آراء

مختار حيِّ المهاجرين ” بشّار الأسد ” هو آخر من يحقُّ له التشكيك بأصالة جذور الشعوب

جمال حمي

مختار حيِّ المهاجرين ” بشّار الأسد ” هو آخر من يحقُّ له التشكيك بأصالة جذور الشعوب والقوميات التي تعيش ضمن الكيان الاستعماري المصطَنَع ( سورية ) وعلى رأسهم الشعب الكُردي ، أحفاد الهوريين والميتانيين والميديين الذين أقاموا ممالكهم قبل الميلاد في نفس المناطق التي تُسمّى اليوم ( شمال سوريا ) والأجدر ببشار الأسد الذي جاء جدّه سليمان الوحش من تركيا مهاجِراً ليسكن قرية القرداحة العلوية في الساحل السوري في ثلاثينيات القرن الماضي أن يكشف لنا عن جذوره وعن اسم جدّه الثاني والثالث والرابع في سوريا .

دأب العروبيون الشوفينيون أن يقولوا عن كلّ بقعة أرضٍٍ تطأها أقدامهم وأقدام أغنامهم وإبلهم أنها أرضٌ عربية وأنّ ” الأرض بتتكلّم عربي ” لكنّ المناطق التي تُسمّى اليوم مناطق الشمال السوري والتي يعيش فيها الشعب الكُردي منذ آلاف السنين لم تتكلّم بالعربي وكلّ الآثارات التي تمّ إستخراجها من هذه الأراضي تكلّمت باللغة الكُردية وكانت تعود إلى الهوريين والميتانيين والميديين أسلاف الكُرد القدماء وهذه حقيقة لايمكن إنكارها مهما حاولوا تزوير التاريخ والحاضر .

دأب الشوفينيون العرب على تعريب كل شيء ! فقالوا ” قعدة عربية ” مع أنّ كلّ البشر يقعدون على الأرض وأول مَنْ قعدوا على الأرض هو آدم وحواء وأبناؤهما ، فهل كانوا عرباً ! ويقولون ” بوظة عربية ” علماً أنّ الأتراك هم من اخترعوا البوظة “! ويقولون ” دار عربي ” علماً أنّ هذه الدور التي تُسمّى اليوم في سوريا بالدور العربية هي بقايا الدور التي بناها الرومان قبل مجيء العرب حيث كان العرب يعيشون في الخيام ، فكيف تحوّلت الدور الرومانية إلى دور عربية بقدرة قادر ! والعجب العجاب أنهم يقولون ” سمنة عربية ” علماً أنها سمنة حيوانية تُستخرج من حليب الأغنام والماعز ! وهكذا قاموا بتعريب كلّ شيءٍ حتى أنهم قالوا ” شمس العروبة فعرّبوا حتى الشمس ، فيا سبحان الله !

وإذا كان هنالك عائلات كُردية نزحت من كُردستان الشمالية إلى كُردستان الغربية بعد اندلاع ثورة الشيخ سعيد بيران عام ١٩٢٥ ، فهي نزحت من منطقةٍ كُرديةٍ إلى منطقةٍ كُرديةٍ وهذا يُسمّى نزوح وليس لجوء ، لأن اللجوء يتمّ من دولةٍ إلى أخرى أما النزوح يكون داخلياً أيّ من منطقة إلى منطقة أخرى ضمن نفس الدولة أو نفس الوطن ، والكُرد نزحوا من كُردستان الشمالية إلى كُردستان الغربية وقبل أن يقرّر الاستعمار الفرنسي و الإنكليزي رسم الحدود وتقسيم المنطقة وقبل قيام الدولة الاستعمارية المصطنَعة ( سوريا ) وهذا النزوح كان داخلياً ولم يكن لجوءاً، حاله كحال الدرعاويين اليوم الذين نزحوا من درعا إلى دمشق أو الحماصنة الذين نزحوا من حمص إلى حلب أو الرقاويين الذين نزحوا من الرقة إلى دير الزور وغيرهم ، أما جذور الكُرد في سوريا فهي تعود إلى ماقبل التاريخ وكلّ الشواهد والوقائع التاريخية وعلم الآثار تؤكّد أصالة الشعب الكُردي الذي يعيش على أرضه اليوم في الكيان المصطنع سوريا ،
وبناءً عليه ، نحن نطالب بدورنا مختار حيّ المهاجرين ” بشار الوحش ” أن يكشف لنا عن اسم جده الثاني والثالث والرابع والخامس في الساحل السوري وإلا فليخرس إلى الأبد ، لأنّ صوته نشاز ومزعج .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى