقية بشكل عام وانتخابات الإقليم بشكل خاص ، ومن المتوقع أن تحصل تغييرات كبيرة في التحالفات السياسية، وفيما لو تعامل الكُـرد مع هذه التغيرات السياسية بموقف موحد وقائمة واحدة فسوف يحققون الكثير من المكاسب السياسية والدستورية وإلا فسيكون الوضع في الإقليم غير مريح سياسياً واقتصادياً ويصبحون بيادق شطرنج على لوحة لعبة القوى السياسية العراقية ما بعد الانتخابات”.
في نهاية اللقاء عرج عليكو على الوضع الإيراني بالقول ” الوضع في إيران أكثر من معقد ولن تستطيع القوى الشعبية المنتفضة من السيطرة على الوضع ما لم تتم انهيارات في المؤسسات العسكرية القمعية لنظام الملالي, لأن هذا النظام يمتلك من الخبرة الأمنية ومن أدوات القمع ما يفوق أي دولة في العالم لكنها تبقى رسالة قوية للنظام الإيراني، والذي فقد هيبته في الشارع الإيراني وسمعته دولياً وسيكون لها تداعيات مستقبلية إيجابية على المنطقة حتى وإن تم إخمادها عسكرياً وبشكل مؤقت, لكن ما هو مأمول أن تتم دعم هذه الانتفاضة إقليمياً ودوليأً لاعتبارات كثيرة لسنا بصدد ذكرها الآن”.