لاءاتنا الكثيرات
جمال قارصلي
قالوا للسوري: لماذا لا تحتفل في المناسبات؟
فقال لهم: أنا مشغول بالوطن وبلاءات.
فقالوا له: ما هي هذه اللاءات؟
فقال لهم: هي كثيرة وأصبحت تُعد بالعشرات.
فقالوا له: ومن هو الذي سَبّبَ هذه اللاءات؟
فقال لهم: دكتاتور البلاد وصانع الويلات.
فقالوا له: ألا يوجد من يردعه عن هذه الشناعات؟
فقال لهم: كلا, بل هنالك دولاً تحميه من العقوبات.
فقالوا له: ألا يوجد لديكم أصدقاء لمثل هذه الأزمات؟
فقال لهم: أصدقاؤنا يكذبون علينا منذ سنوات.
فقالوا له: ماذا فعلتم لحماية كرامتكم من الإنتهاكات؟
فقال لهم: ثورتنا تشتت وأصبحنا عدة مجموعات.
فقالوا له: هل تخبرنا شيئا عن هذه اللاءات؟
فقال لهم: هذا قليلها والبقية في الطريق إلينا آت.
لا للديكتاتورية والمحسوبيات … لا للفساد والرشوات
لا للتعذيب والمخابرات … لا للشبيحة والعصابات
لا للإعتقالات التعسفيات … لا للطائفية والتقسيمات
لا للتكفيريين والمرتزقات … لا للطائرات المدمرات
لا للقنابل البرميلية الحارقات … لا للصواريخ البالستية القاتلات
لا للدماء الهادرة كالشلالات … لا للأشلاء المبعثرات
لا للمجازر اليوميات … لا للحواجز والإختطافات
لا لإغتصاب المُحصّنات … لا للتهجير إلى المخيمات
لا للجوع والإهانات … لا للجوء إلى الشتات
لا … لا … لا …
فقالوا له: متى ستنتهي هذه المأساة؟
فقال لهم: عندما تتوحد الثورة وضمير العالم يصحو من السُبات.