آراء

مسيحيو بيث نهرين في عهد الاتحاد المللي

إعداد : أنطون قس جبرائيل
ستوكهولم – السويد 2023م.

الملخص:
لقرون عديدة عاش مسيحيو (بيث نهرين) بين مد وجزر يتناسبان مع المعيار الشخصي لحكامهم ، فكانوا يتمتعون لسنوات بالعيش الآمن الذي سرعان ما ينقلب إلى الضد بتغيير الحاكم والياً كان أو خليفة أو سلطاناً.

ومن الفترات الزمنية التي عاشوا خلالها بسلام آمنين على حياتهم وأموالهم كانت الفترة التي عاشوها تحت حكم (المللية) ، والتي امتدت لحوالي ثلاثة قرون شملت مناطق واسعة من بلاد النهرين ، حيث نعموا بأوقات السلم بوضع معيشي آمن ومستقر مع محافظتهم على دينهم ولغتهم ضمن مجتمع مركب الهوية يؤمن قادته بالمساواة وبالعيش المشترك.

يقدم هذا البحث دراسة تحليلية للمللية وللعلاقة التي ربطت بين الملليين ومسيحيي (بيث نهرين) ، ويقوم بمناقشة الدور الذي لعبه إبراهيم باشا المللي في الحفاظ على الوجود المسيحي في المنطقة وقتها ، وكيف أثرت وفاته عام ١٩٠٨م على مصيرهم.

أولاً : المقدمة :
‏عاش السريان منذ أقدم العصور فوق أرضهم التاريخية، ومنذ اعتناقهم المسيحية، تخلوّا عن الإهتمام بالقضايا السياسية، إلاَّ أن ذلك لم يجنبهم الإضطهاد على مر العصور، بداية من إضطهاد بعض القياصرة الرومان مروراً بالإضطهاد الأربعيني ، وصولاً إلى أحداث السيفو عام ١٩١٥م الكارثية التي كان أهم أسبابها إلتقاء مصالح بعض المتنفذين في السلطة العثمانية مع أطماع آغوات (بعض) العشائر الكردية، فقد تم إستغلال حالة الجهل والتخلف والتعصب الديني لدى تلك العشائر لتنفيذ مآربهم فكانوا (السيف الذي قطع رقاب المسيحيين وكان الأتراك اليد التي حركت السيف).

إن هول المجازر التي جرت يعرفه العالم بأجمعه، ولكن مالا يعرفه إلاَّ القلة من الباحثين هو وجود العديد من العشائر الكردية والعربية والأيزيدية التي عملت بقدر الإمكان لإنقاذ المسيحيين الفارين من المجازر وتضميد جراحهم ، وإنه من الواجب تسليط الضوء على المواقف الإنسانية لهؤلاء، ومنهم على سبيل المثال لا الحصر، مصطفى باشا زعيم عشائر الميران الكردية ، وآغوات عشيرة عباسا الكردية، والعديد من العلماء المسلمين الذين رفضوا إصدار الفتاوى بقتل المسيحيين كالشيخ فتح الله العين الكافي من قضاء مديات، والشيخ نوري السردحلي، ومفتي جزيرة ابن عمر أحمد حلمي وغيرهم.

فعلى سبيل المثال ، ذكر القس داؤود رمو في معرض حديثه ، عن مجريات الأحداث بتاريخ 23 آب من عام 1915م مايلي :
” ثم أن هذا القس العريان الصائر نصف ميت ، يثني على غيرة أولاد شمدين آغا في زاخو ، وعصمان آغا في الجزيرة. ربنا يكافيهم عوضنا بكل سعادة ممكنة. ونذكر للتاريخ هؤلاء النشامى ، الذين رحموا المسيحيين في وقت الضيق وساعات الشدة ، فقد احتضنوا مع السيد حمو شرو اليزيدي السنجاري ، ولدوافع إنسانية نبيلة، اعداداً كبيرة من المسيحيين الفارين من مخالب الوحش العثماني. ”

إضافة لأغلب العشائر العربية التي مدت يد العون لهم ونذكر هنا خاصةً الموقف النبيل للشريف حسين الذي
حث القبائل العربية للتعامل بالحسنى مع المسيحيين المنكوبين . حيث أن الدراسات التي تتعلق بمن يمكننا وصفهم بأصحاب الأيادي البيضاء قليلة جداً، لذا فإن هذا البحث يهدف لسد هذه الفجوة، وقد تم إختيار ويرانشهر (عاصمة) الإتحاد المللي لدراستها بإعتبارها أحد الأمكنة التي عاش فيها المسيحيون ومنهم السريان بأمان وطمأنينة ومساواة تحت قيادة الإتحاد المللي.

ثانياً : منهجية البحث
‏يعتمد البحث المنهج الوصفي التحليلي، حيث يصف الأوضاع السائدة في السلطنة العثمانية ومناطق الإتحاد المللي. و يقوم بتحليل المعلومات التي تم جمعها من المصادر التاريخية المختلفة في محاولة للوصول إلى تفسيرات عميقة لأوضاع المسيحيين في تلك الفترة ، كما ويهدف إلى فهم أفضل للعلاقات والتفاعلات بين مكونات المجتمع . ويسعى البحث للإجابة على السؤال التالي:

– إلى أي مدى أثرت وفاة أمير أمراء الكرد إبراهيم باشا المللي عام ١٩٠٨م وانحسار الدور السياسي للإتحاد المللي على مصير مسيحيي بيث نهرين ؟

للإجابة على سؤال البحث لابد لنا من توضيح الإطار التاريخي لتلك المرحلة ووصف الأوضاع التي كانت سائدة حينها.

ثالثاً : مدخل تاريخي

أ- ‏أوضاع السلطنة العثمانية:
وصلت السلطنة العثمانية في القرن السابع عشر الميلادي إلى ذروة تفوقها العسكري والإقتصادي ، وكانت تحكم مناطق شاسعة من شمال إفريقيا وجنوب شرق أوروبا والشرق الاوسط.

وبرغم إحتفاظها بقوتها في القرن الثامن عشر الميلادي ، إلاَّ أنها خاضت حروباً مهمة أدت إلى تراجع نفوذها، وبحلول القرن التاسع عشر الميلادي كان التراجع واضحاً، وشهدت السلطنة العثمانية تدهوراً في الإدارة، وتحولات إجتماعية وإقتصادية وسياسية أدت إلى تراجع قوتها، وبدأت تخسر العديد من المناطق التي كانت تحت سيطرتها، وبدأت الحركات الوطنية في مختلف الأقاليم تنادي بالإستقلال عن السلطنة العثمانية.

وأدت هذه التحديات الكبيرة إلى إنهيار السلطة تدريجياً إلى حد إنهاء السلطنة العثمانية رسمياً بعام ١٩٢٢م, وتأسيس جمهورية تركيا في عام ١٩٢٣م بقيادة مصطفى كمال أتاتورك.

ب- ‏أوضاع منطقة بيث نهرين :
تعرضت منطقة (بيث نهرين) للخراب نتيجة إجتياحها من قبل جحافل هولاكو في عام ١٢٢٨م، ثم جحافل تيمورلنك بين عامي ١٣٩٤ و١٤٠١م . وكان إقليم الجزيرة الفراتية ، وهو الإقليم الذي قسمه الجغرافيون العرب إلى ( ديار بكر ، ديار ربيعة ، ديار مُضر) ، أحد أبرز الأقاليم التي تعرضت للخراب بشكل شبه كامل، واقتصرت فيه المناطق شبه الحضرية على بقاع محددة جداً .

وبقي هذا الإقليم على هذه الحالة من الخراب حتى عام ١٦٩٦م، عندما حاولت السلطنة العثمانية إعماره، بقصد تأمين مصادر دخل تعوض خسائرها الحربية، من خلال تطبيق برنامج الإعمار العثماني الأول الذي كان يهدف إلى توطين العشائر الرُّحل ، ولكنه باء بالفشل. ولكن السلطنة أعادت الكرة بعد عدة عقود، وحاولت إعمار إقليم الجزيرة معتمدة على الإتحاد المللي المتجذر بالمنطقة منذ القديم . وكانت هذه المنطقة قد أصبحت (إضافةً للسريان والأرمن) موطناً للعديد من العشائر العربية والكردية والإيزيدية والتركمانية والقفقاسيون الشماليون (الشيشان) الذين وصلوها تباعاً بدايةً من عام 1882م.
ولضرورات البحث سأتحدث بإختصار عن بعض القبائل التي كانت منافساً رئيسياً للمللية .

ج- التعريف ببعض قبائل المنطقة :

1- قبيلة طيء : طيء الحاضرة هي في الغالب متحدرة من قبيلة طيء القحطانية القديمة. أما المستشرق الفرنسي مونتاني فيقول أنهم يمتون بصلة النسب لبعضهم فقط، وقد جاءت طيء الحاضرة إلى الجزيرة الفراتية من نجد في القرن الثامن عشر الميلادي، وفرضت سيطرتها على العشائر القديمة، ثم أزاحتها شمّر إلى منازلها الحالية حول نصيبين.

2- قبيلة شمّر : هاجرت شمّر الجرباء من منطقة نجد، وأقامت في منطقة الجزيرة، ووصلت إلى جبل سنجار شتاء ١٨٠٢ / ١٨٠٣م. وقد أرغمت عشائر المنطقة على مغادرة مواطنها التقليدية . وفي سنة ١٨٢٣م توسع نفوذ شمّر واصطدمت مراراً مع قبيلة العنزة . ‏إنَّ أقوى التحديات في الجزيرة لتفوق شمّر بصرف النظر عن العداء التاريخي مع عشيرة العنزة قد أتى من الملليين .

3- قبيلة العنزة: تنتمي إلى أقدم القبائل العربية العدنانية، موطنهم الأصلي أواسط نجد وشمالي الحجاز منهم آل سعود وآل الصُباح وآل خليفة، وقد وصلت العنزة إلى الفرات عام ١٧٠٥م وأبرز عشائرها: الحسنة، والفدعان، والولد علي، والسبعة، والعمارات، والرولة .

رابعاً : الإتحاد المللي

أ – ‏تاريخه :
‏المعلومات المتوفرة حول (قبيلة ملاّن الكردية) نواة الإتحاد المللي قليلة جداً ، وقد جاء بالموسوعة الشامية في تاريخ الحروب الصليبية بأنه : ” في سنة ستة وخمسين وخمسمائة – المعادلة لحوالي سنة ١١٦١م – وثب الأكراد المللية على قلعة شاتان وملكوها وانصرف عنها الأمير درباس الجوبي …” . كما أن الأمير محمد المللي كان أمير سنجق الخابور، وقد ثار على العثمانيين عام ١٥٩٨م.

وموطن المللين الأصلي بلاد الرافدين منذ القديم، ولكنهم في القرن الحادي عشر الميلادي، رحلوا باتجاه منطقة (وان) لأن سلاطين السلاجقة كانوا يودونهم ، ومنحوهم (إقطاعية) بتلك المنطقة ، لكنهم تركوها وعادوا إلى موطنهم الأصلي في الجزيرة الفراتية.

ويقول محمد جمال باروت بأن العشيرة الكردية الرئيسية هي عشيرة ميلان التي تحولت في هذه الفترة الى الإتحاد المللي . وفي عام ١٧٠١م أسكنت الحكومة الملليين في ديار بكر، ثم أسكنتهم منذ عام ١٧١١م في الرقة… وكان هذا الإتحاد مركب الهوية، وهذا ما تحمله الدلالة الفيلولوجية لإسم (المللية) التي تعني (هزار ملت أي ألف ملة). والمللية قسمان (ملية الخضر) وعددهم قليل ومساكنهم غرب وجنوب مدينة عامودا، ومللية (الباشات) ومساكنهم كانت ضمن منطقة واسعة تمتد من ديار بكر إلى ماردين والرقة وحلب والموصل ، وهم موضوع هذا البحث.

وإبتداءً من القرن الثامن عشر الميلادي هيمنت المللية على شمال سوريا بالكامل . وحكمت ماردين وراثياً منذ عام 1735م ، وكان امراءها يعرفون بلقب (سلطان البر).

ب- ‏بعض رجالاته :

١- تيمور باشا المللي
استلم زعامة الإتحاد المللي بعد إعدام والده محمود بك بسبب الثورة التي قام بها ، وقد اشتهر بشجاعته وكرمه الشديدين وخضعت له العديد من القبائل الكردية والعربية في ولاية ديار بكر ووان وبادية الجزيرة وحلب ، وكان يدير الأمور من قلعته في ماردين قلعة (موك) . وجهز جيشه تجهيزاً حسناً فاشتهر في مدة زمنية قليلة وهابه واليا حلب وديار بكر . ‏وبقي لسنوات طويلة يحكم المنطقة ، وسيطر على جميع المراكز الواقعة ضمن إيالات حلب ودياربكر والرقة .

وقد جاء بتاريخ مدينة ماردين مايلي :

” فعند ذلك أرسل حسين السركجي إلى سلطان البر تيمور باشا الملي يتوقع عنده بأن يمنع عنه هذه العساكر …… وكان تيمور باشا نافذ الكلم عند الوزراء وسائر الحكام ؛ لكونه من أهل الشوكة والعظمة”.

وبسبب جبروته وخروجه عن سيطرة الأستانة ، تم إعداد جيش جرار لم يستطيع الصمود أمامه، فسارع للتخلي عن (قلعة موك) في ماردين لأعدائه وتوجه نحو ولاية حلب، فقام الجيش العثماني بصب جام غضبه على العشائر الكردية وخاصة المللية، وأزاح حاكم ماردين من منصبه وقتل عدداً كبيراً من وجهاء المللية، وأصبحت ماردين بدون حماية يسود فيها القتل والسلب والنهب، وبقي تيمور باشا طليقاً في الخارج لمدة ثلاث سنوات . وفي عام ١٧٩٤م ذهب تيمور باشا إلى بغداد بناءً على دعوة رسمية من واليها بعد أن تم الصفح عنه ، ليصبح بعدها والياً على الرقة عام ١٨٠٠م ولكثرة أعدائه لم يستطع القيام بأعباء هذا المنصب ، فتم نقله إلى سيواس وأصبح والياً عليها عام ١٨٠٣م . وللعلم لم يكن يتقاضى الضريبة من الحجاج الذين كانوا يمرون بمنطقته ، كما نافس زعامة دياربكر الحضرية ، واصطدم بأهلها عدة مرات وقبل وفاته لجأ تيمور باشا إلى مقاطعة الخابور، وبدأ ببناء تحالف جديد من القبائل لمساعدته على استعادة منصبه ، ولكنه توفي بعد ذلك بوقت قصير.

٢- أيوب بك بن تيمور باشا
دامت رئاسته حوالي أربعين عاماً أمضاها بإستقلالية ذاتية، وكان مشهوراً بجوده، وقال عنه الأب جوزيف وولف الذي زار مناطق المللية عام ١٨٢٣م ما يلي :

” لدى أيوب ثمانون ألف عائلة كردية وعربية تحت إمرته، إنه أقوى شخص في البادية وكامل البلاد المحيطة به ترتجف خوفاً من إسمه ، كما أن المسيحيين واليهود يثنون بشكل كبير على نزاهته وعدالته… ” .

وقد وصفه الكثيرون، ومنهم السير باكنغهام الذي زاره عام ١٨١٦م وقال عنه: ” إن أيوب رجل قوي للغاية، بكل ما تحمله الكلمة من معنى ” .

لقد فرض أيوب بك سلطته على مناطق شاسعة جداً تمتد من بحيرة بنغول إلى سنجار، كما وصلت إلى مدينة حماة السورية عام ١٨١٨م . وكان حكمه للمنطقة المذكورة بشكل مستقل غير ‏عابيء بأوامر السلطة الحكومية العثمانية .

ويقول ستيفان وينتر بأنه :
” كان … آخر حصن ضد أشرس هجمة لتحالف الغزو البدوي الوهابي بإتجاه الشمال” .

وقد تعاون أيوب بك مع جيش محمد علي باشا (المصري)، وقاتل معهم ضد القوات العثمانية . وكان دعم المللية للمصريين بارزاً في معركة حمص ، إلاَّ أن هذا الوفاق لم يستمر، وبرغم تحويل أيوب بك ولاءه للعثمانيين، إلا أنهم عندما استعادوا السيطرة على الضفة الشرقية للفرات عام ١٨٣٤م، شنوا حملة شعواء على المللية، ولاحقوا وسجنوا زعماءها، واستولى أعدائهم القدامى على أراضيهم في الجزيرة الفراتية وخاصة قبيلة شمّر التي أصبحت سيدة الجزيرة ، وبعد وفاة أيوب بك في سجن قلعة ديار بكر، إنتقلت رئاسة المللية إلى إبن أخيه تيماوي بك.

٣- تيماوي بك
كانت المدة التي قاد بها تيماوي بك الإتحاد المللي قصيرة ، إلاَّ أنها كانت مليئة بالأحداث التي عبّرت عن رغبته في مقاومة الهيمنة العثمانية الى حد التخلص من سلطتها فتابع التعاون مع المصريين وأفسح المجال لقواتهم للدخول الى بعض المناطق الكردية ، وقدم لهم الطعام والمواشي والإمدادات اللوجستية، وسعى إلى تكريس العلاقة الدبلوماسية مع حكام مصر الذين ساعدوا المللية لاحقاً ، وأدى توسطهم لدى السلطان العثماني الى العفو عن قياداتهم الذين كانوا معتقلين لدى السلطة العثمانية، وإعادة دورهم السياسي لهم من جديد .

أما بالنسبة لنهايته فقد قُتل بإحدى المعارك مع العثمانيين حوالي عام ١٨٤٠م، ودفن في قرية الهيشري التابعة لماردين .

ونظراً لفقدان المللية زعيمها، نزلت بها المصائب والويلات فقد أغارت عليها عشيرتا شمّر وطيء وإستولتا على الكثير من أراضيها.

٤- محمود بك المعروف معمو بك
أصبح رئيساً للملليين بعد انسحاب إبراهيم باشا المصري من بلاد الأناضول.

وبعد أن تابع إعمار مدينة (ويرانشهر) جدد قلعتها وجمع جيشاً كبيراً من العشائر العربية والكردية، وساعده والي دمشق الذي وضع بعض القوات العسكرية بتصرفه، فأخذ يستعيد القرى والمناطق التي سيطرت عليها قبيلتا شّمر وطيء، وإثر نزاع بينه وبين والي ديار بكر قبض عليه الوالي وزجه في السجن لمدة طويلة ، ثم عفى عنه السلطان العثماني عبد العزيز بشفاعة خديوي مصر نتيجة متابعة إبنه إبراهيم الحثيثة.

وبعد إطلاق سراحه توفي بعام ١٨٧٨م بسبب مرضه ودُفن بمقبرة الشيخ جاكير بحلب وخلفه إبنه إبراهيم.

يتبع في العدد القادم.

المقال منشور في جريدة يكيتي العدد “321″

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى