آراء

في حضرة القائد مسعود البارزاني

وليد حاج عبد القادر/ دبي
في زيارته الأخيرة لدولة الإمارات العربية المتحدة وبناءا على رغبة ملحة منا كأفراد من الجالية الكوردية لمقابلة سيادته ، شرفنا الرئيس والقائد المحبوب مسعود البارزاني في منحنا بعض من وقته الثمين، وبالفعل فقد شمل المدعوون عينة من الكورد المقيمين بالدولة ، ولا نخفي سرا !! فمنذ لحظة إبلاغنا بالتكرم في الموافقة ليلتها لم يغمض لغالبيتنا جفن، وكل واحد فينا يقلب في ذهنه تلك الصور المتعددة للقائد وتحولات نمط حياته وفق ضرورات النضال القومي و ..
بالرغم من روحية التواضع والبساطة كما والسلاسة والبسمة الرائعة، تلك الانطباعية التي سبقت لا بل واصطبغت في ذهنيتنا وكنا في ظن استحالة أن ينتابنا رهبة المقام والمكان كما قوة الشخصية ولكنه هو ؟! نعم هو المناضل مسعود البارازاني الثائر في الجبال والكهوف كان والمحتمي بالصخور وهاهي القصور تبدو عليه مثل بيوتات بسيطة لا بل وللحق فيسعى بكل تواضع ودون أن يحسسك فكأنك لربما تجلس مع سيادته على تلة أو بيدر بقرية، مستمع سيادته بامتياز ومطلع أيضا ويستكشف بكل بساطة نوعية وسوية محدثه أو محاوره ويساهم بطريقة استقباله وحديثه فيسلبك رعب المقام ورهبة اللقاء ، فيخيم السكينة وهدوء النفس، وتبدأ أفكارك تتسرب بانسيابية وسيادته يتلقط حروفك وكلماتك ويستوقفك حينا للتوضيح أكثر أو يطلب منك المقترح .. نعم !! هكذا بدأ القائد مسعود البارزاني : استقبلنا بكل تواضع و ترحاب من أمام باب الصالة وصافحنا فردا فردا ومشينا سوية إلى المقاعد وبعد الترحيب ثانية بدأ شغوفا ومهتما جدا ليستمع إلينا ..
إلى جملة معاناتنا ككورد من كوردستان سوريا وصعوبات تواصلنا وسفر بعضنا إلى الوطن مثل الفيزا للسفر عبر كوردستان إلى الوطن وحجم التعقيدات والكلفة المادية وقد أبدى سيادته استغرابه لوجود هكذا حالات، وشرحنا لسيادته ظروف نشأة الجالية قبل أكثر من عشرة سنين والزخم التي كانت فيها حتى قبل أربعة سنين والأسباب التي نراها قد تكون من مسببات تراجعها وتقلص دورها وبالتالي تشرذمها، وتوسمنا من سيادته وشددنا على التمنيات في إعادة افتتاح ممثلية الإقليم منوهين ومذكرين بإسهاب بدور ممثل إقليم كوردستان بدبي قبل عدة سنين وبشخص السيد عماد مزوري والذي كان منفتحا على جميع شرائح وفئات الجالية ، وتوسمنا في سيادته السعي لدى قيادة هذه الدولة للسماح لنا بافتتاح ناد اجتماعي كوردي أسوة بباقي الشعوب مبدين شكرنا المسبق وبكل تقدير لقيادة هذه الدولة بإتاحتها لجميع قاطني الدولة بممارسة حقوقهم وعاداتهم وأعيادهم بكل حرية ..
وكانت غالبية مقترحاتنا ترى طريقها فيدونها سيادته في كراس صغير خاص به وبعضها يدونها السيد مدير مكتب سيادته ..
وبعد استماع سيادته وباهتمام شديد لكلماتنا ، استأذنت مقامه في طرح أمر خاص على سيادته ، فأبلغت سيادته تحيات خالتي أم بهزاد دورسن وسلامها ، وهنا استعصت الكلمات في حنجرتي وطغى دمع خفيف ولأتمالك ذاتي وسط مظاهر التأثر على الجميع بما فيه القائد ذاته وتابعت قائلا : سيادة الرئيس .. نريد ان تطمئنوننا أو اقله إن نعرف مصيره وبكل هدوء ونبرة اطمئنان وبثقة تامة قال سيادته : بلغ سلامي لجميع الأهل وسأكون صريحا جدا !! للآن لا نستطيع أن نحدد أي خيار في وضعه ولكن !! ما استطيع أن أوعدكم به هو : أننا لن نألو جهدا في العمل على كشف مصيره ورفيقه ولكن الوعد المحتم هو أننا لن نسامح من اختطفهما وكذلك قتلة الشهيد نصر الدين برهك سنعمل على تقديمهم للمحاسبة.
ولينتقل سيادته إلى الجانب السياسي الذي اختصر على البعد الكوردي السوري وأوجز سيادته قائلا : حاولت كثيرا لوحدة الصف ولكن للأسف !! اتفقنا في هولير أول مرة وفور وصولهم إلى قامشلو أفشلوها واعدنا هولير الثانية وأيضا نفس الأمر وكان اتفاق دهوك أيضا الذي أجهض وأبدى سيادته قلقا شديدا على مصير الشعب الكوردي في سوريا الزاحف نحو المجهول وأكد بأن سيادته عمل المستحيل لرأب الصدع الكوردي وأنه لم ولم يأل جهدا وأنهم تدخلوا مرارا عسكريا وفي مناطق وخواصر عديدة لإزالة أو تخفيف الضغط في بعض المواقع وعند هجوم داعش على كوباني قال سيادته / وعدت بأنها لن تسقط / وفي اللحظة التي كانت هولير بالذات في خطر ارسلنا جزءا من قوة حماية هولير إلى كوباتي والآن ؟! والتوجهات العسكرية الجديدة أتمنى أن تكون في خدمة قضية الشعب الكوردي في سوريا، وسأكون سعيدا جدا لو وجدت أية وثيقة أو اتفاقية مكتوبة تحدد فيها اتفاقات على حقوق الشعب الكوردي في سوريا سواء مع أمريكا أو من أي جهة يقر و يؤكد أو يثبت أو يبرز أي وثيقة أو إشعار باتفاق معهم بخصوص القضية الكوردية وتطرق سيادته إلى بطولات بيشمركة روچ وروح التضحية والتفاني عندهم وأكد سيادته بأنهم قوة مدربة ومختبرة وقد خاضوا معارك شرسة في مواقع عديدة وحققوا انتصارات باهرة كما الكوادر والكادرات الموازية من طبابة وإعلام ووو ..
وأكد سيادته بأن المنطقة مقبلة على متغيرات قادمة لا محالة ومن جديد كان واضحا على سيادته حجم قلقه على كوردستان سوريا ومصير الشعب الكورد فيها … وبالرغم من ضغط الوقت وحجم مواعيد سيادته إلا أننا حظينا بضعف الوقت المحدد وكم تسامى أكثر في نظرنا جميعا عندما تمنيت عليه قبول بعض من نتاجي المطبوع ولينهض واقفا احتراما للكلمة ويتسلمها واحدة واحدة مع تعليقات جدا قصيرة ، لا بل وتوضح لنا انه يخصص وقتا يوميا للقراءة أيضا .. وكان سيادته في غاية الرقي وببساطته المعهودة في تودعينا وعلى أمل لقاء واسع في زيارته القادمة …
واختصارا وبثقة أقول الآن : فهمت سر محبتي لهذا القائد على هدي كل من التقى سيادته قبلي وقال نفس الكلام …
ملاحظة : الزيارة لم تكن باسم الجالية بل بعض أبناء الجالية المقيمين في دولة الإمارات العربية المتحدة
15310219_1349323925098471_1127740296_n

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى