آراء

قراءة سريعة في التحالفات مع PYD

محمود لياني
لو عدنا بذاكرتنا للوراء قليلاً حين قام الحزب الديمقراطي التقدمي الكوردي في سوريا بعقد تحالف فردي مع الحزب الاتحاد الديمقراطي pyd دون الرجوع للمجلس الوطني الكوردي الذي كان منضوياً تحت سقفه حينها، وقام بالنتيجة بضم عناصر إلى القوة العسكرية من الآسايش وypg قبل عدة سنين، حيث عانَى التقدمي الكثير جراء هذا التحالف ولم يشعر للحظة بكينونته ضمن تلك القوات لدرجة أن يتم منع عناصرهم من حضور الاجتماعات المهمة ومنحهم أية مراكز ذات سلطة والكثير من الأمور الأخرى – لسنا بصدد التحدث فيها -فقد كانت تلك الخطوة بالنسبة لـ pyd مجرد ديكور لتزيين قواتها ورفع صبغة أن قواتها تمثل طرفا واحدا، و عندما أدرك التقدمي بأنه لا جدوى من بقائه ضمن ذلك التحالف وسنحت له الفرصة عند حدوث مجزرة عامودا فقامت بالانسحاب إلا أنه خسر العديد من عناصره الشابة الذين فضّلوا البقاء مع تلك القوات مبتغين السلطة والسلاح ….إلخ
وحسب قناعتي المتواضعة هذا كان السبب الرئيسي لعدم انضمام التقدمي لما يسمى بالتحالف الوطني الكوردي الذي أُسس بمباركة pyd.
أما بخصوص الإنتخابات الانفرادية التي تقوم pyd بإجرائها بين الفينة والأخرى وتحت مسميات عديدة لم يقبل أي حزب الاعتراف (لا أقصد شخصان ثلاثة قاموا بتسمية نفسهم بالحزب الفلاني) بها والدخول في تلك الانتخابات لمعرفة النتائج المسبقة لأي تحالف مع pyd سوى حزب الوحدة الديمقراطي الكوردي في سوريا (يكيتي) جناح محي الدين شيخ آلي قبل سنتين في إنتخابات المجالس البلدية والمحلية وحدث ماحدث لهم ولم يتم منحهم حتى ولو مجرد مقعد واحد رغم قيامهم – أي الوحدة – بتقديم خدمة كبيرة لهم في رفع صفة انتخابات الحزب الواحد عنهم .
ليس هذا فحسب بل حتى العديد من مؤيدي حزب الوحدة قاموا بالتصويت لمرشحي pyd بعد شرعنة حزبهم لتلك الانتخابات وبالأخص في منطقة جياي كرمينج (عفرين)، طبعاً عملية التصويت ونزاهة تلك الانتخابات بعيدة كل البعد عن الديمقراطية وحرية التعبير .
فما يتعلق بالانتخابات الأخيرة ومشاركة التحالف الوطني الكوردي وقيامهم بحملات دعائية (طنة ورنة) وربما أنهم لم يتعظوا من أسلافهم وبالأخص حزب الوحدة الديمقراطي الكوردي في سوريا (يكيتي) ليعاودوا الكرة بالدخول في نفس المطب مرة أخرى وشرعنة هذه الانتخابات أمام أنصارهم لحين صدرت النتائج من ما تسمى المفوضية العليا للانتخابات المكونة من أشخاص مقربين من pyd دون غيرها، لتكون النتائج أكثر 95% لصالح قائمة الأمة الديمقراطية العائدة لـ pyd و5% الباقي موزعة على قائمة التحالف الوطني الكوردي وحزب الوحدة !
لو فرضنا جدلاً صحة هذه النتائج على أحزاب التحالف الوطني الكوردي وحزب الوحدة الاعتراف انهم لا يشكلون سوى 5% من تمثيل الشعب ولو كان هناك تلاعب بالنتائج فعليهم الاعتذار لأنصارهم على القيام بهذه الخطوة والدخول بالتحالف مع طرف لا يقبل سوى نفسه ويفرض فرماناته بقوة السلاح .
وأخص بالذكر حزب الوحدة الذي قام بكسر الحكمة الشهيرة التي تقول:
” لا يلدغ المؤمن من نفس الجحر مرتين ”

جميع المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عــن رأي Yekîtî Media

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى