آراء

ماذا يعني تفعيل المجلس الوطني الكردي…؟؟؟

اسماعيل حمه
المجلس الوطني الكردي, بكل احزابه ومكوناته, يواجه اليوم مازقا خطيرا جدا على الصعيدين السياسي والجماهيري وتحديا يطال وجوده في ظل سيطرة تف دم أو الـ ب.ي.د الشبه كاملة على المشهد الكردي في غرب كردستان ومحاولته المستمرة لانهاء دور للمجلس الوطني الكردي وتغييبه عبر سياسة القمع والترهيب, ومن الواضح جدا اذا بقي المجلس الوطني الكردي على هذا الاداء ومستسلما لضعفه وقلة الحيله لديه سنجده قريبا مع جمهوره العريض في المهاجر والمنافي.
ليس مستحيلا اعادة بعض الروح للمجلس, اذا ما كان قد تبقى شيء من العزم والارادة لديه ولدى مكوناته, واعادة بعض من ثقة جمهوره به, ولكن يحتاج ذلك الى فعل جدي وارادة صادقة وقليل من التنازل عن النزعة الحزبوية الضيقة والشخصية وترك التناقضات الداخلية التي كانت ولازالت لها التاثير الأكبر في تعطيل عمل المجلس.
وينبغي ان نؤكد في هذا الصدد, بان ما يقال عن تفعيل المجلس لا ياتي عن طريق الاستعراض الكلامي الذي لا يقدم ولا يؤخر, بل يحتاج الامر الى فعل واعادة نظر سريعة في عمل معظم اللجان والمجالس وتركيبتها واحياء المعطل منها على الاقل كخطوة ضرورية لانعاش جسد المجلس قبل الحديث عن المسائل الاخرى التي ينبغي على المجلس التصدي لها بنجاح واقتدار, وخاصة وبشكل رئيسي اللجان والمجالس التالية: 1- لجنة العلاقات الخارجية او الدبلوماسية 2- اللجان المحلية في الخارج 3- لجنة الاعلام 4- اللجان المحلية في المناطق.
1- لجنة العلاقات الخارجية والوطنية وتركيبتها: المجلس الوطني الكردي لم يكن موفقا مطقا في خلال الفترة الماضية في اختيار لجنة علاقات خارجية تمتلك الكفاءة والمؤهلات للتواصل مع العالم الخارجي بشكل دائم وقادرة على بناء شبكة علاقات دولية واقليمية توفر الدعم الممكن للمجلس الوطني الكردي ولمشروعه السياسي, بل اقتصرت نشاطات هذه اللجنة على انتظار تلقي الدعوات من هنا او هناك دون ان تمتلك اية مبادرات ذاتية أوالحد الادنى من اسلوب العمل المنسق والتحرك المبرمج ومراسلة الجهات الدولية والاقليمية بهدف فتح الابواب والترويج للمجلس ومشروعه السياسي.
ولعله كانت لظاهرة احتكار سكرتارية الاحزاب لهذه اللجنة اكبر الأثر في اخفاقها وضعف انتاجيتها, إن لم نقل انعدام انتاجيتها, وذلك لسببين على الاقل, الاول انشغال اعضاء اللجنة, والمقصود هنا العضو السكرتير, باعباء ادارة احزابها ومشكلاتها وعدم تفرغها لأعباء مهام هذه اللجنة التي تستدعي تفرغا كاملا وتحركا دائما ومستمرا, ثانيا كان ينبغي ان تتوفر في المرشح لهذه اللجنة مؤهلات وكفاءات معينة وفي مقدمتها اتقان المرشح على الاقل لاحدى اللغات الاجنية العالمية, فتصورو كيف يمكن لعضو لجنة العلاقات الخارجية ان يتواصل مع العالم الخارجي الاجنبي وهو لا يمتلك اداة التواصل اي اللغة, ولا يستطيع تدوين رسالة بلغة غير العربية لجهة اجنبية, ولا يستطيع ان يتواصل مع وسيلة اعلام اجنبية لتعريف الراي العام في هذه البلدان بقضيته.
وفي هذا السياق يجب الاشارة الى انه كان بامكان المجلس الوطني الكردي ان يقوم بفعل دبلوماسي منتج وكان لديه الكثير من هذه الكفاءات وخاصة في الخارج ولكنه اهملها ولم يستفد منها.
وبناء على ذلك فان تفعيل المجلس الوطني الكردي يتطلب اعادة النظر في الاسلوب والطريقة التي يتم بها اختيار لجنة العلاقات الخارجية (لجنة العلاقات الدبلوماسية) والفصل بينها وبين لجنة العلاقات الوطنية, لان كل لجنة من هاتين اللجنتين تحتاج لمرشحين يتمتعون بمواصفات وكفاءات خاصة, وعدم تكرار تجربة المرحلة الماضية في اختيار المرشحين لهذه اللجنة, حيث كانت تتم وفقا للحسابات الحزبية الضيقة والنزعات الخاصة دون الاخذ بالاعتبار كفاءة المرشح لعضوية هذه اللجنة والامكانات التي يملكها.
2- اعادة احياء المجالس المحلية في الخارج: شكل المجلس الوطني الكردي في السنة الاولى تاسيسه مجالس فرعية تابعة له في الكثير من البلدان العربية والاجنبية ولكنها سرعان ما اختفت بسبب اهمالها من جانب المجلس وامانته العامة وغياب التواصل معها, فهذه المجالس كانت ستقدم الكثير من اشكال الدعم للمجلس في البلدان التي كانت تتواجد فيها عبر تنظيم علاقته مع الجالية الكردية فيها وتقديم ما هو ممكن من خدمات لدعم للمجلس وخاصة للجنة العلاقات الخارجية من خلال تسهيل فتح الابواب امامها, لذلك يبقى من الضروري جدا احياء هذه المجالس في الخارج وتنظيم التواصل معها والاستفادة من امكاناتها وامكانات الجاليات الكردية هناك.
3- امتلاك لجنة اعلامية فعالة: كانت دائما ثمة شيء اسمه لجنة للاعلام في وثائق المجلس الوطني الكردي, ولكن في الواقع العملي لم يكن هناك اي وجود لمثل هذه اللجنة ولم يكن لدى المجلس اي منبر اعلامي لا من قريب ولا من بعيد, ومن المعيب جدا ان لا يكون للمجلس حتى موقع الكتروني خاص متواضع او حساب على الفيسبوك والتويتر هذا قبل الحديث عن جريدة ناطقة باسم المجلس أو عن قناة تلفزيونية اوبث اذاعي لتكون اداة ترويج لسياسات المجلس لدى الراي العام الداخلي او الدولي.
لذلك من المهم جدا في سياق الحديث عن تفعيل المجلس ان تكون هناك لجنة اعلامية نشطة تتألف من كفاءات اعلامية تبدا بتأسيس موقع الكتروني واصدار جريدة والسعي من اجل الحصول على فترات للبث التلفزيوني والاذاعي. وينبغي ان تضم لجنة الاعلام ايضا كفاءات تجيد اللغات الأجنبية لتعمل على ترجمة اصدارات المجلس وبياناته الى اللغات الاجنبية ليتسنى للراي العام الخارجي الاطلاع عليها.
4- اعادة تنشيط عمل المجالس المحلية في كافة المناطق: من خلال تنظيم التواصل الدوري معها والوقوف على المشكلات التي تعترض عملها وحثها على وضع الخطط والبرامج الدورية للتواصل مع الجماهير والتواجد بينها والاقتراب من معاناتها, وانشاء مجالس جديدة في المناطق التي لا توجد فيها, وذلك لتجاوز حالة الاتكالية والرتابة والروتين التي طغت على عمل هذه المجالس وادت الى انكماش وتقلص دورها بين الجماهير وذلك بسبب الاهمال التي عانت منه في الفترات الماضية من جانب الامانة العامة ولجان المجلس وانعدام سبل التواصل والتنسيق المنظم معها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى