آراء

ماذا يحدث عندما تلوّح القماش الأحمر أمام الثور الهائج

عدنان بوزان

بعد أن باءَت كافة محاولات تهجير الشعب المغلوب على أمره بالفشل ،وذلك من خلال فرض الضرائب و الأتاوات ،و خلق أزمة للمواد الرئيسية كالمحروقات وغيرها ،وقطع أوصال المدينة نتيجة حفر الأنفاق ووضع السواتر الإسمنتية إلى جانب وضع الفيول في الشوارع الرئيسية والفرعية ،وكذلك تفخيخ الأراضي الزراعية والطرقات في ريف المدينة بذرائع واهية رغم كلّ الأفعال والممارسات التي سبقت.

أدرك الشعب في كوباني أنها مفتعلة وولدت لديهم القناعة التامة بأنّّ كوباني ستكون بخير وبعيدآ عن البازارات السياسية والعسكرية وخاصةً بعد طرح عدة مبادرات دولية و كُردية لتوحيد الخطاب الكُردي في كُردستان سوريا والانفتاح الدولي على القضية الكُردية خلق نوعاً من الاطمئنان الشعبي،  لكنّ الممارسات التي نراها مؤخّراً في مدننا كوباني قامشلو وغيرها من قبل “الثورجية” تعمّدآ بالتطبيل والتزمير ورفع الشعارات التي لن تجلب لأهلنا سوى التشرّد والهجرة مجدّدآً والذي نحن بغنى عنها في هذه الظروف الحسّاسة كوننا لم نستطع تحمّل عواقبها ،عفرين تل أبيض “girê spî و رأس العين serê kaniye خير مثالٍ على ذلك .

اذا كانت تلك الممارسات تعبّر عن القناعة وفن ممارسة السياسة ،تأكّدَ أنّ هذه القناعة جلبت الغزاة لمدننا وشرّدت أهلنا وغيّرت ديمغرافية المنطقة الكُردية فإذا كان ذلك عن غباءٍ فالمصيبة أكبر و أشدّ. لذا انتم لا تصلحون للقيادة والإدارة وستدمّرون ما تبقّى من البلاد والعباد وتدعون الشعب في مصيدةّ سهلةٍ للمفترس كمثالٍ “تلويح القماش الأحمر أمام الثور الهائج “

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى