مؤتمر ميونيخ… اتفاق روسي أمريكي على “وقف المعارك” واستئناف المفاوضات في “أقرب وقت”
يكيتي ميديا
توصلت واشنطن وموسكو، إثر الاجتماع الدولي بميونيخ حول الأزمة السورية، إلى اتفاق يقضي بـ”وقف المعارك” في غضون أسبوع بهذا البلد، واستئناف المفاوضات “في أقرب وقت ممكن”، وتسريع مد المناطق المتضررة بالمساعدات الإنسانية وتوسيع توزيعها.
اتفقت روسيا والولايات المتحدة ليل الخميس إلى الجمعة على “وقف المعارك” في سوريا في غضون أسبوع بهدف إحياء مفاوضات السلام ووقف نزوح المدنيين.
وإثر مفاوضات مكثفة استمرت خمس ساعات في ميونيخ قرر البلدان وأبرز حلفائهما على السماح بوصول أكبر “وفوري” للمساعدات الإنسانية للمدنيين.
وأعلن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إثر اجتماع المجموعة الدولية لدعم سوريا، التي تضم 17 دولة، “”اتفقنا على وقف للمعارك في كامل البلاد في غضون أسبوع”.
واعتبر نظيره الروسي سيرغي لافروف أنه على الحكومة السورية والمعارضة “اتخاذ الإجرءات الضرورية”، مضيفا “علينا على الأرجح أن نستخدم نفوذنا على الأطراف”.
وأوضح لافروف أن روسيا والولايات المتحدة ستشرفان على “ترتيبات” تطبيق وقف المعارك، مشيرا إلى أن هذه الهدنة “ستشكل خطوة أولى” باتجاه وقف أطلاق نار أكثر استدامة.
ويطالب الغربيون بالخصوص بوقف حملة الغارات الجوية الروسية التي تواكب منذ عشرة أيام هجوما واسع النطاق للقوات الحكومية على مواقع المسلحين في محافظة حلب شمال سوريا.
وأوضح الوزيران أن وقف المعارك يشمل أطراف النزاع كافة باستثناء مجموعتي “داعش والنصرة الإرهابيتين”.
المساعدات الإنسانية
وأضاف كيري “كما اتفقنا على تسريع الإمداد بالمساعدة الإنسانية وتوسيعها بداية من الآن “لتشمل سلسلة من المدن المحاصرة منها دير الزور (شرق) حيث يحاصر مسلحون جهاديون القوات الحكومية.
وتابع أنه علاوة على دير الزور ستعطى الأولوية لإيصال المساعدة الإنسانية “إلى الفوعة وكفريا والمناطق المحاصرة في ريف دمشق وهي مضايا والمعضمية وكفر باتنة”.
وقال كيري إن “وصول المساعدات الإنسانية إلى هذه المناطق حيث الحاجة إليها أشد إلحاحا، يجب أن يشكل خطوة أولى في اتجاه وصول المساعدة بلا عراقيل إلى كافة أنحاء البلاد”.
وسيجتمع فريق عمل برئاسة الأمم المتحدة بداية من الجمعة في جنيف لتطبيق الشق الإنساني وسيقدم “تقارير أسبوعية”.
المفاوضات بين طرفي النزاع
من جهة أخرى، أكد كيري أن المفاوضات بين النظام السوري والمعارضة، التي علقت بداية شباط/فبراير وسط هجوم كاسح للقوات الحكومية بغطاء جوي روسي “ستستأنف في أقرب وقت ممكن”.
ومن جانبه، أكد لافروف أن هذه المفاوضات يجب أن تجرى “دون إنذارات ولا شروط مسبقة”.
وترفض روسيا بالخصوص جعل رحيل الرئيس بشار الأسد شرطا مسبقا للمفاوضات في حين يواصل الغربيون التأكيد على أنه بوجود الأسد لن يكون هناك حل دائم في سوريا.
وتطالب المعارضة السورية بإجراءات إنسانية ملموسة ووقف الغارات قبل استئناف المفاوضات التي أجلت الى 25 شباط/فبراير.
اتهامات متبادلة
وجاء اتفاق ميونيخ بصعوبة بالغة وعلى خلفية اتهامات متبادلة وتحذير من حرب عالمية.
ونبه رئيس الوزراء الروسي ديمتري مدفيديف في مقابلة تنشرها صحيفة ألمانية الجمعة أنه “ينبغي إرغام جميع الأطراف على الجلوس إلى طاولة المفاوضات بدل التسبب باندلاع حرب عالمية جديدة”.
واعتبر وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند في بيان أن اتفاق ميونيخ لا يمكن تطبيقه بنجاح إلا إذا حدث “تغيير في سلوك” سوريا وروسيا.
وتشن القوات الحكومية السورية منذ الأول من شباط/فبراير هجوما واسعا مدعوما بقوة من الطيران الروسي على الفصائل المعارضة المسلحة في حلب.
وبحسب كيري فقد أدت المعارك إلى نزوح نحو 60 ألف شخص أغلبهم باتجاه الحدود التركية، في حين يبقى 350 ألف مدني عالقين إلى جانب المسلحين المعارضين.
أ ف ب