آراء

لماذا الاستغراب من اللقاء بين وزراء الدفاع الروسي, التركي , السوري؟

د. محمد جمعان

التقى منذ يومين وزير الدفاع التركي خلوصي آكار، والروسي سيرغي شويغو، والسوري علي محمود عباس في موسكو، فيما يعد أول لقاء بين وزيري دفاع تركيا وسوريا منذ اندلاع الأزمة السورية في عام 2011.

وفي بيان لوزارة الدفاع الروسية، اليوم الأربعاء (28 كانون الأول 2022)، إن محادثات ثلاثية انعقدت في موسكو بين “وزراء دفاع كل من روسيا الاتحادية والجمهورية العربية السورية وجمهورية تركيا، جرى خلالها بحث سبل حل الأزمة السورية ومشكلة اللاجئين، والجهود المشتركة لمكافحة الجماعات المتطرفة في سوريا”.

اللقاء ليس مفاجئا ، بل جاء بعد لقاءات مكثفة بين الأجهزة الاستخباراتية التي مهدت الطريق للقاء بين تلك الأطراف ولمستويات أعلى .

فاللقاء نتيجة تلاقي مصالح تلك الدول والتي تتطلب ضرورة الوصول إلى حلول مشتركة تؤمن مصالح تلك الدول والأنظمة وهو أمر طبيعي في علاقات الدول و المصالح العليا .

جاء اللقاء والذي سيكون كبداية رسمية لتطبيع العلاقات بعد فشل الحوارات على مستويات عديدة لحل الأزمة السورية .

اللجنة الدستورية لم تنجز أية خطوة عمليةً ولا الحوارات على كافة المحاور وكذلك الدول الأخرى لم تستطع حراك أية جبهةً حوارية والوصول إلى نتائج ايجابية لأحلال السلام والأمان في سوريا في ظل سياسية التجاذبات وإدارة الأزمة وعدم جدية المجتمع الدولي لتنفيذ القرارات الأممية خاصة 2254 .

وما يخص الكورد أو منطقة الإدارة الذاتية فإنه لم يحدث اي تغيير ايجابي ولم تعمل الإدارة أي فعل ايجابي للوصول الى حلول مع أي طرف يجلب الهدوء والأمان للمنطقة ، إلا محاولاتهم الحثيثة للوصول الى تنسيق ما يمكن قبولهم من قبل النظام..
– [ ] بقيت الأوضاع السياسية والأمنية و العسكرية في توتر دائم وعدم استقرار نتيجة للسياسات الغير مسؤولة من قبل تلك الإدارة..

فبقى ب ك ك مسيطرا على الوضع العام للمنطقة والذي عمليا هو التبرير الأكبر لجميع الجهات لمحاربة هذه الإدارة.
ولم ترضخ الإدارة لقبول طلب الجميع بعملية الحوار مع انكسي لبناء إدارة كوردية تشاركية مع بقية مكونات وفعاليات المنطقة تكون مقبولة من جميع الأطراف .

وهكذا تأتي هذه اللقاءات بعد التحضير لها وكذلك نتيجة لمتطلبات مصالح تلك الدول .

والملاحظ بشكل جلي أن الخاسر الأكبر هم الكورد وكذلك المعارضة السورية ، وذلك نتيجة لتطرفهم وتعنتهم وعزلهم وبالتالي عدم القبول بهم من قبل الأطراف الدولية المؤثرة…

ستبقى مأساة السوريين مستمرة طالما القضية السورية عرضة للبازارات والمقايضات وفي ظل غياب الإرادة والمشروع الوطني للحل من قبل جميع الأطراف ، ناهيكم عن تعثر العملية السياسية في جنيف وطغيان الملف الروسي – الأوكراني على المشهد .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى