مساعدات المغتربين للمحتاجين في كُردستان سوريا.. انتقادات ومبادرات شعبية
Yekiti Media
سبّبت الحرب الدائرة والأوضاع الاقتصادية والمادية المزرية على مدن وبلدات كُردستان سوريا، كما غيرها من المناطق في سوريا، ارتفاعاً غير مسبوقٍ بمستوى الفقر للكثير من العائلات، بسبب دمار ممتلكاتهم الخاصة ونزوحهم للمدن الأخرى، كما سبّب الارتفاع في قيمة أسعار الصرف للعملات الأجنبية مقابل الليرة السورية ارتفاعاً كبيراً في أسعار المواد الغذائية والتموينية وجميع السلع التي يحتاجها المواطن.
يتطلّب من المغتربين، بحسب العاملين في المجال الإغاثي، مساعدة المحتاجين في بلدهم الأم، لكي يوفّروا لهم بعض أساسيات الحياة، والقضاء على الفقر تدريجياً وإخراجهم من الفقر الذي يعيشون فيه دون إرادتهم. ولا يخلو الأمر من انتقاداتٍ للعاملين في المجال الإغاثي من قبل العوائل المحتاجة، متّهمين إياهم بالمحسوبيات.
بهذا الصدد تحدّث السيد كادار كيلو قائلاً: أقوم بتوزيع المساعدات التي تصلني من أفراد عائلة كيلو ،من أبناء العمومة وأخوتي المقيمين في أوربا، للمحتاجين والفقراء والأيتام في بلدتي بدون الاستعانة واللجوء للجمعيات الخيرية والتوزيع من قبلهم، وذلك لضمان وصول تلك المساعدات إلى المحتاجين الحقيقيين، قمت بتوزيع 81 سلة غذائية بقيمة 50000 ليرة سورية للسلة الواحدة من المساعدات المالية التى أرسلها أهلي وعائلتي من الخارج ،وتمّ توزيعها للمحتاجين والأيتام في البلدة، بحسب تقديراتنا للحالات الأكثر حاجةً.
و نوّه كيلو قائلاً: بالنسبة للأخطاء والصعوبات التي نقع فيها بآلية التوزيع هي أننا نركّز على عائلات الأيتام كثيراً ،بالرغم من وجود عائلات محتاجة أكثر من الأيتام ووضعهم المادي تحت خط الفقر، لذلك ومن خلال موقعكم أتمنّى واطلب من جميع المتبرّعين أن تكون آلية التوزيع مدروسة جيداً وأن يضعوا بعين الاعتبار الحالات الأكثر احتياجاً ، بغضّ النظر أن كان يتيماً أو نازحاً أو من أهالي البلدة المحتاجين.
من جانبه تحدّث السيد زين العابدين علي الإداري في جمعية “Biratî” الخيرية في تربه سبي لموقع يكيتي ميديا قائلاً: بدايةً سُميت جمعية براتي الخيرية على اسم فريق براتي لكرة القدم بتربه سبي والذي تأسّس في عام 1978 وبمساعدة شباب الفريق وشباب بلدة تربه سبي بعد الأزمة الدائرة في البلاد وهجرة معظم الشباب للدول الأوربية، فتمّ طرح فكرة جمع المساعدات المالية وإرسالها للمحتاجين في البلدة وريفها، ومن هذا المبدأ ولأنّ اسم براتي كان عالقاً بأذهان الأهالي، تمّ تسمية جمعيتهم باسم الفريق في أوربا، وقد قمنا بطلب رخصة في أوربا وتربه سبي من الجهات المعنية للعمل بشكلٍ منظم وعلنيٍ ومعترَف به دون التعرّض لأي عقبات في عملنا بتوزيع المساعدات على المحتاجين.
وأوضح علي قائلاً: هذه المساعدات مقدّمة من شباب بلدة تربه سبي وريفها في أوربا، وبشكلٍ طوعي، وكلٌ بحسب قدرته وإرسالها لفرع الجمعية في البلدة، نحن بدورنا كأعضاء للجمعية نقوم بالتنسيق وتحديد العائلات المحتاجة بحسب دراسة حالتهم وتحديد آلية التوزيع إن كان عبارة عن سلات غذائية أو مبالغ مالية أو حالات مرضية وعمليات جراحية أو تعبئة أسطوانات الأوكسجين لحالات مرضى الكورونا، ومن ثم يتمّ التوزيع للعائلات أو الحالات الأكثر احتياجاً لنصل للمحتاجين الحقيقيين، الكثير من أهالي البلدة استفادوا من هذه المساعدات بدون أي تفرقة أو تحيز وتمييز بين أي مكون أو طائفة أو نازحين ضمن جغرافية تربه سبي وريفها وضمن شروط الجمعية المقررة للحالات المحتاجة.
وذكر السيد زين العابدين الصعوبات التي تعترّضهم قائلا: لا نتلقّى أية مساعدة من الأهالي ،وهم غير متفهّمين للوضع بصورةٍ جيدة لعملنا الطوعي هذا، ونتعرّض للاتهام والشك من قبل البعض، بسبب التوزيع، بتهمة أننا نوزّعها لمعارفنا ، وليس للمحتاجين ، ولا يعلمون بما نقوم به من دراسة الحالة من جميع الجوانب، والمتابعة المستمرة للعائلات المحتاجة والتي لا يكون لها معيل أو راتب شهري أو يد عاملة للأسرة المحتاجة، ولكننا نأمل بأننا سنتجاوز هذه الصعوبات بعزمنا وإرادتنا القوية لتقديم يد العون لأهالي بلدتنا من خلال تقديم هذه المساعدات.
أما بالنسبة للصعوبات المادية للجمعية قال زين العابدين: فليس لدينا مردود مادي قوي، ونسعى لنكون مكتفين ذاتياً، لنقوم بطرح أفكار لمشاريع كبيرة وتنفيذها على أرض الواقع لتستفيد منها العائلات المحتاجة.
كماتحدّث مواطن من البلدة والذي رفض ذكر أسمه قائلاً: بدايةً الشكر والامتنان لكلّ شخصٍ يمدّ يد الخير لأهله في البلد، تزامناً مع الوضع المتردّي الاقتصادي الذي تعيشه معظم العائلات، ولكن لدي نقطة أريد أن أوضّحها للمتبرّعين والجمعيات الخيرية، وهو أن يدرسوا الحالات بشكلٍ دقيق ،فهناك تقصير منهم بالوصول لبعض المحتاجين الحقيقيين، والذين لا يخبرون أحداً بوضعهم المادي السيء، بسبب عزة نفسهم و عدم طلبهم المساعدة من أحد، فالكثيرون لا تصلهم المساعدات بشكلٍ جيد، ويقوم المتبرّعون بتوزيع هذه المساعدات لمعارفهم ضمن دائرة أقاربهم وأصدقائهم.
جديرٌ بالذكر أنّ كلّ أسرةٍ تحتاج ما يقارب ال 500000 ل.س في الشهر، كحد أقصى، لتأمين كلّ حاجات الأسرة ومستلزماتها الضرورية في ظلّ الأوضاع الراهنة بسبب التدهور المتسارع في سعر صرف الليرة السورية مقابل العملات الأجنبية.