أخبار - كُردستان

محمد زنكنة: على المجلس الكُـردي الإصرار على الفدرالية وعودة بيشمركة روج

Yekiti Media

مــع سقوط نظام الأسد، وحزب البعث، وسيطرة هيئة تحرير الشام بقيادة أحمد الشرع على دمشق في الثامن من كانون الأول 2024 و تشكيله لحكومة تصريف أعمال لغاية آذار 2025 ، تتسارع وتيرة اللقاءات والاجتماعات على كافة الأصعدة، ووسط مطالبات الشارع الكُـردي بتشكيل وفدٍ كُـردي موحد للذهاب إلى دمشق، يستعدّ المجلس الوطني الكُـردي للمعركة الدستورية وطرح رؤيته حول مستقبل سوريا، وتتصدّر الفدرالية، واللامركزية السياسية قائمة أولويات المجلس.

في كُـردستان العراق، و بعد عقودٍ طويلة من النضال ضد الأنظمة المتعاقبة في حكم بغداد، ليكتسب الساسة و الكيانات الكُـردية خبرة و حنكة توجت بدستورٍ يقرّ بعراق اتحادي “فدرالي”، الإعلامي والعضو في الحزب الديمقراطي الكُـردستاني، محمد زنكنة في حوارٍ مع يكيتي ميديا وبخصوص المطلوب من المجلس الوطني الكُردي في سوريا لأجل الاستعداد للمعركة الدستورية في سوريا، سرد قائلاً: لم يُذكر الكُرد كقومية في أي من الدساتير السورية الخمسة منذ عام 1920-2012، بل وعانى هذا الشعب كثيراً من خلال سياسات مسح القومية والإقصاء والحرمان من المواطنة.

و أضاف: وبعد سقوط نظام الأسد، بات ضرورياً أن يكون للكُرد تعريف دستوري يعترف بوجودهم وخصوصيتهم القومية والثقافية والسياسية، وبوجود قوى محسوبة على الكُرد وتدّعي دفاعها عن المسألة الكُردية في سوريا، وتتنصّل عن الحقوق القومية لشعب كُردستان بحجة المساواة الإنسانية بين الشعوب والقوميات، يظهر دور المجلس الوطني الكُردي للمطالبة والإصرار بتثبيت اسم ووجود وشخصية وخصوصية هذا الشعب في المشروع الدستوري المقترح، على غرار ما حصل في إقليم كُردستان أثناء صياغة الدستور العراقي وإصرار قيادة الإقليم على الاعتراف بكلّ ما يتعلّق بإقليم كُردستان بعد أكثر من خمسين يوماً من المباحثات والمفاوضات والضغوط التي واجهها الإقليم والإصرار من قبل الرئيس مسعود بارزاني على تثبيت المطالب الكُردستانية، وخصوصاً ما يتعلّق بالبيشمركة والمناطق الكُردستانية خارج إدارة الإقليم.

وقال: وعلى الرغم من الاختلاف في الظروف بين كُردستان العراق وكُردستان سوريا، إلا أنّ المشترك هنا، أنّ شعباً كُردياً مضطهداً ينتظر تنفيذ مطاليبه وحقوقه القومية والوطنية، وفي هذا الإطار وبكلّ تأكيد لن يتوانى المجلس الوطني في استشارته بالخبرات الدستورية في إقليم كُردستان أو سوريا أو في أي مكان في العالم والمبادرة بإعداد مسودة للدستور في إطار وطني سوري ليكون المجلس مشاركاً وبقوة في بناء الحياة الدستورية.

وبخصوص أوجه التشابه الكثيرة بين سقوط نظام البعث في سوريا و في العراق ، وفي الحركة التحررية الوطنية لشعب كُردستان في سوريا، وحيال الاستفادة من الخبرة الطويلة في كُـردستان تحدّث زنكنة عن الخطوات الواجب اتخاذها من قبل المجلس وباقي الأحزاب السياسية في كُردستان سوريا على المستوى الوطني السوري و القومي الكُردي بالقول: ‏بالرغم من وجود الكثير من أوجه التشابه ولكن الظروف مختلفة، نظاما البعث في الدولتين يختلفان كثيراً، والحركة التحررية الكُردية في كُردستان سوريا لها خصوصيتها التي تختلف عن الحركة القومية والوطنية في إقليم كُردستان العراق.. ولكن،تقع على عاتق المجلس الوطني الكُردي في سوريا مسؤولية كبيرة في تصحيح المفاهيم الخاطئة التي زرعتها بعض القوى المحسوبة على الكُرد في كُردستان سوريا هذا بالإضافة إلى فتح أبواب التفاهم والحوار مع كافة الأطراف السورية دون أي استثناء واستمرار الانفتاح الإقليمي على جيران سوريا وعدم المبادرة إلى المناوشات العسكرية أو السياسية.

وشدد على إن النقطة الأهم في هذا الموضوع، هو إصرار المجلس الوطني على تواجد قوات بيشمركة روژ في كُردستان سوريا، وتثبيت مبدأ الفدرالية وتعريف هذه القوات ضمن القوات المسلحة لهذا الإقليم الفدرالي وتشكيل قوة كُردستانية موحدة، لها موقعها الدستوري وإجبار الدولة على الاعتراف بهذه القوة، أسوة بالتعريف الدستوري لقوات البيشمركة في دستور العراق الاتحادي.

وبخصوص الفدرالية و التي تشكّل قلقاً لدى الأوساط السياسية في سوريا، كيف يمكن تجاوز هذه العقبة، لا سيما أنه في العراق تم استبدالها بالاتحادية في الدستور، لفت زنكنة إلى أنّ مصطلح الفدرالية لا يشكّل قلقاً لدى الأوساط العربية فقط، بل أنّ الأطراف المحسوبة على ال PKK يكرّرون ويؤكّدون بأنهم لا يؤيّدون مبدأ الفدرالية لكُردستان سوريا، وهذا بحد ذاته تحدٍّ كبير يواجه المستقبل الكُردي في سوريا.

و زاد: بكل أسف لا تسمح القوى السياسية المتنفذة في سوريا والعراق بنضج الفكر الجماهيري المتعلّق بمفهوم الفدرالية وتوصيفها بأنها وحدة وقوة للبلد وهي ضمانة لبقاء الدولة موحدة، وللأسف تساهم النخبة السياسية والثقافية في عدم إنضاج هذا المفهوم وعدم تشجيع إنجاح هذا النظام، وقال: تجاوز هذه المشكلة يكمن في النزول إلى الجماهير، كُردستانية كانت ام عربية والبدء بحملة توعوية بشرح النماذج الناجحة لهذا النظام في دول المنطقة والعالم والوقوف بوجه كل القوى التي تعارض هذا النظام، والإصرار عليه، والتأكيد على أنّ هذا النظام أو غيره وصيغة العلاقة بين الكُرد والدولة السورية، يجب أن يقرّ من قبل شعب كُردستان، وأنّ الحل الأفضل للعيش بهدوء وسلام في هذه الدولة يكمن في النظام الفدرالي مهما كان المصطلح إن كان فدرالية أو اتحادية، الأهم هو جوهر النظام وتطبيقه الدستوري الصحيح.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى