في ذروة موسمه.. إقبال ضعيف على شراء “الجبن” في عامودا والسبب..؟
Yekiti Media
تُعتبر صناعة الجبن من الصناعات القديمة التي يمارسها أهالي المنطقة في مدن وبلدات كُردستان سوريا ، وخاصةً في الأرياف ؛ وذلك لتأمين مؤونتهم المنزليةفي فصل الشتاء ، ويقوم البعض الآخر بصناعة الجبن لبيعه كمصدر رزق وتوفير دخل مادي لهم لتأمين احتياجات أسرهم.
فمع بداية فصل الربيع يبدأ الأهالي بشراء احتياجهم من الجبنة لاستخدامها بشكلٍ طازج في طعامهم اليومي أو تخزينها بأوعية معدنية أو بلاستيكية لفصل الشتاء القادم.
السيدة عائشة 50 عام من ريف عامودا تحدّثت ليكيتي ميديا: أقوم بصناعة الجبن في منزلي منذ سنوات ، ثم أبيعها للعوائل بحسب الطلبيات التي تأتيني من الأهالي كما وأخصّص كمية لأسرتي كمؤونة سنوية لتوفير المصاريف في الشتاء.
وحول صناعة هذه المادة الغذائية بيّنت لنا السيدة أنّ صناعة الجبن تتمّ بشكلٍ يدوي ، حيث نقوم بوضع كمية من الحليب الفاتر بأوعية تضاف إليها بودرة التجبين وعند بداية تجبن الحليب يوضع في قماش لاستكمال عملية التجبن وفصل المياه الزائدة عنه وفي النهاية يتمّ وضع الجبن في مرحلته النهائية في أوعية ليتمّ بيعه.
كما أوضحت السيدة أنّ كل 3 كيلوغرام من حليب الغنم يصنع ما يقارب 1 كيلوغرام من الجبن.
أما عن أسعار الجبن والإقبال على شرائه من قبل المواطنين تحدّث لنا السيد ديرسم مربّي المواشي وبائع الجبنة في ريف عامودا بأنّ السعر يختلف بحسب جودة ونوعية الجبن والذي يتراوح ما بين ال18 ألف إلى 25 ألف ليرة سورية كما أنّ إقبال الناس على الأجبان ضعيف برغم وفرتها نوعاً ما والسبب ارتفاع أسعار كلّ المواد الغذائية في الأسواق بشكلٍ عام فلم يعد الناس يشترونها بكميات كبيرة مقارنةً بالأعوام السابقة لتخزينها والكميات التي يشترونها من الجبن قليلة تصل إلى خمسة كيلوات.
منوّهاً: أنّ مربّي الماشية تعرّضوا إلى خسائر فادحة خلال العامين الماضيين نتيجة الجفاف وقلة الأعلاف واستئجار الأراضي لتأمين العلف لمواشيهم وانخفاض أسعار ماشيتهم مما أدّى لفقدان الكثير منهم لنصف قطعانهم.
وبالرغم من حلول موسمها ووفرتها إلا أنها تغيب عن مائدة الكثير من العوائل وكل ذلك بسبب الغلاء الذي لم يقتصر على الألبان والأجبان فقط إنما نجده في اللحوم بأنواعها والفاكهة والخضار ليصبح شراء الجبن من الرفاهيات التي لا حاجة لها لدى معظم السكان في ظل تدني الوضع المعيشي.
السيدة نجاح من اهالي مدينة عامودا تحدّثت ليكيتي ميديا قائلة : لا أستطيع تموين الجبنة هذه السنة فالأسعار مرتفعة والدخل محدود وفصل الصيف يتطلّب تموين العديد من الأصناف الأخرى كالملوخية والكوسا والبامية والمحمرة وغيرها الكثير
أبو سعد نازح من ريف دير الزور يقول لموقعنا لم أشترِ الجبن خلال هذا الموسم بينما كنت سابقاً أشتري قرابة 70 كغ على الأقل مؤونة سنوية لكن الوضع تغيّر خلال الحرب ، فهنالك مواد غذائية علي تأمينها كوجبة الطعام باعتبارها أهم من الجبن إلا أنني أعتمد على “لبن البقر” وأحياناً نقوم بتصفيته لتحويله إلى (لبنة) يتناولها الأطفال على الفطور بدلاً من الجبن الغالي بالنسبة الينا.
مضيفاً: كنت على أمل أن تكون الأسعار منخفضة نوعاً ما وذلك لأنّ موسم الأمطار كان جيداً وهذا ما يؤدّي إلى انخفاض بأسعار أعلاف المواشي وبالتالي يجب أن تنخفض أسعار الأجبان والألبان وهذا ما لم يحدث في الواقع.
والجدير بالذكر أنّ أهالي المنطقة يعانون من ظروف اقتصادية صعبة بسبب تدهور قيمة الليرة السورية وتدني أجور العمال.