مع اقتراب عيد النوروز.. إقبال لافت على اقتناء الزي الكُردي في عامودا
تستعدّ نساء وفتيات مدينة عامودا لاستقبال عيد نوروز الذي يصادف 21 آذار/مارس عن طريق قصدهن محلات بيع الأقمشة والأزياء الخاصة بعيد نوروز.
فشراء الأقمشة وتفصيلها من الطقوس الثابتة لدى نساء وفتيات كُردستان سوريا.
مع اقتراب عيد نوروز تشهد محلات الأقمشة في أسواق مناطق كُردستان سوريا إقبالاً شديداً لتفصيل الزي الكُردي الفلكلوري الذي يمثّل التراث الكُردي والذي يتميّز بألوانه الزاهية.
بالرغم من غلاء الأسعار وخاصةً أسعار الأقمشة فإنّ الإقبال على الشراء ملحوظ بشكلٍ جيد.
وقد ارتفعت أسعار الأقمشة مع ارتفاع سعر صرف الدولار الأمريكي مقابل الليرة السوريّة ولا سيما أنّ غالبيّة أنواع الأقمشة المستخدمة في خياطة الأزياء الكُرديّة الفلكلوريّة تكون مستوردة من إقليم كُردستان العراق وإيران والإمارات.
بالصدد ووفقاً لبائعي الأقمشة في سوق عامودا خلال حديثهم لمراسل موقع يكيتي ميديا في المدينة: إنّ الأسعار أعلى بالنسبة للسنة الماضية فتبدأ من 20 ألف للمتر الواحد من القماش ذي الجودة المنخفضة إلى أكثر من 110 ألف للمتر الواحد بالإضافة إلى وجود أقمشة تصل أسعارها إلى 100$ وحتى الأقمشة باهظة الثمن تشهد إقبالاً من الزبائن.
نور حسن والتي كانت بصحبة والدتها في سوق القماش تحدّثت ليكيتي ميديا “أنّ شراء الأقمشة وخياطتها يعدّ من الطقوس الثابتة لدى المرأة الكُردية بمختلف الطبقات والمستويات المعيشيّة وأنّها شخصياً تحرص على هذا الأمر منذ طفولتها حيث لا تتذكّر أنّ عيداً من أعياد نوروز مرّ عليها دون أن تكون قد اشترت أو فصّلت زياً جديداً تلبسه أثناء حضور الاحتفالات، حين تتجمّع العوائل في المناطق المفتوحة للاحتفال بأداء الأغاني والرقصات والدبكات الكُرديّة”.
السيدة يسرى من إحدى القرى التابعة لمدينة عامودا قالت ليكيتي ميديا: “رغم أنّ النظام السوري كان يمنع مظاهر هذا العيد بشكل واسع لكننا كنا نحتفل به رغم ذلك وبعد الأحداث أصبح الاحتفال به طقساً سنوياً فهذا يوم مقدّس بالنسبة لكلّ كُردي فقد قدّمنا العديد من التضحيات حتى نتمكّن من الاحتفال بهذا اليوم بحريّة وسلام فهذا اليوم يستحقّ أن نتحضّر لاستقباله بأجمل الثياب”.
والأمر الذي يزيدنا بهجةً هو أنّ نوروز كلّ عام يشهد “إقبالاً من بعض الأطياف بمشاركة أفراد من المكون العربي والمسيحي في الاحتفالات التي تقام في الساحات”.
ورغم أنّ اقتناء الأزياء الكُرديّة بات أمراً اعتيادياً خلال السنوات القليلة الماضية بعد زمن طويل من المنع إلّا أنّ الأزمة الاقتصاديّة قد تحرم البعض من هذه التجربة وفقاً للسيد عدنان (55 عاماً) من مدينة عامودا: إنّ الأسعار كانت موضوع نقاشنا اليوم بين مجموعة من الأصدقاء وتساءلنا: كيف يستطيع موظف أو صاحب مهنة حرة تأمين مصاريف عيد نوروز من ثياب ومواصلات ومواد غذائيّة, مضيفاً: إنّ تكاليف شراء قماش العيد وخياطته بالنسبة إلى شخص واحد من العائلة تقريباً هي 300 ألف ليرة لذلك هناك مَن يضطرّ للتخلي عن هذا الزي أو يلبس زي السنوات الماضية.
تعكف أم محمد على تصميم الأزياء الكُرديّة في غرفتها استعداداً لقدوم عيد نوروز وتعمل بشكلٍ متواصل منذ بداية شهر شباط الحالي حتى تتمكّن من تلبية الطلبات التي تتزايد في مثل هذه الفترة من كلّ عام.
هناك ضغط كبير على الخياطين في مثل هذا الوقت فالغالبيّة ترغب في تفصيل الزي الكُردي الفلكلوري استعداداً لعيد نوروز.
بالصدد تحدّثت أم محمد ليكيتي ميديا: إنّ أجور خياطة الزي الكُردي الواحد تختلف من خياط لآخر فالأسعار بين الـ 50 الى 150 ألف كما أنّ الأجرة تختلف بحسب نوع القماش فهناك بعض الأقمشة تكون مطرّزة بالخرز تحتاج الى جهد مضاعف نضطرّ إلى نزعها من الأطراف لتفادي أعطال الماكينة.
وبشأن الموديلات ترى أم محمد “أنّ الأزياء الكُرديّة النسويّة وحتى الرجاليّة منها بقيت محافظة على تصاميمها الأساسيّة برغم التغيير الحاصل في مجال صناعة ونوعيات الأقمشة المستخدمة ولكن الفترة الأخيرة شهدت تغييرات طفيفة في هذه الأزياء”.
يُذكر أنّ منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) أدرجت في فبراير/شباط من عام 2010 عيد نوروز في القائمة النموذجيّة للتراث الثقافي غير المادي للبشريّة وأقرّت يوم 21 مارس/آذار يوم نوروز العالمي.