إعلان سوريا الاتحاديّة.. تدعو المجتمع الدولي للتدخل لوقف الانتهاكات في سري كانيه “رأس العين”
* بيان لإعلان سوريا الاتحادية*
استنكاراً لممارسات بعض فصائل الجيش الوطني في رأس العين
بعد أن زجت “قسد”، ومن خلفها حزب العمال الكردستاني وفروعه، الإقليمَ الشمالي الشرقي لسوريا في صراع تركي ـ تركي، السوريون، عرباً وكرداً به، ليسوا معنيين به، أدى إلى اجتياح الجيش التركي للمنطقة فيما سميت بعملية “نبع السلام” المدعومة من فصائل عسكرية سورية معارضة أُطلق عليها اسم “الجيش الوطني”. وبعد رفض سلطة الأمر الواقع في المنطقة لجميع مساعي التفاهم مع القوى الوطنية السورية، وإصرارها على الاحتفاظ بعلاقتها الوثيقة مع نظام الأسد، تلك العلاقة التي ظهرت إلى العلن ولم تعد سراً يخفى على أحد. وجد المواطنون السوريون في تلك المنطقة أنفسهم في حال من الفوضى تسببت بها العشوائية التي كشف عنها سلوك بعض فصائل “الجيش الوطني” التي لم تتوقف قطعات منها عن ارتكاب ممارسات لا تحتمل وانتهاكات بحق المواطنين الكرد والعرب هناك، سيما أهالي منطقة رأس العين وريفها.
ولإدراك إعلان سوريا الاتحادية لخطورة الأوضاع في المنطقة، ولحرص أعضائه الذين ينتمون إلى مختلف المكونات والأقاليم السورية على حقوق المواطنين في تلك المنطقة، فإن الإعلان لم يتوقف عن رصد تلك الانتهاكات وإيصالها إلى اللجنة المعنية برصد ومتابعة الانتهاكات برئاسة نائب وزير الدفاع العقيد حسن الحمادة عضو الهيئة العامة لإعلان سوريا الاتحادية، والذي بذل جهوداً جبارة في محاولة وقف تلك الانتهاكات، التي وصلت إلى درجة اعتبار أملاك مواطني رأس العين غنائم حرب، واستحلال حرماتهم وعدم التورع عن ارتكاب ما لا يقبله ضمير. لكن ذلك كله لم يجد نفعاً، وبقيت الممارسات عصية على الإيقاف. بفعل فوضوية بعض تلك الفصائل والروح الانتقامية التي تعبر عنها، ليدفع سكان المنطقة الثمن مرتين، مرة لـ “قسد” التي اضطهدتهم ومرة ثانية لمن جاء لطرد “قسد” والذي يعاملهم اليوم وكأنهم يتبعون لها، منفذاً سلسلة من التغييرات الديموغرافية الهادفة بوضوح إلى إجبار سكان تلك المنطقة على النزوح عن أراضيهم، مذكراً بممارسات مشابهة حدثت وتحدث في عفرين.
يطالب إعلان سوريا الاتحادية كافة الجهات الدولية والقوى المعنية بالشأن السوري بالتدخل الفوري لوقف تلك التجاوزات التي بلغت حد مصادرة البيوت والمحلات ونهب الممتلكات واعتقال المدنيين والمطالبة بدفع فدية لإطلاق سراحهم. وتحويل الحياة في رأس العين إلى ما يشبه المجاعة بسبب تعطيل الإنتاج في منشآتها الحيوية، ما جعل المدينة تعيش كارثة حقيقية.
إن إطلاق يد تلك الفصائل دون رقيب أو حسيب، يعد مشاركة في الجرائم التي ترتكبها. ويطالب إعلان سوريا الاتحادية الحكومة التركية بالالتزام بمسؤولياتها بما يتعلق بفصائل الجيش الوطني والانتهاكات التي تحصل بحق المدنيين.
كما يحذّر الإعلان من نشوء بؤر توتر جديدة في المنطقة تسمح بنمو بذور للعنصرية والكراهية والإرهاب بين السوريين، وهو ما يتناقض مع مبادئ الإعلان ومع كل ما تطرحه المعارضة السورية والحركة الوطنية السورية سواء العربية منها أوالكردية أو السريانية من منطلقات وقيم. لأن صيانة الوحدة الوطنية السورية واحترام الحقوق الأولية للإنسان السوري مهما كانت قوميته أو مذهبه جوهراً أساسياً لا يجوز ازدراؤه. وهو ما يتم تدميره اليوم في رأس العين وريفها باسم تحريرها.
ويرى إعلان سوريا الاتحادية الذي يؤمن بسوريا واحدة اتحادية قائمة على العدالة والمساواة والمواطنة، أن الوقف الفوري لما يجري في رأس العين وإعادة الحقوق إلى إصحابها وإطلاق سراح المعتقلين ومحاسبة المخالفين والسماح للمنظمات الدولية للدخول إلى المنطقة ومساعدة سكانها على حكم مناطقهم بأنفسهم، من شأنه أن يساهم في إعادة السلام، ورأب ما تسببت به الفترة الماضية من صدع في ما بين الأهالي الذين لطالما عاشوا سويةً دون تمييز ما بين كردي وعربي أو سرياني أو ما بين مسلم ومسيحي. وهو أمر لا يجوز السكوت عليه بعد الآن.
إعلان سوريا الاتحادية
9نوفمبر تشرين الثاني2019