آراء

“قطع الرؤوس ارحم من دهس النفوس”

عبدالملك علي
لايوجد هناك أبلغ وأفظع مما ترتكبه داعش ومن قبله بشار الأسد بحق البشرية ولا توجد كلمات في قاموس الإنسانية ما نعبر به عن حجم الجريمة و وحشيتها وبشاعتها، ولكن ما الذي دفع بهؤلاء إلى ارتكاب هكذا جرائم ما لم تكن ورائهم أنظمة ودول لهم باع طويل في الأجرام والقتل.
فداعش تقوّت خلال السنة الأخيرة من خلال كل ما تساهلت به النظام السوري معهم بل كانت الحاضنة لهم وذلك لتنفيذ مآرب سياسية قد تساعدهم في تحويل المواقف الدولية من ممارسات النظام الديكتاتورية.
فما المغزى من قطع الدواعش لرؤوس البشر علناً وعلى شاشات التلفزيون سوى مكاسب سياسية، من دول بعينها تستفيد من هذه الظاهرة في إستمرارية مواقعها والعمل على ديمومتها من خلال ممارسة وعرض الأسوأ للعالم.
وكأن داعش نشأ للعرض والطلب حسب مصالح الدول الديكتاتورية من جهة تحريض الدول على ممارسة سياسات قد تخدم مصالحها في المستقبل، فالداعشي لا يقطع الرأس بدفع الفدية مالية كانت او سياسية بالاستجابة لمطالبهم وعدم الاستجابة يعني قطع الرأس ولكن حينها هناك من يدفع أكثر ثمن تلك الجريمة فقطع الرأس بحد ذاته ليست لها فائدة مالية او سياسية ان لم يكن من وراء ذلك مغانم مالية وسياسية من دول دعمتها وأنشأتها يستهدف من خلالها إظهار الوحشية اللامتناهية للعالم لتحقيق مغزى تلك الدول من مكاسب سياسية وتنازلت عن محافظات يأسرها كهبة لداعش وهذه كلها وقائع على أرض الواقع وليست خيالية وهذا مالم يؤخذ بالحسبان بشكل جدي من الغرب وتكرار المعادلة الثانية وهي إظهار مدى وحشية الدواعش كلما اقتربت المواقف الدولية من قرارات من شأنها ضرب داعش التي هي في الوقت نفسه ضرب للنظام السوري والإيراني بشكل غير مباشر لعدم إقتناع الغرب وأمريكا باكاذيب النظام السوري على انه البديل الأحسن من نظام داعش…..
فإظهار مدى وحشية داعش يرجى منها النظام على مدى ثلاث سنوات على إقناع الغرب بأنهم هم البديل الأحسن من داعش ناسين بأن للوطن أصحابه الحقيقيون يتبنون الدولة المدنية الديموقراطية على قاعدة الوطن للجميع ماعداا الارهاب الداعشي والإرهاب الأسدي الذي هما وجهان لعملة واحدة ، فالأسد تبنى منذ بداية الثورة ان لم نكن في الحكم فالبديل الأسوأ هي داعش الذي لم تقتنع به اي دولة في العالم ماعدا زبالتيها ….
فالدواعش هم اداة بيد عائلة الاسد وإيران يسخرونها كيفما يريدون فهم كانوا وما زالوا الحاضنة الاساسية للإرهاب وارتكبوا من جرائم بحق الانسانية ابشع وأفظع من قطع الرؤوس فكل سجين او معتقل في السجون السورية يتمنى ان يذبح مائة مرة في اليوم ولا يبقى تحت التعذيب الجسدي والنفسي الذي يتعرض له في كل دقيقة لا بل في كل ثانية ولكن الفرق بين الحالتين من الجريمة هي هوية القتلى فالقتيل الأوربي والأمريكي يحدث ضجة إعلامية واسعة لانتمائه القومي….
والسوري يتعرض للذبح والقتل والاستغلال الجنسي والنفسي في غياهب السجون بدون ان يذبحه احد او ينقذه.
فالذبح بحد ذاتها للسجين السوري ارحم الف مرة من العذاب القاسي الذي لا يتحمله اي انسان في العالم….
فهل يستفيق ضمير البشرية، ضمير الانسانية الى هذه الحقيقة!!!؟؟؟؟
فالترويض لهكذا جماعة ارهابية لا بد من مروض لتغيير صفاتهم البشرية الى تصرفات وحشية فظيعة اكثر من اي حيوانات مفترسة …
فالدواعش تروضوا في زريبة الاسد الأب والابن وزريبة ايران وان أراد العالم التخلص منهم فالأولى ان يتخلصوا من المروضين لهم لوقف استمرارية التوحش وعندها قد نستطيع التخلص من الدواعش فالبشرية لا تحتاج الى هكذا بشر ولن تحتاج فهم أعداء للبشرية والوباء قد ينتشر سريعا اذ لم نعالج المرض من جذوره وهذا ما أتمناه ويتمناه كل فرد صالح على وجه الكرة الارضية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى