مؤتمرات الفشل خنجر بظهر الشعب
رافع علي
كما ذكرنا سابقاً بانّ المؤتمرات لم تنتهِ, وأنّ المؤتمرات ستستمرّ, ولكنّ السؤال المحيّر إلى أين تقودنا تلك المؤتمرات؟ وماهي نتائجها؟ وكيف يتقبلّها الشعب السوري ؟
دعونا قليلاً نسلّط الأضواء معا على المؤتمرات التي عُقِدت هنا وهناك, وغالبيتها لم تفلح, ولم تنجح الى حد ما, بالكفّ عن سفك دماء السوريين الأبرياء , وبالمقابل نعلم جميعاً بانّ النظام الدموي الأسدي هو من أوجد كلّ العصابات التي هي متستّرة تحت عباءة الدين وهو الذي أهلك الشعب لهدفٍ واحدٍ ليس إلّا الزعامة والكرسي ويعلم كلّ العالم بان نظام الاسد لم يُنتخَب بل جاء عن طريق الوصاية الحزبية من قبل البعث الشوفيني وجاء عن طريق الوراثة .
لقد عُقِدت الكثيرُ الكثيرُ من المؤتمرات حول سوريا سواءً في دول الجوار أو خارجها ولم تثمر تلك اللقاءات عن شيئ يُذكَر بل جميعها كانت حبراً على الورق والمجتمع الدولي تخاذل بشكلٍ كبيرٍ لايجاد حلولٍ مثالية لتجنيب سوريا من الكارثة التي آلت إليها
أين تكمن أسباب فشل تلك المؤتمرات؟؟؟ هناك أسباب ظاهرية وأسباب لايعلمها إلّا صُنّاع الحروب وأمّا السبب العلني هو تعنّت النظام الشوفيني وتمسّكه بالحلّ العسكري , والجانب المعارض خسر الكثير من ثقة الشعب لأن الوجهة الأساسية لمسيرتها هي الوجهة الإسلامية فهذا التوجّه غيرُ مرغوبٍ به من قبل الغرب , فالغرب أصبح يبحث بين الأنقاض ,ما تبقّى من المعارضة ,عن الإسلام المعتدل وتحدّث بذلك قادتهم مراراً وتكراراً, إذاً نحن أمام معضلة وأمام معادلة قد يتمّ الحسم فيها للنظام المجرم , فخلط الأوراق من قبل المعارضه أدّى إلى الركود وإلى فقدان الثقة فتارةً اللعب بالورقة الكوردية وتارةً أخرى ترك الجانب الكوردي ليلاقي مصيره على يد الكتائب الإسلامية , فمؤتمر جنيف والوفود القادمة من قبل المعارضة غالبيتها جبهات إسلامية ولنقل معتدلة ولكن غالبيتها بايعت الظواهري فكيف لعشر فصائل مسلحة أن تتفق على أقلّ نقطةٍ.
إنني على ثقة بأن مأساة السوريين ليست محض اهتمامٍ من قبل النظام المجرم وليست مكان اهتمام من قبل المعارضة ,لا بل كلّ القوى العسكرية العاملة على الارض السورية ,هي تعمل من أجل أجنداتها وبعض الفصائل هي على ارتباطٍ مباشرٍ بالدول الإقليمية مثل لواء السلطان مراد والكثير من هذة الشاكلة, فلواء السلطان مراد لم يخض حتى الآن أيّة معركةٍ ضدّ نظام الأسد بل الهدف الأساسي لهذة الجبهة ما هو إلّا منع تقدّم الأكراد , فهل يعقل بأن يكون هذا الكمّ من الفصائل المسلحة في سوريا لاجل هدف واحد ألا وهو إسقاط النظام ؟؟؟ فما العيب بأن تتوحّد في صفٍّ واحدٍ ففي رأيي لن يكون هناك أيّ توحيد لأن المعارضة المسلحة تمارس ذات النهج الذي تربّى وترعرع عليه غالبية المنشقّين العسكريين وهم درسوا في عين المدرسة, مدرسة الإرهاب البعثي.
ونحن كشعبٍ كوردي لن نطال حقوقنا لطالما مدرسة البعث فاعلة وتعشعش في أدمغة المعارضة الفاشلة , فقد نجح النظام والمعارضة كلاهما إلى حدٍ ما في زرع الحقد بين أبناء الشعب الكوردي .
و خلاصة القول :إن بعض الأنظمة المحسوبة على الكرد في ’’ كردستان سوريا ’’ هي من أفسد المجتمع الكردي تنفيذاً لأجندات الدول الإقليمية المصابة بفوبيا الكردية و ما يحصل الآن في شنكال هو البداية لوضع النقاط على الحروف.
جميع المقالات المنشورة تعبر عــن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عــن رأي يكيتي ميديا