ماكرون: أوروبا لن تتحالف مع إيران ضد أميركا
يُفعّل الاتحاد الأوروبي اليوم قانوناً يمنع شركات القارة من التزام العقوبات الأميركية المفروضة على إيران، بعد انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي المُبرم بين طهران والدول الست. لكن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أعلن ان بلاده لا تعتزم خوض حرب تجارية مع الولايات المتحدة بسبب طهران، ولا التحالف مع الأخيرة على حساب الأميركيين.
في المقابل، أعلنت كازاخستان أن الاتحاد الاقتصادي الأوراسي الذي تقوده موسكو ويضمّ جمهوريات سوفياتية سابقة، وقّع اتفاقاً أولياً لإقامة منطقة للتبادل الحرّ مع ايران، تمهيداً لإبرام «اتفاق شامل خلال 3 سنوات».
في صوفيا، قال رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر: «لدينا التزام بحماية الشركات الأوروبية. علينا التحرك. هذا السبب هو الذي يجعلنا نطلق قانون التعطيل (بلوكينغ ستاتوس) لعام 1996 الذي يتيح التصدي لتداعيات العقوبات الأميركية خارج أراضي الولايات المتحدة». وأضاف في مؤتمر صحافي في ختام قمة لقادة الاتحاد عُقدت في صوفيا: «يجب أن نفعل ذلك. قرّرنا أيضاً السماح لبنك الاستثمار الأوروبي بتسهيل استثمارات الشركات الأوروبية في إيران. المفوضية ستواصل تعاونها معها».
أتى إعلان يونكر بعد موافقة دول الاتحاد على «مقاربة موحدة» للحفاظ على الاتفاق النووي الإيراني، ومواصلة دعمه «طالما استمرت إيران في احترامه». واستدرك مصدر أوروبي أن القادة الأوروبيين أكدوا أنهم «سيردّون على المخاوف الأميركية المتعلّقة بالدور الإقليمي لإيران وبرنامجها للصواريخ الباليستية».
وجدّدت المستشارة الألمانية أنغيلا مركل إقرارها بأن دول الاتحاد الأوروبي تعتبر أن الاتفاق النووي «ليس مثالياً»، وتابعت: «علينا البقاء فيه ومواصلة المفاوضات مع إيران حول ملفات أخرى، مثل الصواريخ الباليستية». ولفتت إلى صعوبة تقديم تعويضات واسعة لكل الشركات الأوروبية التي طاولتها العقوبات الأميركية، قائلة: «علينا ألا نثير أوهاماً».
أما ماكرون فشدد على أن دول الاتحاد «ستعمل للبقاء في إطار الاتفاق (النووي) أياً تكن القرارات الأميركية»، وستبدي «التزاماً سياسياً وتعمل لتتمكّن شركاتنا من البقاء» في ايران. ولفت إلى أن «الشركات الكبرى التي لديها مصالح في دول كثيرة، تتخذ قراراتها وفقاً لمصالحها»، معتبراً أن على الاتحاد مساندة الشركات الأصغر التي تريد مواصلة العمل مع إيران.
وأضاف ماكرون: «لن نفرض على الشركات الفرنسية البقاء في إيران. الرئيس الفرنسي ليس رئيس مجلس إدارة توتال». ونبّه إلى أن «العواقب غير المباشرة للقرار الأميركي ستعزّز موقعَي روسيا والصين في المنطقة، بالتالي شركات البلدين»، لافتاً إلى أن باريس لا تبحث عن «مصالح تجارية». وزاد: «لن نختار معسكراً على آخر. المسألة جيوسياسية. لن نصبح حلفاء لإيران ضد الولايات المتحدة، كما لن نفرض عقوبات مضادة على شركات أميركية. أولويتي القيام بكل ما يمكن لانفتاح المجتمع الإيراني».
وشدد على ضرورة «تشجيع جميع الأطراف على مواصلة المحادثات حول اتفاق اكثر شمولية»، وتابع: «يجب استكمال اتفاق 2015 بآخر حول الملف النووي لما بعد 2025، واتفاق حول النشاطات الباليستية والحضور الإقليمي» لطهران.
لكن وكالة «فرانس برس» نقلت عن مستشارين لماكرون قولهم إن الرئاسة الفرنسية دعت خلال قمة صوفيا إلى «يقظة أوروبية»، معتبرة أن «الأحداث تفرض على أوروبا ان تحدد ما تريد» في «ملفات سيادة اقتصادية وديبلوماسية». وتابعت: «إنها اختبارات لسيادتها، ولو كانت إزاء صديق مثل الولايات المتحدة». ونبّهت إلى «اختبار أيضاً لمدى قدرة الأوروبيين على البقاء موحدين أمام التحديات الخارجية».
إلى ذلك، أمر المصرف المركزي العراقي بمنع «مصرف البلاد الإسلامي» ورئيس مجلس إدارته آراس حبيب محمد كريم، من دخول نافذة بيع العملة الأجنبية وشرائها والتحفظ على أمواله، بعد إدراجه على لائحة العقوبات الأميركية الجديدة، اثر اتهامه بتمويل «حزب الله» اللبناني عبر «الحرس الثوري» الإيراني.
AB/AFP/ Reuters
alhayat