لبنان… 13 عاماً على اغتيال رفيق الحريري
تحل اليوم الذكرى الـ 13 لاغتيال رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق رفيق الحريري، ولبنان يعاني خلافا سياسيا كبيرا، وفراغًا في المؤسسات الدستورية.
واغتيل رفيق الحريري في مثل هذا اليوم قبل 13 عاما في انفجار بسيارة مفخخة بينما كان موكبه يسير بالقرب من فندق سان جورج في بيروت، أسفر عن مقتله و21 شخصًا آخرين، وكان من بين القتلى عدد من حراس الحريري الشخصيين، والوزير السابق الصديق للحريري باسل فليحان.
وكان رئيس وزراء لبنان الأسبق واحد من أكبر رجال الأعمال العرب، ساهم بشكل كبير في إعمار لبنان بعد فترة الحرب الأهلية، وشكل اغتياله عام 2005 محطة فارقة، إذ دخلت البلاد في أزمة سياسية بعد انقسام الأحزاب اللبنانية إلى موالاة ومعارضة، حظي كل منهما بدعم أطراف إقليمية.
ولد رفيق بهاء الدين الحريري يوم 1 نوفمبر/تشرين الثاني 1944 بمدينة صيدا اللبنانية، أتم تعليمه الثانوي عام 1964، ثم التحق بالجامعة العربية في بيروت حيث درس المحاسبة.
عمل في السعودية في فترة السبعينيات وكوّن ثروة ضخمة في فترة وجيزة أهّلته لأن يكون أحد عمالقة رجال الأعمال المتنفذين في مجال البناء والعمارة، حصل على الجنسية السعودية عام 1978، وعمل خلال الثمانينيات كمبعوث شخصي لملك السعودية فهد بن عبد العزيز آل سعود في لبنان، ولعب دورًا هامًا في صياغه اتفاق الطائف، وخلال هذه الفترة قام بشراء شركة أوجيه الفرنسية ودمجها مع شركته ليصبح اسمها “سعودي أوجيه” التي أصبحت من أكبر شركات المقاولات في العالم العربي.
واتسع نطاق إمبراطوريته ليشمل شبكة من البنوك والشركات في لبنان والسعودية، إضافة إلى شركات للتأمين والنشر والصناعات الخفيفة وغيرها، وبسبب نجاحه المهني أصبح في مطلع الثمانينيات واحدا من بين أغنى مائة رجل في العالم.
موَّل الكثير من المجالات الاجتماعية، وتكفل بتعليم ثلاثين ألف طالب لبناني داخل لبنان وخارجه، وأنفق ملايين الدولارات من ثروته لإعادة إبراز ملامح الهرمية الاجتماعية في لبنان، وكان يتبرع بكثير من أمواله ويستثمرها في لبنان.
تولى الحريري منصب رئيس الوزراء طوال الفترة التي تلت الحرب الأهلية اللبنانية عام 1990، وذلك خلال الفترتين (1992-1998) و(200-2004).
وفي الساعة الواحدة ظهر يوم الاثنين 14 فبراير/شباط 2005،اغتيل رفيق الحريري في انفجار بسيارة مفخخة أصاب موكبه، أسفر عن مقتله وبعض معاونيه، وأدت شدة الانفجار إلى هدم فندق سان جورج وبعض المباني المحيطة، في منطقة تعج بالمؤسسات الاقتصادية، ودفن الحريري مع حراسه في موقع قريب من جامع محمد الأمين وسط بيروت.
بعد اغتياله بشهور أُسست المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، وهي محكمة مختصة بالنظر في ملابسات اغتياله, وأول محكمة من نوعها في العالم يتم تشكيلها للتحقيق في قضية اغتيال. وتشكلت المحكمة بناءً على طلب من الحكومة اللبنانية تقدمت به إلى الأمم المتحدة، وقد شكلت هذه المحكمة موضع خلاف بين القوى السياسية اللبنانية بين مؤيد ومعارض لها، حيث دعمها تحالف 14 آذار في حين عارضتها قوى 8 آذار التي تضم كل حزب الله وحركة أمل والتيار الوطني الحر بدعوى أنها تعمل على تدويل لبنان وتؤدي إلى التدخل الدولي والخارجي بشؤون لبنان الداخلية.