لكل مجتهدٍ نصيب .. يكيتي ميديا مثالاً
برزان شيخموس
جمعت الصدفة في نهاية شهر شباط المنصرم نشر تقرير ودراسة لمؤسستين حول تقييم أداء الإعلام في سوريا أثناء الظروف الراهنة وبالتحديد منذ انطلاق الثورة السورية, وأخرى عن الانتهاكات المسجلة بحق الصحفيين والاعلاميين ومؤسساتهم لعام 2016.
الاولى كانت دراسة بعنوان ” صحافة سلم أم صحافة حرب” أصدرتها مؤسسة بدائل لتمكين التجمعات والمنظمات المدنية وتحسين القاعدة المعرفية في سوريا بدعم من منظمة هيوس الدولية ومجموعة من الخبراء الإعلاميين, قسمت سوريا إلى ثلاث أقسام الأول المناطق الواقعة تحت سيطرة الكتائب المسلحة والثانية تحت سيطرة تنظيم الدولة الاسلامية (داعش), أما الثالثة فهي منطقة الإدارة الذاتية المعلنة من قبل حزب الاتحاد الديمقراطي ,PYD إذ صُنِف في منطقة نفوذها موقع يكيتي ميديا رفقة وسائل أعلام أخرى بأنّها دقيقة وصحيحة في المقام الأول ومتوازنة في نقل الخبر, على الخلاف من قناة روناهي التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي PYD والتي وصفت بأنها مضللة وانفعالية وتعتمد على المبالغة والتهويل.
كما قيّمت الدراسة أداء الوسائل الإعلامية المصنفة في المقام الأول بحسب وصف أغلبية الجمهور بأنهم على مستوى جيد من الحرفية, كما شملت الدراسة مستوى الاستجابة, والحيادية, و تأثيرها على الجمهور.
الثانية في نهاية الشهر ذاته كان إصدار المركز السوري للحريات الصحفية في رابطة الصحفيين السوريين، التقرير السنوي لعام 2016 بعنوان “حلب رمز المعاناة الإنسانية”، والمعني برصد وتوثيق كافة الانتهاكات التي تطال الصحفيين والمواطنين الصحفيين والمراكز الإعلامية في سوريا, حيث صنفت هي الأخرى موقع يكيتي ميديا في صدارة الانتهاكات التي تطال الصحفيين والمراكز الإعلامية في المنطقة الواقعة تحت سيطرة حزب الاتحاد الديمقراطي PYD بذكرها ” إن أغلب عمليات الاحتجاز وقعت في محافظة الحسكة الواقعة تحت سيطرة حزب الاتحاد الديمقراطي مستهدفة الاعلاميين الغير منضوين في إدارتها وكان مراسلو موقع يكيتي ميديا الاكثر تعرضاً لعمليات الاحتجاز”.
الدراسة والتقرير السنوي إن دلاَّ على شيء أو أشار إليه فهو مدى الكفاح والتضحية والنضال الذي يقدمه القائمون على هذا الموقع, وبرهانٌ على صوابية ما تطمح إليه إدارة ومراسلي هذا المنبر نحو إعلاء كلمة الحق وإيصال صوت المظلومين وتوثيق الانتهاكات اليومية بحق الشعب بكل مهنية وحرفية ومصداقية قل نظيرها, منسفين في الوقت ذاته كل الأقاويل التي كانت تُسرد عن الإعلام الحزبي مؤكدين أن لكل قاعدة شواذ يمكن تحقيقها بالعمل الجاد والمصداقية مع الذات قبل الآخرين.
حسب المنطق الصحيح والمنصف كان يجب أن يقيم الموقع بدرجات أرفع كون القائمين عليه يكدون طواعيةً دون مقابلٍ إنما فقط تحقيقاً لقناعات شخصية وقيم نهلوها من مدرسة رفيعة وعريقة, على خلاف الوسائل الأخرى الذين صنفوا في نفس المستوى كون المفارقة تكمن فيما تتلقاها تلك الوسائل من عائدات مالية كبيرة من منظمات داعمة.
من جهة أخرى يأتي كل ما سلف كحصيلة لتأكيد مقولة ” لكل مجتهد نصيب” بل وتأكيداً لمقولة أخرى “لكل مضحٍ نصيب” , حسب ما سطره القائمون على الموقع من خلال عديد الانتهاكات التي تعرضوا لها ابتداءً من محاولات اختراق الصفحة والموقع لنشر أكاذيب وأخبار مضللة من خلالها للنيل من مصداقيته, والتي كانت حصيلته اعتقال بعض كوادره, وصولاً إلى خطف وتعذيب مراسلها في مدينة الدرباسية جنكين عليكو وبتر إحدى أصابعه واختطاف مراسل الموقع ذاته بمدينة ديرك روني إبراهيم الذي تلقى الضرب المبرح على يد خاطفيه والذي لازال يعاني من مضاعفاتها لغاية الآن, وصولاً إلى الجرح الذي لم يندمل ” آلان سليم أحمد” مراسل يكيتي ميديا بقامشلو والذي يقبع لغاية الآن في سجون اسايش حزب الاتحاد الديمقراطي PYD منذُ أكثر من ستة أشهر قضى منها ثلاثة وستون يوماً في سجن انفرادي.
القائمون على موقع يكيتي ميديا انتهجوا لأنفسهم التحلي بمبادئ المهنة وأخلاقياتها الرفيعة لذا يبذلون التضحيات على خطا الكثيرين من الشرفاء الذين قدموا حياتهم ثمناً للكلمة الحرة ولإيصال صوت المظلومين من تحت أنقاض وأوزار الظلم والطغيان, هي هكذا نعم … هي الصحافة صوت الأحرار وصوت الصدّيقين, فلزامٌ على روّادها وممتهنيها الحفاظ عليها كما القائمين على موقع يكيتي ميديا.
المقال نشر في العدد 236 من جريدة يكيتي