للكُرد أهمية كبيرة في وقف تنظيم الدولة الإسلامية
جريدة ذا داي البريطانية ، الإثنين 31 آب ،2014
ترجمة : تمر حسين ابراهيم
قمت بالسفر إلى العراق في 12 مُهمات عمل مُختلفة من عام 2008 إلى 2010 حيث عملت مع القادة المحليين و اعضاء من البرلمان في قضايا الديمقراطية و الحُكم .كنت ُ انظر جنوبا عبر الصحراء في كل صباح بينما كانت الشمس تُشرق ببطءعلى أعالي مدينة اربيل.
إلى الشمال كنت اسمع صوت الآذان الإسلامي ينتقل في أرجاء المدينة و إلى الجبال ، في الجنوب كنت ارى الصليب المسيحي يلمع من فوق كنيسة بجواري في ضواحي المدينة . لكن خلف مشهد المدينة الهادىء هذا تحلُ فوضى الحرب .
بالنسبة للسكان الكُرد في اربيل فإن الحرب لم تكن مشهدا جديدا. فقد حاربت – البيشمركة-قوات كُردستان لعقود من الزمن ضد صدام حسين . خبرتهم جعلتهم حليفا ذو قيمة للولايات المُتحدة في العراق، و خدمت كقوة مُتماسكة و التي دعمت الإستقرار و حاربت و ماتت لحماية الأفراد و القوات الأمريكية .أجلوا في نهاية الأمر حُلمهم بالإستقلال لمنح فرصة بأن يكونوا جزءا من عراق تعددي و ديمقراطي .
بكل أسف فإن السكان الكُرد الذين عملت معهم لم يروا أبدا دولة مُوحدة ، جامعة ، مُمثلة و التي وعدوا بها . فقد اتسم حُكم رئيس الوزراء السابق نوري المالكي بسياسات قمعية و إستثنائية . سواء أن كان المالكي تُراوده الشكوك حول طموحات المناطق الكردية أو يشعر بالغيرة من الثراء الكردي فإنه سرعان ما خاصم و أثار غضب ” حلفائه ” المُفترضين داخل الحكومة العراقية المُقسمة .
لقد غذت سياسات المالكي الكُره في المجتمع السني و التي زادت من تصاعد الدولة الإسلامية . إن شكوك المالكي تركت الكُرد من دون موارد للعناية بمئات الآلاف من اللاجئين و الذين توجهوا بحثا عن الأمان في تلال كُردستان ، و تحويله المُعدات العسكرية للميليشيات الطائفية قد تركت البيشمركة و الجيش العراقي عُرضة للخطر و بحاجة ماسة لإعادة تزويدهم بالسلاح .
الحقيقة هي أن الولايات المُتحدة بحاجة ماسة لحلفاء مُوثوقين على الأرض مثل البيشمركة في العراق لوضع حد لهجوم قوات داعش البربرية. لقد تعلمنا من التجربة القاسية و المريرة حدود ما يمكن أن يقوم به العمل الإنفرادي للقوة الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط .
إن الكُرد يمكن أن يكونوا الحُلفاء الذين نحتاجهم و لكنهم يمكن أن يكونوا أيضا أساسا ثابتا للدولة العراقية الناهضة ، و نموذجا رائعا عن التعايش الديني .
بالنظر إلى حقيقة أن أقليات مُشردة من الداخل مثل الإيزيدين يتدفقون لكُردستان لأجل الملجأ قبل أي شيء .
سمعة المنطقة ليس فقط بسبب الإستقرار لكن التعايش مُناسب حيث يعيش ما يزيد على 95% من اللاجئين السورين و العراقيين في المنطقة . بسبب الإستثمارات التركية و القوى الأخرى فقد أنشأ الكُرد اقتصادا مُزدهرا.
إن هذا النموذج المُجتمعي المُزدهر و المُتكاتف هو ضروري لمستقبل العراق .
أخيرا فإن السياسة الأمريكية في شمال العراق على مدار الأسبوع الماضي ليست بشأن تحويل الشرق الأوسط على طريقة سياسات المُحافظين الجدد لفترة بوش .عوضا عن ذلك فإن تصرفاتنا الإنسانية و العسكرية يجب أن تركز على الحسم لكي نُعكس تقدم داعش و نعزز موقع حلفائنا و شركائنا، ربما الكُرد هم الأقوى من بينهم .
إن طرد قوات البيشمركة لداعش هي الخطوة الأولى على المدى الطويل لكنها الطريق الضروري لعراق مُوحد ، ممُثل و جامع.
سكوت باتس ، رئيس مركز السياسة الوطنية .
http://www.theday.com/article/20140831/OP05/308319989/1044