آراء

قدسية العلم …

محمد زكي ابراهيم
لا شك إن لكل شعب من شعوب العالم علم قومي يُعرف به ويفتخر بعلمه ، ومن تلك الشعوب الشعب الكردي الذي يعيش على أرضه التاريخية منذ آلاف السنين دون أن يهاجر أرض وطنه وأسس الكرد امبراطوريات ودول وإمارات مثل الإمبراطورية الميتانية والميدية ودول مثل الدولة الدوستكية والاردلانية وامارات مثل الإمارة الصورانية والبهدينانية واسسوا حضارات وجيوش ومرت امبراطوريات كثيرة على أرض كردستان كالمغول والتتر.
لا بد للكرد أن يتخذوا لهم أعلاما خلال تلك الحقبة من الزمن للتعرف على شخصيتهم لكن لا ندري كيف اتخذوا لها أشكالا والوانا؟ اما العلم الكردي الحالي الذي يرمز إلى القومية الكردية في كافة أجزاء كردستان والكرد يعتبره علما ورمز لهم ويقدسونه كونه يمثل هويتهم القومية والذي أسس على شكله الحالي من قبل الهيئة الاجتماعية الكردستانية في عام 1920 م ومؤسسوا الهيئة مصطفى باشا يامولكي وخليل رامي بدرخان وكمال فوزي ومولان زاده رفعت .. وتوجهوا إلى شيخ محمود الحفيد الذي نصب نفسه ملكا لكردستان في عام 1922 م لم يوفقوا أعضاء الهيئة للوصول إلى شيخ محمود حيث منعتهم السلطات الإنكليزية من العبور سوى مصطفى باشا يامولكي كونه من سكان السليمانية وعند وصوله إلى شيخ محمود قدم له العلم و رحب الشيخ محمود بالعلم وقال ” إنه علمنا يابني ..إنه يمثل كرامتنا ..إنه تجسيد لشرف الأمة الكردية ..”.
وأصبح هذا رمزا للكرد ..وفي ثورة شيخ سعيد البيران 1925 رفع هذا العلم كرمز للكرد في ثورتهم واعتمدتها جمعية خويبون 1927 م علما للكرد ورفع هذا العلم في أول جمهورية كردية 1946 م جمهورية مهاباد من قبل رئيسها بيشوا قاضي محمد وبعد انهيار الجمهورية 1947 م سلم قاضي محمد العلم إلى ملا مصطفى البارزاني وطلب منه الحفاظ على هذا العلم وحافظ عليها وتبناها علما للكرد ورفعها في الثورات البارزانية ثورة أيلول وكولان وحكومة إقليم كردستان وأصبح رمزا ويقدسه الكرد في كافة أجزاء كردستان وخارجها وترفع في المحافل الدولية …
ولكن وللأسف الشديد في كردستان سوريا سلطة الوكالة ب ي د. لا تحترم إرادة الشعب الكردي ولا إرادته بتاريخه للعلم الكردي الذي تبناه منذ عشرينيات القرن الماضي بل اتخذ له علما جديدا لا يمثل سوى قناعاتهم الحزبية الضيقة وإدارتهم القمعية التي لا تخدم الكرد والقضية الكردية قيد انملة ،ومارسو كل اشكال الاهانة من قتل وضرب وسجن وطرد وتهجير ..ما مارسوه لم يمارسه الانظمة المتعاقبة من الأنظمة السورية عل الكرد وارادوا إهانة الشعب الكردي في كردستان سوريا في الآونة الأخيرة باهانتهم من خلال العلم الذي يرمز إلى كرامتهم بإنزاله من المكاتب الحزبية وحرقه لكن هم اهانوا؟؟!! ولن يهان العلم والشعب الكردي بإرادتهم وتمسكهم بمقدساتهم وعلمهم الذي يرمز إلى كرامتهم لأن إرادة الشعب لا تقهر ….

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى