أخبار - دولية

لماذا مُعارضة كُردستان المُستقلة ؟ جريدة وول ستريت جوورنال الأمريكية

جريدة وول ستريت جوورنال الأمريكية ، الثلاثاء 5 آب 2014
ترجمة : تمر حسين ابراهيم
تستمر إدارة اوباما بالإصرار على وحدة العراق بينما بالعودة إلى الواقع الحقيقي فإن المُتطرفين السنة من الدولة الإسلامية العراق و الشام يتقدمون بثبات ، استولت يوم الأحد على ثلاث بلدات في شمال غرب العراق من الكُرد و هددت بغزو سد الموصل و هو مصدر رئيسي للكهرباء و الماء لقسم كبير من البلاد .
تحولت الثورة ضد بشار الأسد بعد ثلاث أعوام إلى أزمة إقليمية ذات صراع طائفي في جوهرها ،تفاقمت البُنية السياسية العراقية بسبب تلك الأزمة .
رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي هو شخص شيعي ُشوفيني يملك علاقات وثيقة مع طهران .خلال ست سنوات من حكمه هدم روابط الثقة الهشة بين الشيعة و السنة و التي تطورت خلال المُحاولة السنية في عام 2006 و 2007 لطرد القاعدة من محافظة الأنبار . بعد أن هاجمت الدولة الإسلامية في العراق و الشام الجيش العراقي في شهر حزيران من هذا العام ،أفسح المالكي المجال للميليشيات الشيعية المُرتبطة على نحو مباشر مع ايران لتعزيز استقرار الجبهة الأمامية الشمالية لبغداد .
بداية في عام 2011 هاجم السيد المالكي نائب الرئيس العراقي السني طارق الهاشمي و زير المالية رافع العيساوي بتهم إرهاب لا تستند إلى دليل مما جعل السيد الهاشمي يلجىء إلى المنفى و السيد العيساوي إلى الإختباء .
لقد حان الوقت لإدارة اوباما أن تسأل نفسها بعض الأسئلة الصعبة ، السؤال الأول عاجل و مُلح فعلى الرغم من أن السيد المالكي قد أمر القوة الجوية العراقية بمساعدة الكُرد في معركتهم ضد الدولة الإسلامية في العراق و الشام فإنه يبقى يُعارض بعناد المُساعدة العسكرية للولايات المتحدة الأمريكية للحكومة الكُردية .
إن كانت الأسلحة الأمريكية يمكنها أن تُساعد الكُرد لطرد الدولة الإسلامية في العراق و الشام فهل من المعقول بأن تترك هذه الشُحنات رهينة لمخاوف السيد المالكي من الإستقلال الكُردي ؟
عموما، لماذا يتعين على الولايات المتحدة أن تستمر بمُعارضة الإستقلال الكُردي مثل منع جهودهم ببيع النفط في الأسواق العالمية ؟
حتى لو اسُتبدل المالكي بسياسي شيعي آخر فإن الحكومة العراقية التي يقودها الشيعة ستكون دائما مَديُونة لايران لأجل المُساعدة المُستمرة التي تحتاجها .
يُصعب فهم مُبرر الضغط على الكُرد لإبقاء ولائهم لهكذا حكومة ، من الواضح بأنه ينقصنا أصدقاء في الشرق الأوسط و إن كُردستان المُستقلة و التي هي الآن جزأ من العراق ستكون حليفا طبيعيا .
أخيرا ألم يحن الوقت لإعادة التفكير بشأن آرائنا الأساسية في الشرق الأوسط ؟ إن ديمقراطية متعددة الأعراق ستكون مثالا نبيلا لكنها لا تبدو ممكنة في الظروف الراهنة .
بالنسبة لبقايا الإمبراطورية العثمانية فإن الإختيار الحقيقي يقع بين دول كبيرة مُتعددة الأعراق أو دول كبيرة تطورت إلى كيانات سياسية صغيرة يحكم كل واحدة منها مجموعة واحدة . يبدو بأنه سينتج عن الأولى إما الديكتاتورية أو الفوضى ، تُقدم الثانية على الأقل إمكانية لحكم ذاتي غير مُستبد .
لا يوجد ما هو مُقدس بشأن نظام الدولة بعد الإمبراطورية العثمانية في الشرق الأوسط و لا يوجد سبب جيد لماذا ينبغي على الولايات المتحدة الإستمرار في إتباع مبدأها .
وليام ا . جالستون
http://online.wsj.com/articles/william-a-galston-why-oppose-an-independent-kurdistan-1407283819

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى