محمد رمضان… الكرد في “إيران” والتوازنات الإقليمية
محمد رمضان
بعد انهيار البوابة الشرقية للمنطقة العربية المتمثلة بنظام العراقي السابق تمادى النظام الإيراني وتوغل في المنطقة دون رقيب من خلال التنظيمات الطائفية “الشيعية” واحتلاله عدة عواصم عربية واحدة تلو أخرى بدءاً من بغداد ودمشق مروراً ببيروت وصنعاء فأصبح طريق الحرير بالنسبة للحرس الثوري وسرايا القدس “الإيرانيتين” أن صح التعبير.
وبالتالي أن كل الحروب التي جرت في المنطقة فهي حروب بوكالة نيابة عن النظام الملالي وقام بتنفيذها كل من حزب الله اللبناني ونظام السوري وجماعة عبد الملك الحوثي في اليمن وأقطاب من النظام العراقي الحالي لترسيخ “مشروع هلال الشيعي” في دولها لصرف النظر عن قضايا الوطنية الملحة وإصلاحات الداخلية وتوجيه أنظار مناصريه إلى معارك وهمية.
وتبينت معالم تلك الصورة وأصبحت أكثر وضوحاً مع بدء الثورة السورية كشف مدى تورط النظام الملالي في سفك دماء الأبرياء لتمرير مشاريعها الطائفية وأنكى من ذلك تم طي ملف النووي الإيراني مع ولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية مقابل إطلاق يدها في المنطقة وهذا ما حصل بالفعل.
وأمام هذه الجرائم لم يكن هناك أي رادع ضد ما قام به النظام الإيراني بإحداث شرخ عميق بين مكونات في المنطقة العربية قد تطول هذه خلافاتها للسنوات طويلة دون الحل ما يصعب العيش المشترك بين أبناء الوطن الواحد .
و كل ما سبق أعلاه من ممارسات نظام الإيراني عبر أتباعه ولا سيما على رأسه نظام “آل الأسد” في سوريا وبث السموم الطائفية في جسد جغرافية التي لا يتحمل عقباها سوء الدمار والخراب للمنطقة برمتها.
وهنا لابد أن نسلط الضوء على داخل الإيراني أقل تقديراً من ناحية الإعلامية وما يجري من الغليان في المدن وبلدات الكردية في “كردستان إيران” على خلفية إعدامات شبه يومية بحق النشطاء والسياسيين الكرد وحتى القاصرين منهم يتم إعدامهم دون مراعاة للحقوق الطفولة وسياسة العنصرية المتابعة ضد مكونات غير فارسية منها الكردية والعربية وبلوش تحت ذرائع واهية بالطائفية.
وكل هذه التجاوزات كانت كافية بعقد سلسلة من اللقاءات بين قادة فصائل الحركة السياسية الكردية في إيران وقواته المسلحة وبضرورة التحرك والتصدي للممارسات الحرس الثوري وقوات “باسيج” التابعة للجيش الإيراني وكل ذلك أدى إلى اندلاع مواجهات مباشرة بينه وبين بيشمركة حزب الديمقراطي الكردستاني “إيران” ويذكر أن حزب الديمقراطي أعلن عن قيام جمهورية “مهاباد” في بدايات خمسينات القرن الماضي بقيادة الزعيم “قاضي محمد” وبعد أقل من السنة تم القضاء عليه بعد أن تخلت روسيا عنه بموجب صفقة مع نظام الإيراني وكذلك مقاتلي “كوملة” أي الشبيبة الكردية بشن عمليات عسكرية على نطاق واسع من المناطق الجبلية المتاخمة مع المدن الكردية مثل “أورمية وشنو” شمال الغرب البلاد.
وفي نداء دعا إليه سكرتير حزب الديمقراطي الكردستاني “مصطفى هاجري” إلى الشباب الكرد ضمن صفوف القوات الإيرانية بإلقاء السلاح وانضمام إلى قوات البيشمركة لمحاربة نظام الملالي .
كما وجهت الحكومة الإيرانية اتهامات إلى المملكة العربية السعودية بتمويل وتقديم دعم لوجستي إلى جماعات كردية لضرب استقرار في جمهورية الإسلامية، ونفًى المتحدث باسم القوات الكردية نفياً قاطعاً بتلقي أي دعم خارجي منوهاً أن البيشمركة تستمد قواتها من الشعب الكردي.
وفي المحصلة، نجد أن ممارسات النظام الإيراني بحق المكونات الإيرانية من العرب والبلوش وفي مقدمتهم الكرد الذين يعانون من اضطهاد ثلاثي الأبعاد فكرياً ومذهبياً واقتصادياً منذ سقوط جمهورية مهاباد، حيث مارست السلطات الإيرانية أبشع أساليب التعذيب في السجون حتى القتل بحق الكُرد في ظروف غامضة، ناهيك عن الإعدامات اليومية بحق كل من يطالب بالحقوق القومية الكردية في أيامناهذه، وبالتالي هل يمكن للعرب والأحزاب الكُردية والكُردستانية الاستفادة من أزمات إيران الداخلية، وهذا يعني فشل مخططاتها الطائفية في المنطقة العربية مقابل دعم قوات بيشمركة الكردية وانشغال و إرباك الإيرانيين في حروب داخلية بإعادة توازنات إقليمية إلى المنطقة.