كورداغ … وزراعة الموت .!… تلك الزاوية المنسية من ذاكرة آهورا مزدا .!
عنايت ديكو
كورداغ … تلك الزاوية المنسية من ذاكرة آهورا مزدا .!
– فالكوردستانيون … هنا في كورداغ … قد تركوا العلوم والمعارف والكوردوارية والحقوق والواجبات واللغة والتاريخ والسياسة، وباتوا يزرعون الخمر والحشيش والمخدرات والمتفجرات على تخوم قراهم في كورداغ .
– يفعلون كل هذا بالتنسيق مع أجهزة المخابرات التركية، والهدف هو تسليم منطقة كورداغ بأكملها للميت التركي، ولسيّدهم الأول ” محمد رجب طيب أردوغان “.
– فالكوردستانيون … في كورداغ قد تحولوا الى دروع بشرية وباتوا يموتون بصمتٍ مرعبٍ ومطبق وقاتل … فيأكلون بصمت … وينامون بصمت …. ويعيشون بصمت ويموتون بصمت . فحتى السيد عزرائيل بات لا يهتم بهم وبأمورهم الدنيوية من شدّة التحشيش .
– ولا أحد يسمع بشخير أصوات هؤلاء الكورداغيين في الأقبية والسجون والمعتقلات والزنانين .
– فـ الكورداغي محكوم عليه بالموت البطيء …(( البحر من أمامكم والبعث من روائكم … وأين المَفَّر .؟؟))
– لقد سقطت كورداغ … من كل الحسابات ومن جداول الضرب والجمع والتقسيم .
– فـ كورداغ تقبل القسمة على كل الأرقام والألوان والأشكال الهندسية والمخططات والسياسات . فقط إنها لا تقبل القسمة على الحرية والآزادية .
– لقد أدخلوها في غرفة العناية المشوَّهة وعن قصد …. لتبقىٰ خارج مملكة الروح ولتبقىٰ أسيرة المؤتمرات والتحالفات والتجاذبات والسياسات البازاراتية والمساومات المرئية منها واللا مرئية … والكلُّ مسؤول عن هذا .!
– أيعقل أن يَمتهن قسٌّ من قساوسة الحب الكورداغي العتيق والصادق على تجرع الموت وامتهان زرع السموم بين الأولاد والأحفاد، وحرق كل تاريخه النضالي الكبير والكبير .؟؟… هذا القس الذي زرع جميلاً أينما ذَهبْ وأينما رحل … وهو نفسه الذي قاوم الذلَّ والمهانة … ووقف معارضاً عنيداً وصلباً للبعث وحكوماته العنصرية وديكتاتورياته.
– أيعقل أن يزرع هذا القسّ الثمانيني الجميل والرائع ، المليء بالكوردوارية أرض دياره بالسيانيد والخردل والعلقم والحنظل .؟!
* في ليلة قمراء وبتاريخ 09.05.20177 ألقت فرق مكافحة الارهاب التابعة لكانتون عفرين، القبض على الأب والسيد ” محمد سيدو حسن رشيد ” من أهالي Gundê Bêlê واقتادته الى السجن الكبير في ناحية Bilbilê ، وبقي السيد محمد سيدو هناك رهن الاعتقال والاستجواب حتى مجيء يوم محاكمته لاصدار الحكم عليه والنطق به.
وفي تاريخ 24.05.20177 قامت لجنة مكافحة الارهاب بإقتياد السيد ” محمد سيدو حسن رشيد ” من سجنه في ناحية Bilbilê الى محكمة الشعب في بلدة Şeran لتوجيه الاتهامات اليه وإصدار الأحكام بحقه, وزجه في غياهب السجون والمعتقلات كغيره من عناصر الحزب الديمقراطي الكوردستاني – سوريا والذين يمتهنون زراعة الحشيش والهيروئين والكوكائين والكيروسين .
– في الأخير ونتيجة لهذه الحالة الصادمة والاحتقان، وظروف الاعتقال وتوجية هذا الكم الهائل من التهم الباطلة اليه ظلماً وعدواناً ، ولعدم وجود محامي الدفاع عنه ، ولصق التهم به جذافاً ..! فسقط السيد ” محمد سيدو حسن رشيد ” أرضاً بعد أن أصابته جلطة في منعطف الآلام والاتهامات الباطلة التي وجهت له ، فلم تتحمل كياسته الشخصية والكوردوارية على قبول هذه التهم الموجهة إليه جذافاً … وقَبِلَ بالموت قبل الموت .
– فقبل النطق بالأحكام القراقوشية … توفي نسر جبلي من نسور الشهامة الكورداغية في دار المحكمة الايكولوجية وأمام القضاة وأمام كتاب الحقوق والواجبات وأمام المسؤولين والآساييش وغيرهم.
– فمَنْ الذي سيتحمل هذا الموت … وهل الموت هذا … كان في أرض المحكمة … أمْ كان الموت في السجن والمعتقل .؟؟
– يا لها من سقوط لانسانية الانسان في جمهورياتنا المرعبة، وخاصة في كانتون كورداغ المنسي ، فكل الأشياء عندنا هنا بطيئة ، فموتنا بطيء … وحبّنا بطيء … وذبحنا بطيء وبطيء ، وخارجٌ عن الزمان والمكان .
– ولا أحدٌ يُريد أن يسمع هذا الأنين الكورداغي الهادر والجارف … لا من الخلّان ولا من الجيران.
فـالأمطار تَهطل عندنا بكورداغ … في عزّ الصيف الحارّ … وقوافل النمل الأصفر تخرج من حجرتها في منتصف الشتاءات القارسة . يا لها من سوريالية حارقة وفارقة.
– فالوطني يُصبح خائناً …. والخائن يصبح وطنياً بامتياز .!
– الحرية لكافة المعتقلين السياسيين .
– لا لترهيب الناس … ولا للاتهامات الباطلة .