آراء

موعد الطلقة الأخيرة والكُرد من المولد بلا حمص

محمد رمضان

الحديث عن الحلِّ السياسي والحدُّ من العنف بات أكثر تداولاً بين الأوساط الإقليمية والدولية المعنية بالمعادلة السورية ؛ كمحاولةٍ لوضع حدٍّ لللمأساة السورية عبر الحثِّ على إيجاد صيغةٍ مشتركةٍ بين الشركاء الشركاء والشركاء الأعداء والشركاء الحلفاء والشركاء المستثمرين للأزمة السورية عامةً ؛ومالا شك فيه أنَّ هذه الاصطفافات التكتيكية تزيد من حدة المشكلة و إطالة امدها والأنكى برضا الأطراف المؤثرة والمالكة لمفاتيح الحلول المبدئية على الأقل ؛

والمؤكد تكمن الشراكة الفعلية ذات الدلالة السياسية بالوجود الكُردي في المعادلة العامة ؛ بيد أنَّ الشريك الكُردي المنقسم على ذاته بدون وجود اصطفاف استثماري كما عليه الحال لدى الشريك العربي تجعل الإجابة على السؤال الكُردي المُلِحِّ عسيراً ؛ ماذا يريد الكُرد من كلِّ هذه الزوبعة ؟

و لاشكَّ أنَّ حركة المجتمع الديمقراطي التي يقودها حزب الاتحاد الديمقراطي تأتي في المقدمة ؛ ومن ثم يأتي المجلس الوطني الكُردي الذي يضمُّ أكبر حزبين كرديين ؛ الحزب الديمقراطي الكُردستاني – سوريا وحزب يكيتي الكُردي في سوريا ؛ والطرفان يفترقان فكرياً وأيدولوجياً إلى حدود السماء ويلتقيان على عتبةالمجازر التي تُرتكب بحقِّ الكُرد ولعلَّ تدمير كوباني لم تكن أولها ولن تكون ماساة عفرين آخر الأحزان والنكبات الكُردية ؛ والمؤسف كلا الطرفين لا يمتلكان الحسَّ الأخلاقي بالمسؤولية للقيام بما يوكلون لأنفسهم من مهامٍ وواجباتٍ؛ فالطرف الأول حتى اللحظة يستند في مشروعه على الشعارات الغارقة في الرومانسية الفكرية المتناقضة جملةً وتفصيلاً مع أيِّ مشروعٍ سياسيٍ تحرّري طيلة تاريخ البشرية ؛ والطرف الأخير يفتقر إلى قوى عسكرية لتمرير الابتزاز أو حراسة أيِّ هفوةٍ أو مكسبٍ حقوقيٍ بالإضافة إلى الهشاشة والضحالة الفكرية الفجّة لشخصياته السياسية ..

عموماً كافة الأدلة والقرائن تشي بأنَّ القضية الكُردية تعود إلى مربع الصفر كما العادة ؛ وهي السعي إلى الحصول على المكاسب بصفاتٍ شخصيةٍ كالفكرية والقبلية وما شابه كما حصل مراراً في التاريخ الكُردي المريربالانتكاسات والخذلان فضلاً على معاناته من هشاشة الجبهة الداخلية وحالة التخمة من التربُّص

وبالتالي كلا الطرفين أمام المسؤولية التاريخية من تدمير كوباني ومايجري في عفرين من انتهاكاتٍ يوميةٍ من قبل الجماعات الإسلامية المتطرفة وظلِّ الاحتلال التركي وهنا يتحمّل حزب الاتحاد الديمقرطي حيزاً أكبر من المسؤوليةباعتباره القوة العسكرية العاملة على الأرض وخوض معارك خارج المناطق الكُردستانية لاناقة للكُرد ولا جمل فيها

جميع المقالات المنشورة تُعبر عن رأي كتابها ولاتعبر بالضرورة عن رأي Yekiti Media

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى