مدينة هسكف أو حسن كيف
عبدالباري خلف
مدينة هسكيف تتمتّع بموقعٍ استراتيجي ، حيث حكمها الميديون ٦٢٥-٥٥٠ ق.م والفرس ٥٥٠-٢٣١ ق.م والمقدونيون ٣٣١ ق.م وبارثي ١٤٠ ق.م والأرمن ديكران الكبير ٨٥ ق.م والروم ٦٩ق.م والساسانيون الفرس ٢٢٦ م ومن ثم البيزنطيون والمسلمون .
حسب مصادر كانت هسكيف مركزاً عسكرياً في عصر الامبراطور البيزنطي قسطنطين الثاني.
كما استخدمها البيزنطيون الذين حكموها فترة طويلة كحامية حدودية متقدمة، وكانت تسمّى آنذاك كيباس أو جبها أو جيبهاس.
أما في القرنين الثاني والثالث بعد الميلاد كان الساسايون والبيزنطيون يتبادلون السيطرة على هسكيف .
وقد بنى البيزنطيون فيها القلعة الداخلية في القرن الرابع الميلادي وفي القرن السابع الميلادي سيطر عليها العرب المسلمون ، وتمّ تحصين القلعة في العصر الأرتوقي.
ووصلت هسكيف أوج تقدمها في العصر الأيوبي، وازدهرت وبني فيها الكثير من الآثار.
فهسكيف هي المدينة الوحيدة المبنية ضمن قلعة ، وتوجد في حسن كيف آلاف الكهوف ذات الطابقين وحتى الثلاث طوابق متوزعة على كتلتها الصخرية.
أما خارج القلعة فسهل واسع استخدم كمسكن ،تحيط بالقلعة آلاف الكهوف في وادي صاحب الكبير ، واستخدمت للسكن أيضاً .
يقع قصر ابنة الملك ذات الطابقين والمؤلفة من العديد من الغرف شرق حدائق الصالحية ، وهي مكان للتنزه والمراقبة .ويحتوي المكان مئات الكهوف التي تستخدم كبيوت وخانات في الوادي الذي يحيط بالقلعة من الجنوب والغرب. بالإضافة إلى السهل المنبسط الذي أقيم عليه حسن كيف الحالية فقد كانت مسكونة عبر التاربخ.
أما المنطقة العسكرية فكانت تقع إلى غرب حدائق الصالحية في أسفل القلعة حيث الأسوار التي كانت تصل إلى نهر دجلة. توسّعت حسن كيف عبر الزمان عدة مرات وامتدت إلى ضفاف نهر دجلة
هسكيف بوابة الحضارة: تُعرف عبر التاريخ بأسماء عديدة : هسكيف – حسن كيف -حسن دوكيف – حصن كيف .
ومرّت عليها حضارات عديدة كالحوريين – ميتانيين -اورارتيين – آشوريين – ميديين – فارسية – رومانية – ساسانية – بيزنطية – أرتوقية – أيوبية – عيلامية – حمدانية – مروانية – آق قيونية – عثمانية.
هسكيف مركز العلم والثقافة والتجارة:
لهسكيف مكانة مرموقة في مجال العلم والثقافة والتجارة ، ويدلّ على ذلك آثارها الباقية ، ففيها قلعة وقصر وحدائق وأسواق وخانات وحمام وأديرة في الكهوف تعود إلى العصر المسيحي الباكر وصفوات ومساجد ومشافي وبيوت سكنية مزوّدة بأسرجة للإضاءة.
هسكيف عاصمة الكهوف:
قلعة هسكيف القديمة يحدّها من الشمال نهر دجلة أما الجهات الثلاثة الباقية فتحيط بها منحدرات. والقلعة قائمة على مرتفع حوالي ١٠٠م من كتلة صخرية واحدة من الحجر الكلسي .وعلى هذه الكتلة الصخرية والمنحدرات المحيطة توجد أكثر من ٦٠٠٠ كهف .
لذلك تُعرف هسكيف بعاصمة الكهوف . وهسكيف اليوم تتألّف من المدينة السفلية وهي -المدينة الحالية- والمدينة العليا وهي قديمة كانت محمية من الأخطار الخارجية بشكلٍ طبيعي؛ لأنها محاطة من ثلاث جهات بأودية شديدة الانحدار.
هسكيف منذ القديم أخذت مكانة مرموقة في التجارة والنقل لموقعها الاستراتيجي كمفترق طرق بين مناطق ميزوبوتاميا العليا وميزوبوتاميا السفلى ، وهي تشكّل مركز نقل مهم ، حيث تتوسّط كل من ستادريا القديمة وآمد وفارقين وساسون وهز وغرزان وطور عابدين وتحدّها من الجنوب جبال مدياد ومن الشمال جبال رامانه .
تقع هسكيف على طريق آمد وباتمان ومدياد وماردين حيث أنها تبتعد عن آمد ١٣٥ كم وعن ماردين ١٢٠كم وتبتعد عن باتمان التي تعتبر مركزها الإداري ٣٥كم .
أشهر آثار حسن كيف:
• قبة زين الدين: (١٤٦٢-١٤٨٢) ضريح زين الدين بك ابن أوزان حسان الأقيوني. تقع القبة شرق نهر دجلة وتعدّ من أجمل آثار حسن كيف.
• وادي المعابد: يحتوي على المعبد المفتوح والعائد إلى الفترة الأورارتية و السريانية ويقال له ديريك وجامع فسمي بالوادي المقدس .
• جامع الرزق: شرق نهر دجلة بالقرب من الجسر الأثري. بني من قبل السلطان الأيوبي الملك سليمان ١٤٠٩م.
• جامع الملك سليمان: بني عام ١٤٠٧م من قبل الأيوبيين الأكراد. الملك سليمان .
• المسجد الكبير: بني عام ١٣٢٥م من قبل مجير الدين محمد الأيوبي ،بنى المسجد على أنقاض دير قديم.
• مسجد الآليا ذو الإثنا عشر محراباً: في وادي زها وعلى طريق قرية رشا هسكيف توجد مغارة يقال لها مسجد آليا ذو الاثنا عشرة محراباً. تبعد عن حسن كيف ٣ كم على يمين الطريق .
وهناك آثار أخرى مثل : ( القصر الكبير، خلوة مار آحو ،القلعة الصغرى ،جسر حسن كيف ويعتبر أكبر جسر حجري ) .