محليات - نشاطات

مشافي الحسكة.. أسعار مرتفعة وخدمات سيئة

بدأ أهالي مدينة الحسكة بالاعتماد على المشافي الخاصة فقط، منذ عدة سنوات، بعد أن أصبح المستشفى الوطني خارجاً عن الخدمة تقريباً، بسيطرة إدارة حزب الاتحاد الديمقراطي PYD، عليه، وفقدان الأدوية وعدم وجود أطباء.

ومع زيادة الاعتماد على المشافي الخاصة، بدأ الإهمال يتسرّب إلى عملها مع مرور الوقت، ولم تعد تقدّم خدمات طبيّة توازي أسعار العلاج المرتفعة فيها، وأشارت جهات كثيرة إلى ضعف الرقابة على المستشفيات، وتحولها إلى “بيزنس” جديد، الهدف الأول منه هو الربح.

 

المشفى الوطني خارج الخدمة

بعد أن سيطرت إدارة حزب الاتحاد الديمقراطي PYD، على المستشفى الوطني في أغسطس/آب 2016، بدأ النظام السوري بتخفيض التمويل المقدّم للمستشفى المذكور.

وفي بداية عام 2017 طلب محافظ الحسكة جايز الموسى مغادرة مسلحي PYD، لمبنى المستشفى الوطني، والاكتفاء بالتواجد في المخفر على باب المشفى، وسيقوم بتقديم التمويل والأدوية اللازمة، إلّا أنّ الأخير رفض العرض، ما دفع النظام السوري لقطع التمويل بشكلٍ نهائي عن المستشفى.

قطع التمويل من قبل النظام دفع الدكاترة والأطباء والفنيين والممرضين، إلى ترك المستشفى واللجوء إلى مراكز النظام (كالمركز الإسعافي، ومشفى اللؤلؤة لاحقاً)، أو إلى المنظمات الدوليّة، أو المشافي والمخابر الخاصة.

بالمقابل لم تقدّم إدارة PYD، أي تمويل حقيقي يخدم المستشفى الوطني، ولا أدوية لصيدليات المشفى.

في السياق قال الدكتور (ح.ك) ليكيتي ميديا: “بعد قطع التمويل عن المستشفى، لم تبادر إدارة PYD، إلى تقديم أي تمويل حقيقي للمستشفى، وهذا دفع الطاقم الطبي إلى ترك المستشفى؛ لعدم وجود رواتب وأدوية”.

وأخيراً فرضت إدارة PYD، منذ أشهر، مبلغ مالي قدره 5 آلاف ليرة سوريّة، على مراجعي العيادات الخارجيّة في المستشفى، ومبلغ 15 ألف ليرة على التحاليل والتصوير الشعاعي.

كل ما سبق أدّى إلى فراغ المستشفى الوطني في مدينة الحسكة من الأطباء والأدوية، باستثناء قسم غسيل الكلى، الذي ما زال تابعاً لمديريّة الصحة التابعة للنظام السوري، إلى جانب بنك الدم.

 

الهدف من المشافي الخاصة مادي بحت

قال المواطن محمد لموقعنا: “كل مستشفيات الحسكة والقامشلي وغيرها (الخاصة) أسعارها مرتفعة بشكلٍ كبير ومتفاوت، ما يؤكّد أنّ الهدف من هذه المشافي مادي، أكثر ما هو إنساني”.

كما أضاف “من المؤكد أنّ المشفى الخاص نظام اقتصادي يكلّف مبالغ كبيرة، ولكن عدم وجود رقابة حقيقيّة على القطاع الصحي في الحسكة، دفع أصحاب هذه المشافي إلى رفع أسعار الخدمات الطبيّة بشكلٍ كبير وزيادة عن الحد الطبيعي”.

 

الخدمات سيئة

من جانبه قال المواطن (ب.ب) لموقعنا: “أدخلت والدي للعناية المركّزة في أحد مشافي الحسكة الخاصة، انصدمت بفاتورة المشفى حيث دفعنا عن كل ليلة 100 دولار باستثناء أجور الأطباء المراجعين له والمشرفين عليه، وباستثناء الأدوية التي اشتريتها من صيدليّة المشفى”.

وزاد (ب.ب) “بعد خروج أبي من العناية ووضعه في غرفة عادية في المشفى، تفاجأنا بالخدمات السيئة، حيث لا يوجد تبريد مركزي في تلك الغرف، وكان الاعتماد على مراوح صغيرة فقط في ظل ارتفاع درجات الحرارة، كما لا يوجد أسرة إضافيّة أو كراسي جلديّة للمرافق، فقط يوجد كرسي بلاستيك لا يصلح للبقاء طوال الليل عليه”.

واختتم بالقول: “بعد أخذ كل هذه المبالغ الخياليّة من المرضى والمراجعين، من غير المقبول عدم وجود تبريد مركزي، أو كراسي مريحة أو أسرة إضافية في غرف المرضى، ولا بدّ للجهات المختصة أن تقف بشكل جدي على هذه الأسعار والخدمات المناقضة لبعضها”.

وتفاقمَ الوضع الصحي في مدينة الحسكة بعد هجرة عدد كبير من الكوادر الطبيّة والصيدلانيين منذ بداية الثورة السوريّة، حيث هاجر أكثر من 1857 طبيب حتى نهاية عام 2015، بحسب إحصائيات مديريّة صحة الحسكة، كما ترك 654 صيدلياً عملهم، إضافةً للعديد من الكوادر الطبيّة من ممرضين، مساعدين طبيين، وفنيين، بسبب تدني الرواتب والضغوط الأمنيّة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى