آراء

من يقود كرد سوريا؟ إلى من يهمه الأمر ومن لا يهمه !

هوشنك أوسي
منذ ان بدأ حزب العمال الكردستاني تشكيل تنظيماته بين الكرد السوريين، سنة 1983، وحتى هذه اللحظة، كانت الأولوية في القيادة هي لكرد تركيا.
حتى حين كان “أوجلان” في سوريا، كان مسؤول منظمة الجزيرة، مسؤول منظمة حلب، مسؤول منظمة دمشق، التي كانت تتبع “أوجلان” مباشرةً، هذه المنظمات الثلاث، كان يرأسها كوادر كردية تركية.
بعد اعتقاله سنة 1999 ولغاية 2001، انتشرت حالة من الغضب والسخط الشديد بين قواعد حزب العمال في سوريا على الكوادر الكردية التركية، نتيجة حالات الفساد الاخلاقي والتسيّب والعنجهية والاهانة التي مارسوها بحق الكرد السوريين. حيث بدأ الناس يقولون، بما معناه:
“فليأتي أولادنا من الكوادر والقيادات الكردية السورية ويديروا امورنا. وما عدنا نريد اكراد تركيا بيننا”.
تحت هذا الضغط والسخط، اضطر الحزب إلى تكليف الراحل “رستم جودي” بقيادة منظمة سوريا ولبنان لحزب العمال.
لكن النظام السوري رفض بشدّة. وأخبرت المخابرات السورية، “جميل بايك” و “بوطان” (نظام الدين تاش الذي انشق عن الحزب)، الذين كانا موجودين في دمشق سنة 2000-2001، أنه يستحيل القبول بأن يتولى كردي سوري قيادة منظمة الحزب في سوريا. واذا اصرّيتم على “رستم جودي”، إما سنعتقله او نقتله، في حال حاول الهرب او المقاومة.
هذا الكلام من مصدر موثوق ذلك الحزب. وتأكدت منه حين التقيت بجودي صيف 2007 في جبال قنديل – لولان – خنيره.
مقصد القول: كل الذين ترونهم (باهوز، شاهين، آلدار…) هم مجرّد واجهة. هنالك “مساعد أول”، كردي تركي، هو الذي يصدر الأوامر للقيادات الكردية السورية التي من المفترض تدير العملية العسكرية والامنية والسياسية.
الكل يعلم ذلك. ولكن لا احد يجرؤ على قول الحقيقة.
حتى “نور الدين صوفي”، الذي من المفترض أنه قائد الجناح العسكري، هو ايضاً واجهة. والشخص الممسك بالملف العسكري ضمن حزب العمال منذ 1984 هو “دوران كاكان” – عباس (التركي الأصل). حتى “معصوم قورقماز”، كان يعمل تحت إمرة “عباس”. وبعد استشهاده في ظروف غامضة، وفي مؤتمر الحزب الثالث سنة 1986، تم تعين “معصوم قورقماز” – “عكيد”، رئيساً فخرياً للجيش الشعبي لتحرير كردستان ARGK
مقصد القول: الكردي السوري داخل حزب العمال، ومهما كان مخلصاً للحزب حتى ولو أكثر من أوجلان، كان وما زال وسيبقى، متهم بالانفصالية حتى تثبت براءته. هو متهم بفصل كرد سوريا عن كرد تركيا. وتحت هذه التهمة، قام الحزب بتصفية العشرات من الكوادر الكردية السورية. وكان سيصفّي “ناصر حج منصور” أيضاً، لولا حدوث معجزة حالت دون ذلك.
الكل يعرف كيف تمت تصفية “فايق”. والكل ساكت.
الكردي السوري، هو دائماً آبوجي درجة ثانية، ومشكوك في ولائه، وينظر إليه بدونيّة، داخل الحزب. وكل هذا الكلام عن روجافا والكرد السوريين هو لزوم الاستهلاك والتضليل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى