مثالية لدول العالم الثالث: حقنة بدولار واحد تمنع الحمل!
تدفع الظروف المادية الصعبة ملايين النساء في الهند إلى قطع قناتي المبيض كبديل لوسائل منع الحمل، فتفقد الكثيرات منهن حياتهن بسبب مضاعفات العملية. فهل تكون حقنة يونيجيكت سيستم هي الحل؟
ماجد الخطيب
تم في واشنطن استعراض أول حقنة من نوعها لمنع الحمل، مخصصة لنساء البلدان الفقيرة المبتلية بالأمراض النسائية وتفاقم مشكلة النسل. لا يزيد سعر الحقنة الواحدة عن دولار واحد، وتكون بالتالي مناسبة جدًا للبيع في المدن الفقيرة، وزهيدة جدًا بالنسبة إلى المنظمات الإنسانية التي تعنى بهذا الأمر.
نظام جديد
معروف أن حقنة منع الحمل التي تمنعه لثلاثة أشهر مرغوبة في بلدان العالم الثالث، إلا أنها لا تتوفر لكل النساء بسبب سعرها. وهكذا عملت شركة فيزر على تطوير هذا العقار بما يعمل على خفض سعره إلى دولار واحد على حساب طول فترة تأثيره.
هذا يعني أن الشركة عملت على تقليل جرعة العقار، ومن ثم تقليل أعراضها الجانبية، كما زودتها بتقنية حقن جديدة تسمى Uniject system. وتبدو الحقنة مثل فقاعة بلاستيكية صغيرة تنتهي بإبرة صغيرة، وهي لذلك سهلة الاستعمال وخفيفة الوزن. وإذا كانت تقنيات زرق حقنة منع الحمل لثلاثة أشهر تتطلب مهارة طبية وخبرة، فان “يونيجكت سيستيم” لا تحتاج إلى ذلك. يمكن للمرأة نفسها أن تغرز الأبرة في لحمها، وستلاحظ أن العقار سينزل بنفسه بفعل الضغط المسلط على الفقاعة البلاستيكية.
دولار ونصف
يفترض أن تكلف الحقنة بأكملها مع العقار نحو 1,5 دولار عند الإنتاج. ولهذا، ستتحمل فيزر وميكروسوفت الفرق في السعر. وربما تتحمل فيزر ما هو أكثر، لأنها قد تبيع الحقنة مقابل 75 سنتاً للمنظمات الصحية الخيرية، بحسب تصريح رئيس الشركة جون يونغ.
والحقنة من إنتاج شركة فيزر المختصة بالعقاقير، بمشاركة معهد ميكروسوفت الذي أسسه بيل غيتس، وبنك الاستثمار من أجل الأطفال. وطرحت الشركة على المنظمات الإنسانية الدولية شراء الحقنة مقابل دولار واحد ومن ثم توزيعها مجانًا على نساء المناطق الفقيرة، أو بيعها بسعر زهيد يمكن للنساء تحمله.
13 اسبوعًا
جاء في المؤتمر الصحفي أن الحقنة تمنع نزول البيضة من المبيض لفترة 13 اسبوعًا على الأقل. وسيجري توزيع الحقنة على 69 دولة بعد أن تمت تجربة الحقنة بنجاح على نساء أحد بلدان أفريقيا. وتحمل الحقنة اسم “سايانا برس” ويفترض أن تعين العوائل الفقيرة في تحديد النسل وتجنب حالات الحمل غير المرغوب بها.
وكان معهد ميكروسوفت الخيري ساهم قبل بضعة أشهر في إنتاج رقاقة الكترونية صغيرة، تزرع تحت الجلد، وتمنع حصول الحمل على مدى 16 سنة. ولا يحتاج زرع الشريحة إلى أكثر من عملية صغيرة، تستغرق نصف ساعة باستخدام تخدير موضعي.
وإذا كانت الشريحة المذكورة لا تمنح المرأة خيارًا كبيرًا للتراجع عن قرار وقف الحمل، فإن الحقنة الجديدة تعد بذلك. وكانت المنظمات العالمية طالبت بتحديد سعر الشريحة بما يخدم توزيعها مجانًا على النساء في بلدان العالم الثالث الفقيرة، إلا أن معهد ماساشوتيتس للتقنية في كامبرج، الذي طور الشريحة، لم يعلن عن سعرها بعد. وما زال العالم بانتظار أن تُجاز الشريحة من قبل السلطات الصحية في الولايات المتحدة.
حمل صحي
ذكر كريس الياس، من معهد غيتس الخيري للتنمية، أن الحقنة ستعين النساء في برمجة الحمل وتوقيته، مضيفًا: “إذا نجحت النساء في تقرير زمن الحصول على طفل، فانهن سيمررن بفترة حمل صحية، ويقل بذلك خطر الموت أثناء الولادة، كما ينجبن أطفالًا أصحاء”.
طبيعي أن لا تخلو الحقنة من أعراض جانبية، وخصوصًا تأثيرها على كثافة العظام، لكنها تبقى أقل تسببًا بالأعراض الجانبية من طرق منع الحمل الأخرى، وخصوصًا حبوب منع الحمل. وتقدر منظمة “انقذوا الأطفال” أن البرمجة الجيدة لانجاب الأطفال ستسبب 100 ألف حالة وفاة بين النساء أثناء وبعد الحمل على المستوى العالمي.
وتشير الاحصائيات الدولية إلى أن 200 مليون امرأة في دول العالم الثالث محرومة من وسائل منع الحمل لأسباب اجتماعية واقتصادية. وتحدث سنويًا 75 مليون حالة حمل غير مرغوب فيها، معظمها تعقب آخر ولادة مباشرة، وتهدد حياة الجنين والأم.
الهند تتصدر
يبدو أن الهند تتصدر العالم في تعقيم النساءـ وليس الصين كما كان معتقدًا، بحسب تقدير منظمة الصحة العالمية. وكشفت منظمة هيومن رايتس ووتش موت عشرات النساء في اعقاب عمليات قطع انبوبي المبيض وربطهما معًا.
وفي معسكر لبرمجة الانجاب في مقاطعة تنشهاتيسغار، ماتت 85 امرأة خلال خمس ساعات بسبب المضاعفات الناجمة عن هذه العمليات. ويجري الحديث في هذه المقاطعة عن 3 معسكرات لبرمجة الانجاب تستقبل آلاف النساء الراغبات في تحديد النسل.
ويجري ترغيب النساء لإجراء عمليات التعقيم بدعوى تخطيط النسل ووقف زيادة نفوس الهند التي تقدر بنحو 1,2 مليار نسمة، والمقدر أن تتجاوز الصين خلال 15 سنة. فضلًا عن ذلك، تتلقى المرأة رسميًا 1400 روبية (20 يورو) عند إجرائها العملية، لكن المعتقد انهن يجازفن بحياتهن من أجل مبلغ أقل.
وتحدث كيري ماكبروم، من منظمة هيومن رايتس ووتش، عن 60 عملية تعقيم أجراها طبيب في ليلة واحدة في معسكر بيهار الهندي. وكانت النساء يتركن بعد العملية على الأرض وهنّ ينزفن في صالة العمليات القذرة. وتشير تقارير منظمة الصحة العالمية إلى أن وسائل منع الحمل المختلفة تتوفر بيد نصف نساء الهند فقط.
نقلاً عن صفحة إيلاف