قوات إيرانية وعراقية إلى دمشق … لمنع السقوط
تأكد أمس وصول آلاف المقاتلين الإيرانيين والعراقيين الى دمشق بهدف «الدفاع» عن مناطق النظام التي تمتد من العاصمة الى حمص في الوسط وانتهاء بطرطوس غرب البلاد، في وقت شن تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) هجوماً عنيفاً على مدينة الحسكة بهدف ازالة آخر عقدة تحول دون ربط مناطقه غرب العراق وشرق سورية. وقال المنسق الأميركي للتحالف الدولي – العربي ضد «داعش» ان الحملة ضد التنظيم قد تستمر «جيلاً او اكثر»، مشيراً الى «مناقشات نشطة جداً» تجري بين عواصم عدة للبحث عن حل سياسي في سورية لايشمل الرئيس بشار الأسد.
ونقلت وكالة «فرانس برس» عن مصدر امني سوري قوله ان «نحو سبعة آلاف مقاتل ايراني وعراقي وصلوا الى سورية، وهدفهم الأول هو الدفاع عن العاصمة»، موضحاً ان «غالبيتهم من العراقيين». وأوضح المصدر الذي رفض الكشف عن هويته ان «الهدف هو الوصول الى عشرة آلاف مقاتل لمؤازرة الجيش السوري والمسلحين الموالين له في دمشق اولاً، وفي مرحلة ثانية استعادة السيطرة على مدينة جسر الشغور التي تفتح الطريق الى المدن الساحلية ومنطقة حماة في وسط البلاد». لكن مصدراً آخر اوضح ان حوالى 12 الف مقاتل وصلوا نهاية الأسبوع الى دمشق، معظمهم من الإيرانيين بهدف «حماية دمشق وريفها والساحل وصولاً الى تخوم مدينة جسر الشغور» على ان يتكفل «حزب الله» بالسيطرة على منطقة القلمون. ولم توضح المصادر ما اذا كانت القوات الإيرانية هي من الجيش النظامي ام الميلشيا. وخسرت قوات النظام في 25 نيسان (ابريل) سيطرتها على مدينة جسر الشغور الإستراتيجية في محافظة ادلب في شمال غربي البلاد بعد اشتباكات عنيفة خاضتها ضد فصائل «جيش الفتح» الذي يضم سبعة فصائل اسلامية بينها «جبهة النصرة».
وكانت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (ارنا) نقلت الإثنين عن قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني اللواء قاسم سلماني ان «العالم سيفاجأ بما نعد له نحن والقادة العسكريون السوريون حالياً». وأوضح مصدر سياسي قريب من دمشق لوكالة «فرانس برس» ان المسؤولين السوريين وبعد سلسلة الخسائر التي مني بها النظام في الأسابيع الأخيرة دعوا حلفاءهم الى ترجمة دعمهم بأفعال، علماً ان وزير الدفاع السوري جاسم الفريج زار طهران الأسبوع الماضي.
وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن «اشتباكات عنيفة دارت بين قوات النظام مدعمة بقوات الدفاع الوطني والمسلحين الموالين من طرف وعناصر تنظيم «الدولة الإسلامية» من طرف آخر، في منطقة سجن الأحداث جنوب مدينة الحسكة (شمال شرق) ترافقت مع تفجير تنظيم «الدولة الإسلامية» لعربة مفخخة في محيط السجن». وأوضح «المرصد» لاحقاً أن مقاتلات النظام شنت «ضربات على مناطق يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية في منطقة الشدادي بريف الحسكة الجنوبي مع استمرار الاشتباكات العنيفة في منطقة السجن». وتحدث «المرصد» عن استقدام «داعش» أكثر من 400 مقاتل من مدينة دير الزور المجاورة إلى «جبهات الريف الجنوبي لمدينة الحسكة».
واستمرت الفصائل المعارضة في حشد عناصرها لقتال «داعش» في ريف حلب الشمالي ومواجهة «لواء شهداء اليرموك» المحسوب على التنظيم في ريف درعا قرب حدود الأردن.
في الدوحة، قال آلن، وهو جنرال أميركي متقاعد، على هامش مؤتمر عن العلاقة بين العالم الإسلامي وأميركا ان «داعش» بات يمثل «تهديداً عالمياً» والقضاء على فكره قد يتطلب «جيلاً او اكثر».
وأضاف ان «مناقشة نشيطة جداً» تدور بين عدد من الدول عن كيفية تحقيق انتقال سياسي في سورية، لكن مثل هذا الحل لن يشمل الأسد.
وكالات