محليات - نشاطات

موسم المونة… تــراث مستمر من أجل التقليل من مصاريف الشتاء

Yekiti Media

تحرص العائلات الكُردية على تحضير مؤونة الشتاء في أواخر فصل الصيف، حيث لا تتوفّر الخضراوات والفواكه الموسمية الصيفية في فصل الشتاء، وتعرف المؤونة بأنها ما يدّخره المواطنون من مواد غذائية وتخزينها بكمياتٍ كبيرة، وبحسب حاجة الأسرة بهدف استخدامها خلال فترات أخرى من السنة ك ” المكدوس – المحمرة – دبس البندورة – الجبنة – الملوخية – الباميا – الفول – البصل – المخللات بأنواعها – المربيات”.

كما ولها أهداف اقتصادية، لانخفاض أسعار المواد الغذائية الموسمية وعدم توفرها في باقي الفصول والارتفاع الكبير في الأسعار إن وجِدت.

بهذا الصدد تحدّثت السيدة منيفة لموقع يكيتي ميديا قائلة: عائلتي كبيرة وجميع أفراد أسرتي موجودون، وفي كل سنة أقوم بتحضير المؤونة بكمياتٍ كبيرة ، لتسدّ حاجة أسرتي في فصل الشتاء، وكانت أسعار المواد الغذائية سابقاً منخفضة ولكن في السنوات الأخيرة الأسعار مرتفعة جداً وليس باستطاعتنا شرائها بكميات كبيرة ،م ما يجبرنا لتحضير كميات صغيرة من المؤونة الصيفية.

ومن جانبها نوّهت السيدة خديجة قائلة: نقوم بتجهيز وتحضير المؤونة سنوياً في فصل الصيف بجميع أنواعها لاستخدامها في فصل الشتاء بسبب قلة هذه الخضراوات والفواكه الموسمية ولارتفاع أسعارها في فصل الشتاء، وبالرغم من ارتفاع الأسعار هذه السنة قمت بتخزين المؤونة حرصاً على توفّرها في المنزل لسدّ حاجاتنا واستخدامها لاحقاً، وعدم الاضطرار لشراء المؤونة الجاهزة من السوق أو من بعض المنازل التي تقوم بتجهيزها وبيعها بأسعار مرتفعة.

كما وأوضح السيد أحمد صاحب محل للخضراوات والفواكه قائلاً: بشكلٍ عام إنتاج هذه السنة من الخضار والفواكه الذي تحتاجه كلّ أسرة يومياً ولتجهيز المونة كان قليلاً وليست بالجودة والكمية المطلوبة أسوةً بالسنوات السابقة، بسبب ارتفاع درجات الحرارة وجفاف التربة لقلة الهطولات المطرية ،والتي تسبّبت بتلف المحصول الزراعي في المنطقة ،مما أدّى لانقطاع مبكر للإنتاج المحلي في السوق المركزي، مما أجبر التجار والباعة على الاعتماد على الخضراوات والفواكه من الداخل السوري والدول المجاورة كإقليم كُردستان العراق وتركيا عبر معبر سيمالكا الحدودي، بالرغم من ارتفاع أسعارها ، بسبب تكاليف الشحن والضرائب الجمركية عليها ،وشرائها بعملة الدولار الأمريكي لسد حاجات المواطنين.

وأضاف السيد أحمد قائلاً: جميع المواطنين ليس لديهم الإمكانية لشراء المواد الغذائية بكمياتٍ كبيرة وتموينها بسبب ارتفاع أسعارها، وخاصةً عندما يكون هنالك نقص كبير في المواد مما يزيد من سعرها في العرض والطلب، بالرغم من ذلك فإنّ المواطنين يقومون بتجهيز وتحضير مؤونتهم لفصل الشتاء ، كل حسب أمكانياته المادية، أما بالنسبة للفواكه فالطلب عليها قليل بسبب أسعارها المرتفعة خاصةً للأسر التي ليس لها معيل أو دخل شهري.

كما نوّه السيد أحمد قائلا: بالنسبة لنا كأصحاب المحال التجارية للخضار عندما تكون أسعار البضاعة مرتفعة يكون الربح قليلاً، وذلك بسبب سرعة تلف الخضراوات والفواكه ويكون الضرر الكبير من نصيبنا، وكما هو معروف فإنّ البضاعة بنسبة 10-20 % تكون تالفة ولا تصلح للاستخدام وهذه النسبة المئوية تكون من المبلغ الإجمالي لقيمة البضاعة وهنا تكمن الخسارة، أما في حال إذا كانت البضاعة بسعر منخفض يكون الأقبال عليها أكثر وربح البائع أفضل ولا يتضرّر من النسبة التالفة من البضاعة.

جدير بالذكر أنه وبسبب الارتفاع الكبير في أسعار السلع والمواد الغذائية خلال الأزمة الدائرة في سوريا وتدهور قيمة الليرة السورية مقابل العملات الأجنبية انتشرت مبادرات فردية من قبل المواطنين لتحضير مؤونة الشتاء والتي تحتاجها الأسر وبيعها بأسعار مقبولة لتأمين مصدر دخل لأسرهم.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى