
مدينة الحسكة تتعرض للتغيير الديموغرافي
Yekiti Media
تعرّضت مدينة الحسكة في كـــردستان سـوريا لتغييرٍ كبيرٍ في التركيبة السكانية في الأعوام الأخيرة بعد انطلاق الثورة السورية، وتعرّض المدينة لأزماتٍ كثيرةٍ متتاليةٍ، أدّت لتغيير ملامح المدينة وأحيائها.
*التغيير على يد النظام السوري…
عمدت الحكومات المتعاقبة على حكم الدولة السورية إلى فرض فرماناتٍ ومراسيمٍ عنصريةٍ أدّت لخنق المناطق الكردية في سوريا، الأمر الذي دفع الكرد لهجرة مناطقهم.
الحقوقي سالار أحمد صرّح لــYekiti Media “تغيرت ديموغرافية الحسكة على مراحلٍ عدة فالنظام السوري هجّر الكثير من الكرد من محافظة الحسكة بشكلٍ عامٍ نتيجة القوانين والمراسيم العنصرية كالمرسوم 49 لعام 2009 وغيرها الكثير من القرارات طيلة فترة حكم حزب البعث للدولة السورية”.
*التغيير نتيجة اندلاع الثورة السورية…
بعد اندلاع الثورة السورية وتعرّض أغلب محافظات سوريا للقصف العشوائي من قبل النظام وميليشياته، عمد أهالي الكثير من المحافظات السورية للنزوح إلى المدن الكردية في محافظة الحسكة نتيجة الأمان النسبي المتوفّر فيها وذلك لتحييد الكرد عن الثورة السورية والقصف من قبل النظام وحلفائه على الأرض.
يعتقد سالار أحمد أن التغيير أخذ منحىً آخر بعد الثورة السورية حيث بدأ سكان العديد من مدن الداخل السوري ومحافظتي دير الزور والرقة بالنزوح لمحافظة الحسكة بشكلٍ عامٍ ومدينتي الحسكة والقامشلي بشكلٍ خاصٍ(لكبر مساحتهما) نتيجة الهدوء والأمان النسبي في المدن الكردية بشكلٍ عامٍ، وبدأ النازحون بشراء المنازل والإقامة والعمل في المدن الكردية الأمر الذي أدّى لتغييرٍ كبيرٍ في التركيبة السكانية لهذه المدن”.
*التغيير نتيجة الفشل الأمني والعسكري لPYD
بعد استلام حزب الاتحاد الديمقراطيPYD لزمام الأمور الأمنية في المناطق الكردية وبالوكالة من النظام السوري حوَّلَ المنطقة لمنطقة حروب وصراع مع الجماعات التكفيرية، والنظام وميليشياته بشكل مسرحي، كما قام بفرض قوانين وفرمانات عدّة نجح من خلالها في إفراغ المناطق الكردية من سكانها بشكلٍ أكبر من محاولات النظام السوري لسنوات طويلة.
الناشط ريدي أوسو أفاد لموقعنا “تعرّضت مدينة الحسكة لتغييرٍ كبيرٍ في التركيبة السكانية نتيجة عشوائية ممارسات PYD وتحويلها المدن الكردية لمناطق مستهدفة للانتحاريين والإرهابيين، ومعاركها الخلبية مع النظام السوري”.
وأضاف أوسو “فرغت أحياء النشوة الغربية، الشرقية والعزيزية من الكرد بشكلٍ شبهِ كاملٍ وخاصةً بعد دخول تنظيم داعش الإرهابي لهذه الأحياء صيف 2015”.
وأكمل أوسو حديثه “تعرّضت مدينة الحسكة لهجماتٍ إرهابيةٍ عديدةٍ، وتفجيراتٍ كبيرةٍ استهدفت مناسباتٍ عدةٍّ ك(تفجير نوروز 2015 – تفجير فرن الصالحية – تفجير عرس آل فاطمي – تفجيري خشمان والمساكن … وغيرها الكثير) وراح ضحيتها عشرات الشهداء من المدنيين، كما وتعرّضت المدينة لاشتباكاتٍ كبيرةٍ مفتعَلة بين PYD والنظام السوري لتسليم واستلام مناطق معينة استخدمت فيها المدافع والقصف الجوي على الأحياء الكردية، الأمر الذي أوضح فشل PYD الأمني والعسكري، وأدّى لهجرة الكثير من العائلات الكردية من مدينة الحسكة باتجاه قراهم في الريف الشمالي، أو المدن الكردية الأخرى شمال الحسكة”.
وأخيراً قال أوسو “إن القوانين التي فُرِضَت من قبل إدارة الاتحاد الديمقراطي كالتجنيد الإجباري وفرض المناهج المؤدلجة وغيرها الكثير من الممارسات التي لا تخدم سوى أعداء القضية الكردية، كلُّ هذا أدّى وبشكلٍ كبيرٍ لهجرة الكثير من العوائل الكردية ولكن هذه المرة لخارج حدود كردستان سوريا خوفاً على مستقبل أولادهم نتيجة إفشال التعليم من قبل PYD، وعدم استعدادهم للتضحية بأولادهم في معارك خارج الحدود الكردية وليس للكرد فيها لا ناقة ولا جمل”.