آراء

من تاريخ الصحافة الكردية – الحلقة الخامسة

جريدة: كرد تعاون وترقي

أدهم شيخو

هذه الصحيفة كانت لسان حال جمعية التعاون والترقي الكردية، وقبل أن نتحدث عن هذه الصحيفة علينا أن نتحدث عن جمعية كرد تعاون وترقي والتي أصدرت هذه الجريدة.

جمعية كرد تعاون وترقي تأسست في مدينة إستنبول بتاريخ 2 تشرين الأول سنة 1908 وكانت إدارة هذه الجمعية تتألف من 15 شخصية كردية وكان السيد: عبد القادر بن عبيد الله النهري هو الرئيس الأول والسيد أمين عالي بدرخان هو الرئيس الثاني للجمعية. ومن المؤسسين لهذه الجمعية نذكر: ذهني باشا بابان زاده – المشير أحمد باشا – أحمد نعيم بابان زاده – إسماعيل حقي بابان زاده – الشاعر بيره ميرد – بديع الزمان سعيد النورسي – خليل خيالي – أحمد رامز لجي – أحمد جميل دياربكرلي – أمين عالي بدرخان …….الخ.

وكانت مركز هذه الجمعية مدينة إستنبول وتم إفتتاح فروع لهذه الجمعية في مدن عديدة مثل: ديار بكر – بدليس – موش – أرضروم – الموصل – بغداد .

هذه الجمعية وبعد تأسسيها أصدرت جريدة تمثل لسان حالها والناطق بإسمها وقد صدر العدد الأول من الجريدة – كرد تعاون وترقي – بتاريخ 5 كانون الأول سنة 1908 وكان صاحب إمتياز الجريدة والمدير المسؤول هو الشاعر الكبير – بيره ميرد -. أما رئيس التحرير فكان السيد أحمد جميل باشا دياربكرلي، وكانت الجريدة تتألف من 8 صفحات وتصدر بشكل شهري وباللغتين الكردية والعثمانية وقد صدرت من هذه الجريدة 9 أعداد فقط.

وقبل الحديث عن الجريدة علينا أن نتعرف على شخصية رئيس التحرير أحمد جميل باشا دياربكرلي:

أحمد جميل باشا دياربكرلي

-ولد سنة 1872 في ديار بكر وهو ابن إسماعيل باشا أفندي.

-درس الإبتدائية في المدرسة الرشدية العسكرية في ديار بكر وبعدها انتقل إلى مدرسة العشائر في إستنبول وبعدها إنتقل إلى المدرسة الشاهانية في استنبول وقد تخرج سنة 1897 من المدرسة الشاهانية بتقدير ممتاز.

-بعد تخرجه عما قائمقاماً في / سويرك – مديات – نصيبين – جزيرة بوطان ….الخ /

-سنة 1921 أحيل على التقاعد

-سنة 1908 كان من مؤسسي جمعية كرد تعاون وترقي وأصبح رئيس التحرير لجريدة كرد تعاون وترقي.

-كان يتقن الكردية والفارسية والعثمانية والعربية والفرنسية

-سنة 1928 أصبح عضواً في إدارة مجلس غرفة تجارة ديار بكر

-نشر الكثير في الصحف التي كانت تصدر آنذاك مثل: كرد تعاون وترقي – دجلة – بيمان – سعادت – شرق وكردستان …..الخ.

-له مجموعة من المؤلفات باللغة العثمانية ونذكر منها: العشائر – الأكراد البدرخانيين – ديار بكر عبر التاريخ .

توفي بتاريخ 24 شباط سنة1941

وبالرجوع إلى الجريدة نجد وبشكل واضح نضوج الوعي والفكر السياسي القومي الكردي وقد أعطت الجريدة أهمية كبيرة للغة الكردية والتعليم بالكردية ومن أهداف الجريدة هي حرية كردستان والشعب الكردي ضمن إطار المملكة العثمانية.

وهنالك شخصيت كثيرة نشرت نتجاتها في الجريدة ونذكر منهم: بيره ميرد – إسماعيل حقي بابان زاده – أحمد جميل باشا دياربكرلي – سليمان نظيف – أحمد عارف برزنجي – مظهر زاده ديار بكري – محمد طاهر جزري – خليل خيالي ……الخ.

وننشر لكم مقالة نشرها الأستاذ سعيد النورسي في العدد الأول من الجريدة وباللغة الكردية وهذه ترجمة المقال باللغة العربية:

أيها الشعب الكردي

القوة تكمن وتكون في الوفاق والإتفاق

والحياة تكمن وتكون في الوحدة والإتحاد

والسعادة تكمن وتكون في الأخوة والإخاء

والسلامة تكون في الحكومة

فعليكم التمسك بالإتحاد وشريعة المحبة، لكي لا تكونوا عرضة للبلاء والمصائب

إسمعوني جيداً سأقول لكم أمراً: لدينا ثلاثة جواهر علينا أن نتمسك بها:

1-الإسلام

2-الإنسانية: فعلينا أن نثب إنسانيتنا للعالم بالخدمة العقلية والرجولة والصفات الحميدة

3-القومية: فقوميتنا هي التي تعطينا الميزة، وكانوا أجدادنا مشهورين بالصفات الحميدة، وعلينا أن نحافظ على قوميتنا

وبعد ذلك هنالك ثلاثة أعداء لنا يقوم بتخريبنا وتدميرنا

فقط في إستنبول 40000 عتال الفقر: ودليلي هنالك

الجهل والأمية: والدليل حيث من بين ألف شخص لا نجد شخص يستطيع قراءة جريدة

العداوة والخصومة: حيث العداوة والخصومة يؤدي إلى تشتت وضياع قوتنا، ويؤدي إلى ظلم الحكومات علينا.

أمام ذلك علينا أن نحمل ثلاثة سيوف من الألماس، لكي نطرد أعدائنا الثلاثة

المعرفة والعلم

الإتفاق والوحدة والمحبة القومية

عدم الإتكال والإعتماد على الآخر

ووصيتي الأخيرة لكم

التعليم – التعليم – التعليم – الوحدة – الوحدة – الوحدة.

المقال منشور في جريدة يكيتي العدد “308”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى