فؤاد عليكو ليكيتي ميديا:ما تفضل به الأستاذ عبد الحميد درويش في ندائه هو تعبيرحقيقي عما آل إليه وضع شعبنا اليوم
اعداد و حوار باور ملا
بخصوص النداء الذي وجهه سكرتير حزب الديمقراطي التقدمي “عبد الحميد درويش” لإجراء لقاء تشاوري عاجل بين الاحزاب الكردية و الكردستانية للوقوف أمام كارثة التي قد يواجهها الشعب الكردي في كردستان سوريا,
فكان ليكيتي ميديا لقاء من الاستاذ “فؤاد عليكو” عضو اللجنة السياسية لحزب يكيتي الكردي في سوريا حيال هذا النداء
فأكد “عليكو” ليكيتي ميديا بأن ما تفضل به الأستاذ عبد الحميد درويش في ندائه هو تعبيرحقيقي عما آل إليه وضع شعبنا اليوم، وإذا استمر هذا التشرذم وهذا الإستفراد بإتخاذ القرارات المصيرية من قبل PYD فإننا حقيقة نتجه الى كارثة أقلها إفراغ الكرد من مناطقهم التاريخية وتشتيتهم في المجهول،عدا أن المناطق الكردية تتعرض في الوقت نفسه لهجمات شرسة من قبل القوى التكفيرية “داعش” وأخواتها و التي تقدم على القتل الممنهج و الدمار على مرأى ومسمع النظام، إضافة الى الحصار الإقتصادي الخانق الذي يعانيه الشعب من جميع الجهات، كل ذلك يستوجب منا جميعا مثل هذا النداء ودق جرس الخطر المحدق بشعبنا من جوانب عدة، لكن التمني شيء والواقع المعاش والعملي الممكن شيء آخرلاسباب عدة منها:
إن PYD لازال غير مقتنع بمبدأ الشراكة الحقيقية مع المجلس الوطني الكردي وغير قادر على العمل به وقد ضرب عرض الحائط كل الإتفاقات الموقعة بينهما لا بل استغلها أبشع استغلال لخدمة اجنداته الحزبية، ولا يود التعامل إلا مع المصّفقين لسياسته لا أكثر، كما أن التباين في الطرح السياسي والحقوق القومية مسألة أخرى لا يقل تعقيداً وأهمية عن سابقتها لأن PYD تخلت عن المشروع القومي وتبنت نظرية الأمة الديمقراطية وهي صورة منسوخة عن الأممية الشيوعية ولا تتعدى رؤيتها للحقوق القومية عن ممارسة الحقوق الثقافية في أفضل تطبيقاته، ولا أعتقد أن الحركة الكردية جاهزة لتنازل وتقبل بمثل هذا الطرح اليوم، كما أن PYD غير قادرعلى التخلي عن هذه النظرية لأنها الأساس الذي بنى عليه زعيم الحزب الأم BKK “عبدالله اوجلان” و رؤيته للحل السياسي في تركيا وقد قطعت المفاوضات شوطا لا بأس بها مع النظام التركي وفق هذه النظرية وتخلي PYD عنها يعني تخليه عن نهج الحزب الأم وهذا بعيد المنال اليوم، كما أن المجلس الوطني الكردي حسم موقفه من الثورة السورية منذ البداية و وقف الى جانب الشعب السوري وهو الآن عضو فعال في الإئتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة وهذا الموقف يتعارض تماماً مع موقف PYD, ومقولة الخط الثالث (لا مع المعارضة ولا مع النظام) وهذا الخط غير موجود في قاموس السياسة السورية اليوم وتصب في مصلحة النظام شاؤوا ذلك أم لم يشاؤوا، هذا إذا استبعدنا سياسة المحاور الإقليمية واصطفافاتها وانعكساتها كرديا0
و اضاف “عليكو” بأن الواقع المعقد ليس من السهل الوصول الى تفاهمات يرضي الطرفين، وقد كانت اتفاقية هولير في 11/7/2012أفضل صيغة توافقية ممكنة.
كما فسر “عليكو” اتفاقية هولير سياسياً, بانها كانت تصب لصالح موقف السياسي للمجلس الوطني الكردي قومياً وسوريا وتصب لمصلحة PYD تنظيمياًعندما وافق المجلس الوطني الكردي بمبدأ المناصفة وكان إمكانية تطبيقها ممكنا في تلك الأونة ،لكن الآن اصبح صعباً جداً لأن كل طرف حسم خياره المؤمن به, فقد إنضم المجلس الوطني الى الإئتلاف السوري للمعارضة ومارس PYD سياسة الهروب إلى الأمام وذلك بتطبيقه نظرية الأمة الديمقراطية (الإدارة الذاتية الديمقراطية) وأصبح يصدرالفرمانات المتتالية و الهدف منها إنهاء دور المجلس الوطني الكردي في الحياة السياسية الكردية وفرض رؤيته على الشعب الكردي من خلال فوهة البندقية.
في سياق السياسة المتبعة من قبل PYD فقد وصف “عليكو” بأنها السياسية الفاشلة على مداها البعيد, إلا أن PYD تشعر بنشوة النصر عندما تعتقل قياديا كردياً او تنفيه أو تمنعه من العودة وتنسى تماماً بأن بممارسته هذه تفقده القاعدة الشعبية الكردية يوماً بعد آخر وبالتالي سوف تفشل في الدفاع عن المناطق الكردية بشكل منفرد وقد خسر سابقاً تلعرن وتل حاصل والقرى الكردية المحيطة بالباب ومنبج واعزاز وكذلك بعض البلدات في الرقة كتل أبيض وقراها.
فلذلك فالمنطق السياسي يقول ويفرض نفسه بأنه لابد من مراجعة جذرية لهذه السياسات والإلتفاف الى منطق القعل والحوار والتراجع عن كل هذه السياسات الفاشلة والكارثية على شعبنا.
واكد “عليكو” بانه من الممكن أن يلعب الحزب الديمقراطي الكردستاني وحزب العمال الكردستاني “BKK” دوراً إيجابيا لإنقاذ الوضع وتصحيح المسار وذلك بالعودة الى جوهر تفاهمات هولير وتطويرها بما يخدم مصلحة شعبنا وبدون مثل هذا التفاهمات فلا معنى لأي مؤتمر.
كما أبدى “عليكو”عدم ارتياحه للظروف السياسية بقوله: مع أنني لست متفائلا لأن الظرف السياسي لم ينضج بعّد للقيام بمثل هذه المراجعة الجذرية من جانب PYD , لكن وبالرغم ذلك يجب أن لا نيأس من العمل وطرق جميع الأبواب والبحث عن مخرج ما وقد يكون المؤتمر القومي الكردستاني احدى هذه المخارج إذا ما تم التهيئة له جيداً واستبعد منه ذهنية الوصاية للقوى الكردية المؤثرة وتقديم مصلحة كرستان سوريا فوق أي اعتبار حزبي ضيق، كما أن تقدم المفاوضات التركية والعمال الكردستاني قد يدفع BKK لإعادة النظر في سياسته الإقليمية والتي سوف ينعكس ايجابياً على وضع الكرد في سورية ويساهم في تقارب وجهات النظر بين الطرفين .
ورحلة الألف ميل تبدأ بخطوة….