أخبار - كُردستانشريط آخر الأخبار

مكتب الفن والفلكلور.. “باقة وردٍ للفنان سعيد كاباري بمناسبة عيد ميلاده”

Yekiti Media

لعلّ هذا هو القدر الكُردي الذي لازمه الحزن الأبدي ، و ذلك منذ أولى صرخات الولادة على هذه الأرض الطيْبة، ليحمل بذلك شجونها و آصالتها في العطاء و السخاء .

فالكُردي ليس هو مَنْ يجهل تاريخ عيد ميلاده، و ليس هو مٌنْ يبخل في تبجيل أثداء تلك القديسات الكُرديات ، كونهنّ مٌنْ أنعمن هذا الكُردي الحياة و هواءه الأول .

و لكن أيُّ ميلادٍ لأيِّ كُرديٍ في هذه الأصقاع هو مجرّد ميلادٍ لعشق القضية ، ليصبح بذلك تاريخ ميلاد شعبٍ مضّطهدٍ وغناء لهذا الوطن و شموع لكلّ الأمة .

فقبل ثلاثة أيامٍ منصرمة مرّ عيد ميلاد هذا الفنان الثوري الأصيل سعيد كاباري بكلّ هدوءٍ و هو الذي أمضى جلّ سنواته في خدمة القضية الكُردية و مشروعها القومي حيث ذاع صيته بين الصغار قبل الكبار في كُردستان سوريا و عموم أجزاء كُردستان.

فلم يثنِ عزيمة هذا الفنان البيشمركاوي و المعوّق فيزيائياً ( كونه يفقد حاسة البصر ) كلّ جبروت و طغاة أنظمة دمشق و بغداد و لم يترك مطلقاً الواجب القومي، فكان يحتفل بعيد نوروز و هو قابع في سجن أبو غريب السيئ الصيت بالعراق و ذلك بإشعال النار ببعض الجرائد … كما لم ترهبه أبداً سطوة سجّاني و جدران سجن تدمر الصحراوي ، فكان دوماً يؤكّد على الإيمان الراسخ بميلادٍ جديدٍ للقضية .

و ما يُعرف عن أسطورة هذا السعيد كاباري الجريئ هو بالتأكيد نضال متكامل دون تجزّء و متجذّر بين كُردستان سوريا الجزء الميلادي له و كُردستان العراق فكان من الأوائل الذين حملوا السلاح مع إخوانه البيشمركة في ثورة كولان و اكتسب صلابة جبالها ، فكان لكلّ هذه السنوات من عمره بداية تاريخٍ في غاية الجرأة و يُسجّل له أكثر من ميلادٍ و عنادٍ .

فالفنان سعيد كاباري هذا الراهب الطيّب ، دوماً جلب السعادة لتلك القرى و البلدات الكُردية المترامية على سمفونيات الظلم القومي و التي أثقلتها طوابير المخابرات السورية طيلة السنوات الطويلة ، اذ كان يجدر بهؤلاء البسطاء ما أن ينتهي من وصلاته الغنائية القومية أو الدبكاوية في مكانٍ ما ليتمّ تهريبه إلى مكانٍ آخر أكثر آمناً خوفاً من مداهمة المخابرات له .

فامتزج هذا الفنان الشجاع منذ نعومة أظفاره بكلّ ألوان الربيع و حصاد القمح مع هذا القدر الكُردي المعقّد؛ فلم يتنحَّ جانباً بعيداً عن هموم و آلام شعبه بل شاركه في أفراحه و أتراحه و نهل من مدرسة البرزانية جلّ شجاعته و حطّم بذلك كلّ مقاسات التعذيب لكلّ سجّاني السجون في كلّ من دولة سوريا و العراق و لم يتعب أنامله ليكمل ثورة في الأوتار الخاصة به و لم يخنه حنجرته ليغني للشاعر الكبير جكرخوين من أروع ما أبدع من الشعر ( Felek destê xwe nade kes selava …) أو لأجمل ما خطّت يد الشاعر العظيم تيريج ( Ey biblê dil şadî hela were bike vixan ) . كما لم يفقده الذكريات بتقديم الملاحم الكُردية في الشجاعة و الأمل الواعد .

فليبقِ متّقدةً تلك الشموع في الذكرى الرابعة و الستين لميلاد الفنان سعيد كاباري الذي لم يطفئه إرادة فائقة تستحقّ ميلاداً جديداً للحرية .

و أخيراً هذا الفارس الشهم حالياً لا زال يمتطي صهوة جواده هو بهولير و لكن قد خانه المرض كأيّ كائنٍ بشري و هو بحاجة لإعادة الاعتبار له كرجلٍ مناضلٍ.

لذا نهيب بقيادة إقليم كُردستان و المجلس الوطني الكُردي في سوريا و كلّ مَنْ ينتمي للمشروع القومي الكُردي أن يعطوا لهذا الشجاع و لو جزءاً بسيطاً ممّا يستحقّ لكلّ هذه السنوات من العطاء و الرجولة .

 

مكتب الفن والفلكلور لحزب يكيتي الكُردستاني- سوريا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى