شريط آخر الأخبارمحليات - نشاطات
قطع أصابع واستئصال كلى.. ضباط الأسد يبيعون أعضاء معتقلين
Yekiti Media
يوما بعد يوم، تتكشف قصص جديدة عن التعذيب في معتقلات النظام السوري؛ بحق معتقلين كثيرا ما يكون ذنبهم الوحيد أنهم ينحدرون من المناطق “الثائرة” أو أنهم يرتبطون بصلة قرابة مع أحد المطلوبين.
وتتعاضد التقارير والصور التي يتم تسريبها من داخل معتقلات النظام السوري، والمعلومات التي تلتقطها الأقمار الصناعية للمقابر الجماعية، مع شهادات السجناء السابقين الذين يروون قصصا مروعة عما عايشوه في هذه الأماكن التي تسميها منظمات حقوقية بـ”المسالخ البشرية”.
محمد يونس الحمود، معتقل سابق في سجن صيدنايا الذائع الصيت قرب دمشق. هناك يمارس عناصر النظام انتقامهم في جسد المعتقل أو حتى عقله، وبطرق يصعب على الكثيرين تخيلها. فمن “كرسي الشمعة”، إلى كسر الظهر، ناهيك عن اقتلاع الأظافر والشبح والصعق وقطع الأعضاء التناسلية، كلها أساليب تترك أثرها على أجساد المعتقلين الذين يُكتب لهم أن يتمكنوا من النجاة من الموت.
اعتقل الحمود في 10 كانون الثاني/ يناير 2017، على أحد حواجز قوات النظام السوري بمدينة حماة، أثناء ذهابه لاستلام مرتبه الشهري كونه موظفا سابقا في بريد محافظة إدلب.
ويقول الحمود (45 عاما)، في حديث لموقع”عربي21“: “مر على خروجي من السجن نحو أسبوعين، وحتى الآن ما زلت أذكر تلك الليلة رغم أني أجهل ما هو التوقيت، إلا أني كنت مدركا أن الظلام قد حل، فلأول مرة آنذاك أرى نافذة مفتوحة في مكتب المحقق بعد ثلاثة أشهر من أصل ستة أشهر تقريبا من الاعتقال”.
ويضيف: “كانت المرة الاولى التي أرى فيها وجه المحقق الذي لا أعرف اسمه، كان طويل القامة، ذا وجه عبوس. قال لي بلهجة حاقدة: اعترافك رح تقولو حتى ولو بدنا نحرق عيلتك كلها، فأجبته بذات أقوالي في كل مرة؛ بأني موظف في شركة الإنشاءات العسكرية، وأني مواظب على عملي وأذهب إليه في الأسبوع يومين بحسب أوامر رئيس المؤسسة، إلا أنه أخبرني بأنه حصل على معلومات تفيد بأني انضممت للمسلحين، واستخدمت خبرتي في مجال البناء والتدشيم وحفر الأنفاق لمساعدة الإرهابيين في مدينتي، بنش بريف إدلب، ضد الجيش السوري”.
يستطرد قائلا: “بعد أن رفضت الاعتراف، انهال عليّ بالضرب، وضغط على الجرس ليأتي حاجبه شيخو المعروف بوحشيته، وطلب منه إنزالي “لعند الشباب”، وهناك بدأ الموت يقترب مني من جديد؟ تم تعليقي من قدمي رأسا على عقب، ثم بدأ ثلاثة من أقذر السجانين بجلدي بواسطة كابلات كهربائية غليظة حتى أغمي علي، واستفقت لأجد نفسي في الزنزانة والدماء تغسل جسدي”.
يتابع محمد: “رأيت وجه أحد المعتقلين كان يضع رأسي في حجره ويقول لي بصوت خافت: سلامتك، ويحاول أن يمسح تلك الدماء التي تسيل مني بغزارة”.
ويشير إلى أنه مر نحو أسبوعين دون أن يتم استدعاؤه للتحقيق، إلا أنه تفاجأ بطلب المحقق نفسه الذي طلب منه التبرع بإحدى كليتيه “فداء للوطن” وإثباتا لحسن نيته، لافتا إلى أن العديد من السجناء لاقوا مصيرا مماثلاً، فـ”هناك العشرات من المعتقلين تم استئصال كُلاهم، وقد تبين فيما بعد أن عمليات بيع الكلى والأعضاء البشرية باتت تجارة رابحة بين ضباط النظام في الفروع الأمنية والمعتقلات، فهناك يتم بيع كل أعضاء السجين إن أرادوا ذلك، ومن يوشك على الموت تجرى له عدة عمليات جراحية لانتزاع ما يمكن انتزاعه قبل أن تتم تصفيته بحقنة وريدية داخل المشفى ثم ينقل إلى المحرقة أو مزابل نجها”، وفق محمد يونس.
وقال المعتقل السابق: “كنت أشبه بالميت سريريا من هول الموقف. كان المحقق يعني ما يقول، وعليّ الآن أن أتبرع بكليتي كي لا يتم انتزاعها مني بالقوة ثم تتم تصفيتي”.
وبحسب محمد يونس، فقد “كان المحقق يتكلم وفق عرض مغرٍ مفاده أنه إن أردت الخروج من السجن فعلي أن أثبت ولائي للوطن ورب الوطن. وقد أخبرني المحقق بأن كليتي ستذهب لأحد عناصر النظام الذين أصيبوا في المعارك مع المعارضة”.
ويضيف: “لم يكن أمامي سوى الموافقة. وقد تم إجراء العملية لي في مشفى تشرين العسكري، وبعدها بثلاثة أيام تمت إعادتي إلى السجن من جديد، وكأن شيئا لم يكن. واستمر بي الحال لمدة شهرين ونصف تقريبا وأنا أنتظر أن يفي المحقق بوعده ويخرجني مقابل ما دفعته، حتى جاءت تلك الليلة التي فتح فيها باب الزنزانة وأخبرني الحرس بأني مطلوب للتحقيق”، على حد قوله.
ذهب محمد، كما يقول، مع الحرس إلى غرفة المحقق وهو مغمض العينين، قبل أن يتم رفع الغطاء عن عينيه، ويرحب به المحقق؛ واصفا إياه بـ”النزيه الشريف النظيف من قذارة الإرهاب”، وأنه بات الآن مواطنا صالحا، وأن عليه أن يقدم معلوماته الأخيرة عن “الإرهابيين” في بنش قبل أن يخرج ليعيش حياته الطبيعية.
يقول محمد: “عندما أخبرته أني لا أعرف شيئا وأن كل ما لدي قد أخبرته به، بدأ يشتاط غضبا، وأمر عناصره بأن يعلموني آداب الحديث، وفق وصفه، وبدأ درس جديد من التعذيب انتهى بقطع العقدة العليا من سبابتي اليمنى ليتم بعد يومين الإفراج عني من السجن المشؤوم، وقد أخبرني المحقق في آخر جلسات التحقيق بأنه احتفظ بالعقدة المقطوعة كتذكار من مواطن صالح”، بحسب ما رواه محمد يونس.
لقد أطلق سراحه بموجب الصفقة التي أبرمها المحقق معه، والتي خسر فيها إحدى كليتيه، حيث وعده المحقق بإخراجه بمجرد تنازله عن الكلية، لكن لم يتم الإفراج عنه إلا بتاريخ 17 تموز/ يوليو 2017، بعد طول انتظار ومماطلة.
وتتعاضد التقارير والصور التي يتم تسريبها من داخل معتقلات النظام السوري، والمعلومات التي تلتقطها الأقمار الصناعية للمقابر الجماعية، مع شهادات السجناء السابقين الذين يروون قصصا مروعة عما عايشوه في هذه الأماكن التي تسميها منظمات حقوقية بـ”المسالخ البشرية”.
محمد يونس الحمود، معتقل سابق في سجن صيدنايا الذائع الصيت قرب دمشق. هناك يمارس عناصر النظام انتقامهم في جسد المعتقل أو حتى عقله، وبطرق يصعب على الكثيرين تخيلها. فمن “كرسي الشمعة”، إلى كسر الظهر، ناهيك عن اقتلاع الأظافر والشبح والصعق وقطع الأعضاء التناسلية، كلها أساليب تترك أثرها على أجساد المعتقلين الذين يُكتب لهم أن يتمكنوا من النجاة من الموت.
اعتقل الحمود في 10 كانون الثاني/ يناير 2017، على أحد حواجز قوات النظام السوري بمدينة حماة، أثناء ذهابه لاستلام مرتبه الشهري كونه موظفا سابقا في بريد محافظة إدلب.
ويقول الحمود (45 عاما)، في حديث لموقع”عربي21“: “مر على خروجي من السجن نحو أسبوعين، وحتى الآن ما زلت أذكر تلك الليلة رغم أني أجهل ما هو التوقيت، إلا أني كنت مدركا أن الظلام قد حل، فلأول مرة آنذاك أرى نافذة مفتوحة في مكتب المحقق بعد ثلاثة أشهر من أصل ستة أشهر تقريبا من الاعتقال”.
ويضيف: “كانت المرة الاولى التي أرى فيها وجه المحقق الذي لا أعرف اسمه، كان طويل القامة، ذا وجه عبوس. قال لي بلهجة حاقدة: اعترافك رح تقولو حتى ولو بدنا نحرق عيلتك كلها، فأجبته بذات أقوالي في كل مرة؛ بأني موظف في شركة الإنشاءات العسكرية، وأني مواظب على عملي وأذهب إليه في الأسبوع يومين بحسب أوامر رئيس المؤسسة، إلا أنه أخبرني بأنه حصل على معلومات تفيد بأني انضممت للمسلحين، واستخدمت خبرتي في مجال البناء والتدشيم وحفر الأنفاق لمساعدة الإرهابيين في مدينتي، بنش بريف إدلب، ضد الجيش السوري”.
يستطرد قائلا: “بعد أن رفضت الاعتراف، انهال عليّ بالضرب، وضغط على الجرس ليأتي حاجبه شيخو المعروف بوحشيته، وطلب منه إنزالي “لعند الشباب”، وهناك بدأ الموت يقترب مني من جديد؟ تم تعليقي من قدمي رأسا على عقب، ثم بدأ ثلاثة من أقذر السجانين بجلدي بواسطة كابلات كهربائية غليظة حتى أغمي علي، واستفقت لأجد نفسي في الزنزانة والدماء تغسل جسدي”.
يتابع محمد: “رأيت وجه أحد المعتقلين كان يضع رأسي في حجره ويقول لي بصوت خافت: سلامتك، ويحاول أن يمسح تلك الدماء التي تسيل مني بغزارة”.
ويشير إلى أنه مر نحو أسبوعين دون أن يتم استدعاؤه للتحقيق، إلا أنه تفاجأ بطلب المحقق نفسه الذي طلب منه التبرع بإحدى كليتيه “فداء للوطن” وإثباتا لحسن نيته، لافتا إلى أن العديد من السجناء لاقوا مصيرا مماثلاً، فـ”هناك العشرات من المعتقلين تم استئصال كُلاهم، وقد تبين فيما بعد أن عمليات بيع الكلى والأعضاء البشرية باتت تجارة رابحة بين ضباط النظام في الفروع الأمنية والمعتقلات، فهناك يتم بيع كل أعضاء السجين إن أرادوا ذلك، ومن يوشك على الموت تجرى له عدة عمليات جراحية لانتزاع ما يمكن انتزاعه قبل أن تتم تصفيته بحقنة وريدية داخل المشفى ثم ينقل إلى المحرقة أو مزابل نجها”، وفق محمد يونس.
وقال المعتقل السابق: “كنت أشبه بالميت سريريا من هول الموقف. كان المحقق يعني ما يقول، وعليّ الآن أن أتبرع بكليتي كي لا يتم انتزاعها مني بالقوة ثم تتم تصفيتي”.
وبحسب محمد يونس، فقد “كان المحقق يتكلم وفق عرض مغرٍ مفاده أنه إن أردت الخروج من السجن فعلي أن أثبت ولائي للوطن ورب الوطن. وقد أخبرني المحقق بأن كليتي ستذهب لأحد عناصر النظام الذين أصيبوا في المعارك مع المعارضة”.
ويضيف: “لم يكن أمامي سوى الموافقة. وقد تم إجراء العملية لي في مشفى تشرين العسكري، وبعدها بثلاثة أيام تمت إعادتي إلى السجن من جديد، وكأن شيئا لم يكن. واستمر بي الحال لمدة شهرين ونصف تقريبا وأنا أنتظر أن يفي المحقق بوعده ويخرجني مقابل ما دفعته، حتى جاءت تلك الليلة التي فتح فيها باب الزنزانة وأخبرني الحرس بأني مطلوب للتحقيق”، على حد قوله.
ذهب محمد، كما يقول، مع الحرس إلى غرفة المحقق وهو مغمض العينين، قبل أن يتم رفع الغطاء عن عينيه، ويرحب به المحقق؛ واصفا إياه بـ”النزيه الشريف النظيف من قذارة الإرهاب”، وأنه بات الآن مواطنا صالحا، وأن عليه أن يقدم معلوماته الأخيرة عن “الإرهابيين” في بنش قبل أن يخرج ليعيش حياته الطبيعية.
يقول محمد: “عندما أخبرته أني لا أعرف شيئا وأن كل ما لدي قد أخبرته به، بدأ يشتاط غضبا، وأمر عناصره بأن يعلموني آداب الحديث، وفق وصفه، وبدأ درس جديد من التعذيب انتهى بقطع العقدة العليا من سبابتي اليمنى ليتم بعد يومين الإفراج عني من السجن المشؤوم، وقد أخبرني المحقق في آخر جلسات التحقيق بأنه احتفظ بالعقدة المقطوعة كتذكار من مواطن صالح”، بحسب ما رواه محمد يونس.
لقد أطلق سراحه بموجب الصفقة التي أبرمها المحقق معه، والتي خسر فيها إحدى كليتيه، حيث وعده المحقق بإخراجه بمجرد تنازله عن الكلية، لكن لم يتم الإفراج عنه إلا بتاريخ 17 تموز/ يوليو 2017، بعد طول انتظار ومماطلة.