محليات - نشاطات

مع انتهاء العام الدراسي.. أهالي عامودا يشتكون افتقار المدينة لمرافق ترفيهيّة للأطفال

مع اقتراب نهاية العام الدراسي في مدينة عامودا تستعدّ العائلات لفصل الصيف بما يحمله من راحة وتحديات في آنٍ معاً، فبينما ينتظر الأطفال العطلة بفارغ الصبر يراها كثير من الأهالي مسؤوليّة جديدة تبدأ بالسؤال كيف سنشغل أوقاتهم؟ وأين يمكنهم اللعب أو الاستجمام؟ وذلك في ظل غياب الحدائق العامة المجانيّة في المدينة فيصبح التخطيط للعطلة أمراً مقلقاً أكثر مما هو مفرح.

تقول السيدة شيرين، وهي أم لثلاثة أطفال إنّها تشعر بالقلق كلما اقترب موعد الإجازة وتضيف: أطفالي بحاجة إلى تغيير في الجو بعد عام دراسي طويل، لكن لا توجد أماكن عامة نلجأ إليها، والحدائق المتوفرة في المدينة خاصة ويتعيّن علينا دفع مبالغ ماليّة لقاء الجلوس وحجز الطاولة واستخدام الألعاب، فمجرد نزهة بسيطة قد تكلّفنا مبلغاً كبيراً، وهذا أمر مرهق بالنسبة لنا،. وتتابع قائلة: نتمنّى فقط وجود حديقة عامة بسيطة نستطيع الذهاب إليها دون أن نقلق بشأن التكاليف.

من جهة أخرى ترى السيدة ايمان، وهي أم لطفل واحد، أنّ العطلة الصيفيّة يجب أن تكون وقتاً للراحة المطلقة. فتقول: لقد خططت أن أترك ابني يستريح هذا الصيف فهو أنهى عاماً دراسياً طويلاً وشاقاً، وأشفق عليه من أي التزامات إضافيّة لا أريد أن أشغله بالدروس أو الأنشطة العطلة وُجدت للراحة ويجب أن يستمتع بها كما يشاء دون ضغوط أو جدول زمني.

لكن اختار بعضهم استغلال هذه الفترة لتطوير مهارات الأطفال وتنمية مواهبهم بدلاً من الاكتفاء بالراحة واللعب فقط. إذ يرى هؤلاء الأهالي أنّ الصيف فرصة مناسبة لتعليم أبنائهم مهارات جديدة تعود عليهم بالفائدة في المستقبل، بينما يحاولون خلق توازن بين الترفيه والتعليم، فيقول السيد حسين ابراهيم لموقعنا إنه قرّر إرسال ابنه إلى ملعبٍ لكرة القدم خلال العطلة الصيفيّة موضحاً بقوله: لاحظت أنّ ابني يملك شغفاً كبيراً بكرة القدم، وأردت أن أساعده على تنمية هذه الموهبة، والملعب سيكون مكاناً يفرغ فيه طاقته، ويتعلّم من خلاله الانضباط وروح الفريق، ويقضي وقتاً ممتعاً ومفيداً في آنٍ معاً، لا أهدف إلى إثقال كاهله بل إلى دعم شغفه في بيئة رياضيّة مناسبة.

وعلى الرغم من اختلاف وجهات النظر بين من يفضّل الراحة، ومن يشجّع على النشاط، ومن يبحث عن توازن بين الاثنين، يتفق الجميع على أمرٍ واحد وهو الحاجة الماسة إلى مساحات عامة مخصصة للأطفال.

وفي النهاية تختلف خطط العائلات وتتنوع، فبعضهم يختار الراحة التامة وآخرون يسعون لتنمية المهارات أو تحفيز الشغف إلّا أنّ الهدف المشترك بينهم جميعاً هو توفير عطلة ممتعة آمنة وخفيفة على كاهل الأسرة، عطلة يشعر فيها الطفل بالحريّة والفرح والانطلاق دون أن تكون سبباً في إرهاق الأهالي مادياً أو نفسياً.

وبين الأمنيات والواقع تبقى الحاجة إلى أماكن عامة مجانيّة مطلباً أساسياً لا يمكن تجاهله مع كل صيف جديد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى