من الصحافة العالمية

محطة سي ان بي سي الأمريكية: سلحوا كُرد العراق لمواجهة المُتطرفين الإسلاميين

محطة سي ان بي سي الأمريكية ، الإثنين 4 آب 2014
ترجمة : تمر حسين ابراهيم
كُرد العراق بحاجة للمساعدة للتصدي للدولة الإسلامية و التي تجتاح العراق لكن عوضا عن الدعم فإن إدارة اوباما تُقوض حق كردستان العراق في الدفاع عن النفس ، تمنع مبيعات النفط ولا تُشجع الدول على بيع أسلحتها .
تعتقد واشنطن و على نحو خاطىء بأن كردستان العراق المُسلحة بشكل جيد و المُستقلة اقتصاديا تُمثل خطرا كبيرا لإستقرار العراق أكثر من الدولة الإسلامية .
اجتاحت قوات الدولة الإسلامية الموصل ، ثاني أكبر مدن العراق في العاشر من شهر حزيران . غزا المقاتلون الجنوب مُحتلين بذلك ثلث الأراضي العراقية و قتلوا آلاف من الشيعة في محافظات نينوى ، الأنبار و ديالى .
اعلن أبو بكر البغدادي ،رئيس الدولة الإسلامية عن الخلافة على أراض في العراق و سورية و نصب نفسه أميرا .
اعلن عن الدولة الإسلامية في 30 من شهر حزيران، استهدفت الدولة الإسلامية مؤخرا المسيحين في الموصل . تم أمر المسيحين بالتحول إلى الإسلام و يدفعوا ضرائب مُعينة أو أنهم سيواجهون الإعدام .هدمت ضريح يونس و كنائس آشورية قديمة .
لتوقف تقدمهم نحو بغداد تحولت قوات الدولة الإسلامية لمواجهة الكُرد .هاجموا كُرد سورية في كوباني و الحسكة بالإضافة لكُرد العراق في مناطق على طول الحدود السورية.
استولى مقاتلو الدولة الإسلامية في الأسبوع المُنصرم على سنجار ، المعقل الكردي في محافظة نينوى على الحدود العراقية – السورية . سيطرت قواتها على سد الموصل ، لو قررت الدولة الإسلامية تفجير السد فإن المراكز السكانية الرئيسية ستنجرف و ستُدمر الأراضي الزراعية.
استولت الدولة الإسلامية أيضا على حقل عين زلاح النفطي لتُزيد من عائدات آلة حربها . يُرفرف علمها الأسود فوق المدن الكردية في نفس الوقت تتقدم الدولة الإسلامية صوب دهوك .
اتهم رئيس وزراء العراق نوري المالكي الُكرد بالتآمر مع الدولة الإسلامية لتدمير العراق. ُتثبت هذه الأحداث الأخيرة على سخافة المالكي .لقد اتفق الُكرد دائما على صون سيادة العراق ، تصدوا دائما للمقاتلين الأجانب الساعين لتدمير العراق .
ارسلت حكومة إقليم كردستان مؤخرا وفدا رفيع المستوى إلى واشنطن . لا يرغب كُرد العراق بأن يتم إتهامهم بتقسيم العراق حيث عبروا عن التزام كردستان العراق بالحوار السياسي .
في تبادل للتعاون مع الإدارة الأمريكية أصرَ مسؤولو حكومة إقليم كردستان على حق كردستان العراق بالدفاع عن النفس و حق كردستان العراق ببيع النفط كما هو مُثبت في المحكمة الفدرالية العراقية .
لكن تم رفض طلبهم حيث امتنعت الولايات المتحدةعن دعم المجموعة الكردية المُسلحة – البيشمركة – ” أولئك الذين يواجهون الموت ” هُزمت البيشمركة في معركة نهاية الأسبوع فالأسلحة المُتطورة التي قدمتها الولايات المتحدة للقوات العراقية تم الإستيلاء عليها من قبل الدولة الإسلامية و استُخدمت بحق الكُرد .
لا يتطلع الكُرد لصدقة فهم مُستعدون لشراء أسلحة للدفاع عن أنفسهم .البيشمركة هي القوة الوحيدة القادرة على مواجهة و سحق الدولة الإسلامية في نهاية المطاف .
لكن عوضا عن دعم البيشمركة فإن إدارة اوباما تعمل في قنوات دبلوماسية على منع الدول من بيع الأسلحة للكرد و تمارس ضغطا على الدول لمنعها من شراء نفط كردستان العراق .
فتحت كردستان العراق خط أنابيب لنقل النفط الخام لمنشآت تخزينية في ميناء جيهان التركي في الثاني من شهر أيار ، فتحت تركيا خط الأنابيب مع اعتراض واشنطن، لكن تركيا ترفض شراء نفط كردستان العراق في ظل ضغط من واشنطن.
تدخلت إدارة اوباما مع الحكومة المغربية لمنع تسليم نفط كردستان العراق . رست مؤخرا ناقلة في المياه الإقليمية لجافلستون ، تكساس . تدخلت محكمة المقاطعة الأمريكية لتمنع البيع للمصافي الأمريكية . من دون ملكية و تقاسم للعائدات بين بغداد و حكومة إقليم كردستان و التي يمنعها المالكي فإن بغداد تُهدد بملاحقة أي جهة قضائيا و التي تُحاول شراء نفط كردستان .
الدولة الإسلامية هي عدوة للحضارة. اقسمت على السيطرة على سورية و العراق و مهاجمة الأردن و اسرائيل ، ذبح الشيعة ، الُكرد و داعمي الغرب . كردستان العراق هي صديق لأمريكا و ليس عدوا لها .
يوجد واقع جديد في العراق . لا تزال إدارة اوباما تعتقد بأن حكومة الوحدة الوطنية في بغداد و التي تدعمها و تُسيطرعليها ايران ، على أنها قادرة على منع تقدم الدولة الإسلامية .
أحداث نهاية الأسبوع هي بمثابة تحذير ، كُرد العراق هم القوة الوحيدة الفعَالة لمواجهة الدولة الإسلامية .
يتعين على إدارة اوباما تدريب و تجهيز البيشمركة و على أقل تقدير يتعين عليها السماح للبيشمركة بشراء السلاح للدفاع عن نفسها .
يتعين على إدارة اوباما أيضا أن تُسهل بيع نفط كردستان العراق لا أن تعرقل ذلك . عندما تقوم الدولة الإسلامية بإحتلال عمان و تجمع القوات مع حماس لمُهاجمة اسرائيل فإن إدارة اوباما ستنظر لهذه اللحظة و تتمنى لو أنها دعمت الكُرد للتصدي للتطرف الإسلامي .
ديفيد ل فيليبس هو :
– مدير برنامج بناء السلام و حقوق الإنسان في معهد جامعة كولومبيا لدراسات حقوق الإنسان
– مستشار كبير سابق و خبير الشؤون الخارجية في وزارة الخارجية الأمريكية خلال الإدارات الرئاسية لكل من كلينتون، بوش و اوباما
– مؤلف الكتاب القادم ” الربيع الكُردي ، خارطة جديدة للشرق الأوسط ”
http://www.cnbc.com/id/101890456#.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى