كوباني.. من كارثة إلى أخرى
عدنان بوزان
عندما تحدث الكارثة، أو الأزمة في أيّ بلدٍ، أو مدينةٍ، وحتى في حال اندلاع الحرب في دولةٍ ما، واجب الجهة (الحكومة أو السلطة) التي تحكم تلك البقعة الجغرافية يفرض عليها توفير المناخ الآمن، وذلك عبر إعلامها الرسمي، أو من خلال وسائل التواصل الاجتماعي للحدّ من حالة الخوف التي يتعرّض لها مواطنو تلك الدولة، والهجرة التي تلاحقهم.
أما ما تقوم به سلطة الأمر الواقع في كوباني من خلال أعمالها، وممارساتها اليومية المفتعلة، من تفخيخ الطرق العامة، والمزارع ، والقرى الحدودية، إلى جانب حفر الأنفاق في الأحياء، والطرقات داخل المدينة، وأيضاً تحت الأبنية السكنية، مما يهدّد حياة المدنيين وخاصةً الأهالي اللذين يسكنون في تلك المباني، من مخاطر انهيار البناء نتيجة موجة الأمطار الغزيرة التي تهطل في كوباني في هذا الفصل، وتسريب كميات كبيرة من مياه الأمطار إلى تلك الحفر والأنفاق، بالإضافة الى تقطيع أوصال المدينة وقطع الطرقات في أحيائها بالسواتر الإسمنتية، ممّا يشكّل عائقآ أمام المدنيين للتجول في المدينة، وخاصةً في الأسواق.
ناهيك عن انتشار الفيول في الأماكن العامة: “البترول الخام ” التي تضرّ بصحة الإنسان وخاصةً الأطفال.
من خلال تلك الممارسات التي تقوم بها سلطة الأمر الواقع في كوباني، يشعر المواطن كأنّ طبول الحرب تدقُّ أبواب قلعة الصمود “كوباني” وتفتح أبواب الهجرة الجديدة إلى الخارج.