آراء

لماذا فقط معبر باب الهوى ؟

 د. محمد جمعان/ قانون دولي

الشعب السوري بلغ درجةً كبيرة من الفقر والعوز أكثر من أي وقتٍ مضى، و أصبح يعيش على المساعدات من دول العالم، و مستويات الفقر أصبحت موجعة لكلّ ذي ضميرٍ حي.  للتخفيف من  هذا الوضع الإنساني الكارثي، بدأت بعض دول العالم بإرسال المساعدات، و لكن طريقة وصولها اصبحت معقدة جداً.

– من أين تدخل تلك المساعدات، مَن يرسلها ؟
– مَن يستلمها و عن طريق مَن توزّع؟ .
كلّ هذه الأسئلة و أسئلة أخرى أصبحت تؤرّق كاهل السوري في كلّ مكان، وتخضع لبازاراتٍ لتحقيق مكاسب سياسية على حساب محنة السوريين .

حسب أرقام وإحصائيات المنظمات الدولية فإنّ وضع الشعب السوري وصل الى درجةٍ مأساوية لم يصل إليه قط، و بالرغم من هذا الوضع فإنّ فتح المعابر أصبح جزءاً من الصراع بين الدول المسيطرة على سوريا.

ليس هناك دولة تريد أن تساعد السوريين، عموماً ..بعد قرار مجلس الأمن الذي جاء بعد مشروع أو اقتراح أمريكي – روسي مشترك بتمديد فتح معبر باب الهوى فقط والذي تسيطر عليه تركيا من طرف  والفصائل التابعة لها من المعارضة من الطرف الآخر، وتمّ ذلك بتوافقٍ روسي – أمريكي .

لقد أصبح فقط معبر باب الهوى هو نقطة الأمل و العيش لعبور المساعدات، لكن إلى طرف واحد.

لا بدّ من الذكر بأنّ حاجة الناس في مناطق المعارضة – ادلب – هي كبيرة،  لكنّ هذا لا يعني أنّ السكان في المناطق الأخرى ليسوا بحاجةٍ إلى تلك المساعدات.

فنقطة عبور واحدة و بيد الفصائل المتطرفة، منها جبهة النصرة / القاعدة هي المسيطرة ، هذا يعني أنّ تركيا مع الفصائل التابعة لها هي التي تسيطر على تلك المساعدات الدولية، و بأنّ مناطق النظام و المناطق الكُردية محرومة كلياً من المساعدات.

طبعاً هذا ليس عدلاً، و يدلّ على أنّ الدول صاحبة الشأن لم تعد تكيل الوضع الانساني في جميع المناطق السورية بنفس المكيال.

و بنفس الوقت يجب أن يعلم الإنسان السوري بأنّ العالم لم يعد يأبه بوضعه كثيراً ، لكن يبقى التساؤل المهم : هل روسيا خضعت لضغوط كبيرة من المجتمع الدولي لتمرير القرار أم كانت للولايات المتحدة كلمة الفصل والحسم، بعد الانتقادات الكثيرة لها من قبل أطراف عدة ومن ضمنها المعارضة ؟
أم أن روسيا مرّرت القرار بوعود أمريكية وأوربية لها للحصول على تنازلات بملفات أخرى من قبل واشنطن، وماهو حجم تلك التنازلات ؟

يبدو أنّ محنة السوريين ستستمرّ وبوتيرةٍ متصاعدة في ظلّ سياسة اللعب على عامل الوقت، وابتزار الشعب السوري الذي أصبح مسرحاً لبازارات الدول وأجنداتها.

المقالة منشورة في جريدة يكيتي العدد 288

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى