محاولات حثيثة من “دي ميستورا” وروسيا لاختراق وفد المعارضة قبيل انعقاد جنيف 3
قبيل ساعات من الموعد المحدد لبدء مؤتمر جنيف 3 للتفاوض بين وفدي المعارضة السورية ونظام بشار الأسد، يكثف المبعوث الأممي “ستافان دي ميستورا” وروسيا والولايات المتحدة جهودهما لتحقيق خرق في وفد المعارضة المنبثق عن مؤتمر الرياض، خصوصاً وأن الوفد مصر على أنه الجهة الوحيدة التي يمكن للنظام التفاوض معها.
وتذكر مصادر مطلعة لـ”السورية نت” أن “دي ميستورا” وموسكو يواجهان صعوبة وصفتها المصادر بـ”الغير مسبوقة” في تمييع الوفد عبر إدخال شخصيات عليه (أقرب للنظام)، حيث يرفض الوفد إجراء تعديلات على تركيبته أو التنازل عن مطالبه خصوصاً تنفيذ المادتين 12 و13 من القرار الأممي 2254 الداعيتين لتطبيق الأسد إجراءات لبناء الثقة كرفع الحصار عن المناطق وإدخال المساعدات والإفراج عن المعتقلين وغيرها من الخطوات التي اعتبرها وفد المعارضة ضرورة لإنجاح المفاوضات.
وفيما يرجح فشل انعقاد المؤتمر يوم 25 الشهر الجاري بسبب الخلافات على الوفد المعارض، يحاول “دي ميستورا” وروسيا الالتفاف والمراوغة لتحقيق غاياتهما في ألا يكون الوفد المفاوض هو الوفد المنبثق عن مؤتمر الرياض، وذكرت مصادر موثوقة لـ”السورية نت” أن أحدث محاولات المبعوث الأممي لتغير الوفد جاءت عبر دعوته لمنظمات المجتمع المدني لتكون ممثلة في الوفد المفاوض.
وهذه الخطوة التي لقت ترحيباً من موسكو وواشنطن تأتي في سياق التحركات الأخيرة لاختراق الوفد المفاوض، وتحقيق مكاسب من شأنها أن تقوي موقف وفد النظام بالمفاوضات، إذ تسعى موسكو لجعل وفد النظام يقابل وفداً يضم بعض المعارضين الجديين مع شخصيات أخرى هي أقرب للنظام.
وتطرح رغبة المبعوث في ضم منظمات المجتمع المدني إلى المفاوضات نقاط استفهام عدة، أبرزها أن هذه المنظمات أوكل لها القيام بمهامها الخدمية بعيداً عن مشاركتها في السياسة، وتلقيها أمس دعوات من مكتب المبعوث للمشاركة في المفاوضات يعد خروجاً عن المهام الموكلة إليها من جهة، ومحاولة لتوسيع وفد المعارضة بهدف تشتيته.
وترجح المصادر التي تحدثت لـ”السورية نت” أن يبقى وفد المعارضة المنبثق عن مؤتمر الرياض على موقفه من ناحية إصراره على تنفيذ إجراءات بناء الثقة التي يعتبرها ضرورية لإنجاح المفاوضات من جهة، ورفضه جميع المحاولات الرامية إلى تغيير تركيبته من جهة أخرى.
ويبدو أن وفد المعارضة السورية المنبثق عن مؤتمر الرياض تمكن هذه المرة من فرض نفسه رقماً صعباً في المفاوضات المرتقبة، ويجمع محللون وسياسيون على أنه نجح في فرض مطالبه ووجهة نظره مستفيداً من نقاط عدة، أبرزها أن الوفد نشأ في توافق بين المعارضة السياسية والعسكرية وضم شخصيات من الطرفين، كما أن الوفد جاء بعد مؤتمر الرياض الذي عقد يومي 9 و10 الشهر الماضي بتوافق دولي خلال الاجتماعات الأخيرة في فيينا.
السورية نت