مشاكل تعليم اللاجئين السوريين في إقليم كُردستان.. تحديات وحلول
يشهد إقليم كُردستان العراق منذ سنوات طويلة توافد أعداد كبيرة من اللاجئين السوريين بسبب الصراعات المستمرة في سوريا.
وبينما يسعى هؤلاء اللاجئون لإعادة بناء حياتهم في بلد جديد، يواجه الطلاب السوريون تحديات كبيرة في مواصلة تعليمهم، ومن أبرزها اختلاف اللغة الدراسيّة.
كان التعليم في سوريا يعتمد بشكل أساسي على اللغة العربيّة، وهي اللغة الأم للغالبيّة العظمى من الطلاب السوريين، ولكن في إقليم كُردستان، تُدرَّس المناهج الدراسيّة باللغة الكُرديّة، وهو ما يشكّل عقبة كبيرة أمام هؤلاء الطلاب، ويجد العديد منهم صعوبة في فهم الدروس أو التفاعل مع المعلمين وزملائهم، مما يؤدّي إلى تأخرهم استيعابياً.
من أهم الصعوبات التي يواجهها الطلاب:
صعوبة تعلم اللغة الكُرديّة: يحتاج الطلاب إلى وقت طويل وجهد كبير لإتقان لغة جديدة تماماً.
غياب الدعم التعليمي الكافي: لا توجد برامج كافية لتعليم اللغة الكُرديّة للاجئين، مما يزيد من معاناتهم.
الشعور بالاغتراب: يجد الطلاب أنفسهم معزولين أحياناً بسبب اختلاف اللغة والثقافة.
التسرب المدرسي: بعض الطلاب يضطرّون إلى ترك المدرسة بسبب عدم قدرتهم على التأقلم.
تأثير المشكلة على مستقبل الطلاب
هذا التحدي لا يؤثّر فقط على تحصيل الطلاب الأكاديمي، بل يمتدّ إلى شعورهم بالإحباط واليأس. كما أنّ ضعف اللغة يمكن أن يعيق اندماجهم في المجتمع الجديد وفرصهم المستقبليّة في العمل أو التعليم العالي.
الحلول المقترحة من خلال استطلاع ليكيتي ميديا:
مسعود خلو ولي أحد الطلاب أفاد لموقعنا بأنّ “أطفالنا الذين كانوا يدرسون باللغة العربيّة يواجهون تحديات كبيرة في مدارس إقليم كُردستان حيث تعتمد اللغة الكُرديّة”.
كما أضاف “هذا التغيير المفاجئ يسبّب لهم صعوبة في استيعاب المناهج، خاصةً في المواد العلميّة واللغويّة، ويعانون من فقدان الثقة بأنفسهم والشعور بالإحباط نتيجة ضعفهم في اللغة الجديدة”.
وتابع خلو بالقول: “كما أنّ الوقت الإضافي الذي يحتاجونه لفهم الدروس يؤثّر على مستواهم الدراسي العام”.
واختتم “نحن كأولياء أمور نرى حاجتهم لدعم أكبر لتجاوز هذه العقبات، فالتعليم حق أساسي، ويجب أن يتمّ بأسلوب يضمن سهولة التعلم والتأقلم”.
من جانبها أكّدت سارة حسن وهي من طلاب المرحلة المتوسطة ليكيتي ميديا: “نحن نعاني من صعوبة التأقلم والأهم من كلّ ذلك نخاف على مستقبلنا وتعبنا، فإذا عدنا لسوريا فهل ستكون هذه الشهادة معترفة وكيف سيكمل طلاب الابتدائي تحصيلهم من منهاج وثقافة ولغة مختلفة”.
سارة اقترحت عدة مقترحات وهي:
* توفير دورات مكثّفة لتعليم اللغة الكُردية: يجب أن تكون هناك برامج خاصة موجّهة للاجئين لتعليمهم اللغة بطريقة فعّالة وسريعة.
* تعيين معلمين يجيدون اللغة العربيّة والكُرديّة: يمكن أن يساعد ذلك في تسهيل التواصل بين الطلاب والمعلمين.
* إدماج الطلاب تدريجياً: يمكن تصميم برامج تعليميّة تمزج بين اللغتين في المرحلة الأولى لتسهيل الانتقال.
* تقديم الدعم النفسي والاجتماعي: لمساعدة الطلاب على تجاوز مشاعر الغربة وتعزيز ثقتهم بأنفسهم.
أما المعلمة كوثر محمد (معلمة في إحدى المدارس التابعة للاجئين السوريين في هولير) صرّحت ليكيتي ميديا بأنّها شاهدت ما واجهه الطلاب من صعوبات حول تغيير المنهاج من اللغة العربيّة الى اللغة الكُرديّة ثم التغيير من الصف الرابع وليس الصف الأول وهذا أثّر سلباً على الطلاب الذين درسوا مدّة ثلاث سنوات باللغة العربيّة، وأدّى ذلك إلى تذمّر الأهالي على عدم قدرتهم لتعلم أطفالهم لأنّهم لا يعلمون القراءة والكتابة باللغة الكُرديّة رغم تعلمهم ودراساتهم العربيّة.
وأخيراً فإنّ تعليم الأطفال السوريين اللاجئين هو استثمار في مستقبلهم ومستقبل المجتمع الذي يعيشون فيه. يتطلّب الأمر جهوداً مشتركة من الحكومات، المنظمات الإنسانيّة، والمجتمعات المحليّة لضمان أن يتلقّى هؤلاء الأطفال التعليم الذي يستحقونه، بغض النظر عن التحديات التي تواجههم.