آراء

لا يوجد شيء اسمه القضية الكُردية في سوريا

مروان عيدي

ليس بجديد هذا الخطاب الإقصائي لرأس النظام في سوريا لمكون رئيسي شكل البنية المجتمعية والسياسية والاقتصادية في سوريا وهذا الخطاب الخشبي لطالما مارسته الأنظمة المتعاقبة على حكم سوريا وخاصة منذ استلام حزب البعث لمقاليد الحكم في سوريا منذ بداية الستينات من القرن الماضي ولازال وكل سنين الأزمة في سوريا لم تسعف هذه العقول لتغيير نمط تفكيرها الشوفيني العنصري البغيض.

ومع كل الأسف هذه العقلية الجمعية تشمل المعارضة كما شملت الأنظمة فلم يكونوا بأفضل حال رغم كل التضحيات التي قدمها الشعب الكُردي منذ انطلاقة الثورة السورية سواء في المجال السياسي بالوقوف منذ اللحظة الأولى إلى جانب الشعب السوري والثورة السورية رغم كل محاولات النظام حينها استمالة الكُرد وتحييدهم عن الصراع ليكون صراعاً طائفيا بعيداً عن صراع لتحقيق الكرامة والعيش بحرية وسواء عسكرياً.

التضحيات الجسام التي قدمها أبناء شعبنا شيباً وشبابا للدفاع عن الشعب السوري بكل ألوان طيفه وتحرير مناطقه المختلفة من رجس الإرهاب وتقديم الآلاف من الشهداء والمعاقين جسدياً ونفسياً ومجتمعياً هؤلاء الشهداء الذين خلّفوا عشرات الآلاف من الأرامل واليتامى دون أن يشفع لهم ذلك أو ليكون دافعاً لهذه الثلة التي امتهنت العبودية والذل نمطاً لإرضاء أسيادهم من أعداء أوطانهم للقبول بهؤلاء الشركاء المفترضين والقبول بمطالبهم للعيش المشترك وحق العيش في وطن ديمقراطي يراعي الحد الأدنى من حقوق الإنسان والقبول بمواثيق الأمم المتحدة والقوانين الوضعية والسماوية بحق الجميع التمتع بالحرية ومساحة جغرافية يمارس طقوسه وحريته دون أن ينازعه أحد أو أي سلطة تمارس عليه وصايته وتحسسه بعجزه وقصوره الخلقي فقط ليحافظوا على موروثهم الثقافي العنصري بأن كل من يعيش على أراضي الجمهورية العربية السورية فهو عربي سوري.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى