محمد زنكنة: إن كان هناك التزام بدعوة أوجلان ستفتح الأبواب لعملية سياسية شفّافة في كُردستان سوريا

Yekiti Media

دعا زعيم حزب العمال الكُـردستاني، عبدالله أوجلان، اليوم الخميس 27 شباط/ فبراير 2025 في خطابه، ألقاه السياسي الكُـردي أحمد تورك، حزبه إلى حلّ نفسه وإلقاء السلاح، مؤكّداً أنه يتحمّل المسؤولية التاريخية حيال ذلك.

بالصدد وحول تأثير دعوة أوجلان للعمال الكُـردستاني على مجمل أجزاء كُـردستان، قال الإعلامي محمد زنكنة في تصريح ليكيتي ميديا: بالتأكيد هناك تأثير كبير لخطاب أوجلان على مجمل الواقع السياسي الكُـردي و العسكري و حتى اجتماعياً و مدنياً ونفسياً.

بخصوص كُـردستان تركيا، والتي يناهز عدد كُردها 30 مليوناً، قال زنكنة: برسالته اليوم وضع السيد أوجلان نقطة مهمة جداً لصفحةٍ جديدةٍ من بداية تاريخ نضالي جديد ، يعتمد على الحوار والشفافية والنضال المدني والنضال السياسي تحت قبة البرلمان، وذلك من خلال دعوته حزب العمال إلى إلقاء السلاح، وعقد مؤتمر لاتخاذ قرارٍ حول هذا الموضوع.

دعوة أوجلان و كُـردستان تركيا والعمال الكُـردستاني

زنكنة أشار إلى وجود تحديات حيال ذلك في كُـردستان تركيا، مشيراً إلى تصريح صالح مسلم الذي بيّن خلاله إلى أنّ إلقاء السلاح ليس بالأمر السهل، ولن يكون قراراً سهلاً، مؤكّداً على وجود تحديات لاسيما بسبب الانقسام في صفوف حزب العمال الكُـردستاني. مضيفاً: إنّ تركيا تعي هذا الانقسام بعد أن أكّد القائد السياسي والعسكري للحزب في خطابه على إلقاء السلاح، و أن لا تحرق الأخضر واليابس وأن تتعامل مع كل حسب واقعه، وبحسب طريقة تعاطيه مع الموضوع.

العمال الكُـردستاني و إقليم كُـردستان العراق

أما تأثير دعوة أوجلان على إقليم كُـردستان العراق، لفت زنكنة إلى وجود آلاف المقاتلين من الحزب في الإقليم وهذا أمر غير مقبول به والحكومة العراقية أدرجت العمال الكُـردستاني في القائمة السوداء وبالتالي تواجدهم في الإقليم غير قانوني، وبكل تأكيد في حالة إلقاء السلاح وعادوا إلى تركيا بشرط وجود قانون وقرار للعفو العام عنهم، وبدء حياة سياسية جديدة.

وأشار إلى أنه في حالة وجود قانون عفو عام في تركيا يمكن أن يكون الموضوع سهلاً، ولكن هذه الضمانات غير موجودة إلى الآن، والمشكلة أنّ القيادة العسكرية للعمال الكُـردستاني عندما لا تحقّق أي منجز في تطور الحوار مع تركيا تهاجم إقليم كُـردستان، والجانب التركي أيضاً يهاجم الإقليم، بحجة وجود العمال الكُـردستاني في داخل الإقليم امتداداً من حاج عمران وصولاً إلى زاخو و اقتراباً من الحدود التركية العراقية، و التفافاً إلى شنكال/ سنجار، وبالاقتراب من منطقة ربيعة بالقرب من الحدود السورية العراقية، وهذه المسألة تشكّل تحدياً كبيراً، و بالنتيجة إلقاء العمال الكُـردستاني للسلاح سيكون سبباً في تنمية تلك المناطق و إعادة إعمارها وتنشط السياحة مع سهولة تنقل المدنيين فيها .

العمال الكُـردستاني وكُـردستان سوريا….

وفيما يخصّ كُـردستان سوريا، قال زنكنة: للأسف هناك امتداد قوي و متجذّر لحزب العمال في داخل المجتمع الكُـردي السوري، والعمال بصيغة الأمر الواقع يتحكّم بالوضع السياسي والعسكري و الأوامر تأتي من قنديل، و بالتالي لا أعتقد أنهم سيوافقون على إلقاء السلاح بسهولة، كما قال صالح مسلم، فهم أكثر من تجمع و أكثر من حزب وهم يهدّدون الاستقرار الكُـردي السوري في هذه المنطقة، وزاد: إن كان هناك التزام بدعوة أوجلان ستفتح الأبواب لعملية سياسية شفّافة في كُـردستان سوريا، ولكن بشرط عودة بيشمركة روج و عودة المجلس الوطني الكُـردي وتشكيل جبهة كُـردية موحدة للحوار مع دمشق، وتشكيل قوة عسكرية موحدة؛ لإجبار السلطات السورية الجديدة لإدراج هذه القوى كقوة قانونية و دستورية ضمن الدستور السوري الجديد، و إن تمّت هذه المواضيع سيكون الفضل لمبادرة الرئيس مسعود بارزاني ورسالة السيد عبدالله أوجلان.

خطاب أوجلان وكُـردستان إيــران…

لفت زنكنة في حديثه ليكيتي ميديا إلى أنّ حزب الحياة، الفرع الإيراني لحزب العمال الكُـردستاني ،قام بتجميد نشاطاته ضد نظام الجمهورية الإسلامية في إيران، وبكل أسف نشاطاته موجهة فقط ضد الأحزاب الكُـردية المعارضة ( كومله، والديمقراطي) وهذه المسألة ستكلّف المستقبل الكُـردي في إيران كثيراً لأنها ستخلق عداء كُـرديا/ كُـردياً، وستقوم بإضعاف الموقف الكُـردي، ويضيف: لكن إيران اليوم ضعيفة وليست قبل ستة/ سبعة أعوام وهذا ما يمكن استغلاله بشكلٍ إيجابي من قبل الأطراف الكُـردية.

وقال: إلقاء السلاح في هذه المنطقة سوف يعزّز وجود جبهة كُـردية قوية في جمهورية إيران ومن الممكن أن يفتح باباً للحوار ومن الممكن أن يساهم أن تسلك ذات السلوك بالانفتاح نحو الكُـرد وحل المشاكل عن طريق الحوار وهذه ما أكّده رئيس إقليم كُـردستان نيجرفان بارزاني في منتدى أربيل الثالث قبل يومين، و قبل قليل كان هناك تصريح لرئيس الإقليم يرحّب فيه برسالة أوجلان ويدعو إلى تنفيذها وضرورة إلقاء السلاح، وهو من أوائل من طالب بهذا الموضوع.

قنديل و ورسالة أوجلان….

أشار زنكنة إلى أنّ قنديل لا تمتلك القرار بل قرارها ما يمليه عليه الجانب الإيراني، وقال: إيران اليوم ضعيفة وهنا أقصد إيران المتشددة مقارنةً مع السنوات الماضية، وهنا نشير أنّ جميع ميليشياتها في العراق وسوريا ولبنان تؤدّي رقصة الموت، و حذّر زنكنة من محاولات إيرانية عملاً بالمثل الشعبي (علي وعلى أعدائي) وهذه يمكن أن تشكّل تحدياً كبيراً جداً على مجمل العملية السياسية، منوهاً أنّ وجود الجانب الأمريكي سيكون لها بالمرصاد.

وقال: من الواضح إن الإدارة الأمريكية الجديدة مستعجلة لتنفيذ هذه القضايا و مستعجلة لكثير من التغييرات في المنطقة، وعليه لن يكون الموضوع بهذه السهولة و من الممكن أن نشهد بعض المماطلات وبعض التصاريح المعادية، مشدداً أنه، وفي المجمل ،وفي هذه المرحلة ستتعامل واشنطن بالأبيض والأسود، أي أنّ أي طرف لا يكون معي ولا يلتزم بما أقوله سيكون ضمن القائمة السوداء ، وبالتالي من لا يلتزم بمبادرة السلام سيكون هو الخاسر…..