آراء

معضلتنا مع أمريكا

كاوا رشيد
منذ دخول الشرق الأوسط الكبير عصر الاضطرابات الكبرى منذ اربع سنوات من الآن , لا يزال عدم الفهم للسياسة الأمريكية ومراميها والقدرة على تحليلها وفهم مغازي هذه السياسة واهدافها اصعب التجليات عند محللي السياسة في منطقتنا
إن اقرب حلفاء أمريكا واقصد هنا المملكة العربية السعودية و تركيا ,نراهم يتخبطون وكأنهم سكارى وأكثر ما ظهر التخبط كان في الكارثة السورية الراهنة , فعلى العكس من الموقف من الثورة في تونس التي لم تتجاوب معها تركيا والسعودية بالسرعة المطلوبة وكذلك في مصر ,كانت الاستجابة للازمة السورية وتبنيها وسريعا وحاولت الدولتان ان تشكلا رأس الحربة في الجهود الدولية الرامية لإسقاط النظام ونال اردوغان شعبية هائلة نتيجة لمواقفه وتصريحاته النارية والتي خبت بعد أن وجد نفسه وحيدا مع حلفائه السعوديين والقطريين ,وغلبت الجميع حالة من اليأس واللوعة من السياسة الأمريكية وبلغت الحالة بالسعودية إلى حد رفض المقعد المخصص لها في مجلس الأمن الدولي احتجاجا على المواقف الأمريكية , ويعتبر هذا الموقف السعودي الأكثر خطورة واحتجاج قوي لم تألفه الدوائر الدولية المعنية ’
إن دخول السعودية في مواجهة كهذه بحت ذاتها تعتبر المفاجئة وهي الدولة المحافظة والهادئة والتي تعتمد على سياسة الكواليس ولكنها هذه المرة رمت بالقفازات ورفعت مستوى المواجهة إلى مدى آخر وخاصة بعد التطورات في الملفين المصري والنووي الإيراني والمعلومات التي تتداولها الصحف عن صفقات اسلحةروسية ضخمة للغاية لمصر بتمويل خليجي ,إما ردود الفعل التركية فهي اقل من النرفزة الخليجية لأنها ربما فهمت اللعبة وان متأخرا ,وتفهمها لمصالح الحليف الأمريكي التي تشمل الكرة الأرضية ب اجمعها ومعرفتها إن عدم فهم السياسة الأمريكية ليس ذنب صانع القرار الأمريكي الذي ليس مسئولا الا أمام الدوائر الحاكمة وشعب والولايات الأمريكيةوليس في ضوء فلسفة الأخلاق .
التدخل الامريكي ليس كما اتفق او في ضوء طلبات حليفة او لافتات يكتبها نشطاء في مظاهرات في كفرنبل !!!!!!!!!!!!!
بل في ضوء موقعها كقوة عظمى وحيدة بيافطة غير مكتوبة هي :ما الذي سنجنيه من التدخل او عدم التدخل وهل الاستثمار افضل لامريكا في الازمة وادامتها ام لا ,والنظرة الى الشرق الاوسط لا تتعدى في كونها مخزن للنفط الرخيص وسوق للأسلحة والمواد الكمالية ومشاريع لا تنتهي للبنية التحتية من طرق سريعة ومطارات ضخمة ومدن عسكرية اظهرت حرب الخليج انها لجعلها في خدمة القوات المسلحة الامريكية , لمحاصرة روسيا والصين هذه القوة الناشئة الجديدة ,اما الشعوب فكما وصفها احد المفكرين الغربيين :مثلها مثل الناس غير المهمين يمكنها بسرعة ان تتوهم انها مهمة وعندها يقوم الاسطول الامريكي باعطاء كل شعب قيمته تماما مثل الاسطول الانكليزي في القرن التاسع عشر امام سواحل عكا وبيروت والاسكندرية,
الا اذا كان هناك من يصدق ان البارومتر هو حقوق الانسان والعدالة والمساواة وليس في المصالح الاقتصادية والاستراتيجية و لعبة الامم الجديدة التي تدور للاسف في منطقتنا الشرق اوسطية الجاذبة لمختلف القوى للعب في ارضها نتيجة فراغ القوة المستديم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى